الموضوع: مذاهب وأديان
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-10, 06:41 PM   رقم المشاركة : 3
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road



نَبْدَأُهَا بِبِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم

مَذْهَب الْقُرآنِيُّون

الْقُرآنِيُّون [ الْبَاطَنِيُّون الْجُدُد ] عَقَائِدِهِم وَمَكَان إِنْتَشَارِهُم


فِي نِهَايَة الْقَرْن الْتَّاسِع عَشَر الْمِيْلَادِي، بَدَأَت تَغْزُو الْهِنْد الْدَّعْوَة إِلَى الْاعْتِمَاد عَلَى الْقُرْآَن وَنَبْذ السُّنَّة فِي الْتَّشْرِيْع الْإِسْلَامِي، وَعُرِف هَؤُلَاء بِاسْم (أَهْل الْقُرْآَن أَو الْقُرَآنِيِّين)، وَإِن كَان مَنْهَج إِقْصَاء الْسُّنَّة الْنَّبَوِيَّة قَد عَرَف بَعْض الْشَّيْء فِي عُصُوْر مُبَكِّرَة، وَتَحْدِيْدَا فِي الْقَرْن الْثَّانِي الْهِجْرِي عِنْد الْمُعْتَزِلَة وَالْخَوَارِج.
وَقَد اسْتُفْحِلَت أَفْكَار هَؤُلَاء فِي الْقَارَة الْهِنْدِيَّة، وَانْتَقَلْت بَعْد ذَلِك إِلَى بَعْض الْدُّوَل الْإِسْلَامِيَّة، وَمِنْهَا مِصْر ، الَّتِي لَا يُشْكِل الْقُرآنِيُّون فِيْهَا تَنْظِيْمَا قَوِيّا كَالَّذِي ظَهَر فِي الْهِنْد. وَالْسُّوْدَان الَّتِي تَلْبوِّرّت هَذِه الْفِرْقَة فِي قَالِب جَدِيْد هُو الْحِزْب الْجُمْهُوْرِي وَالَّذِي سَنَسْتَعْرِضُه فِي الْعَدَد الْقَادِم .
قَام فَكَّر الْقُرَآنِيِّين أَسَاسَا عَلَى إِنْكَار الْسُّنَّة ، وَنَبْذِهِا، وَعَدَم اعْتِبَارِهَا مَصْدَرَا لِلْتَّشْرِيع الْإِسْلَامِي، فَتَخَبَّطُوا وَّضَلُّوْا،وَجَاءَت أَحْكَامِهِم نَاقِصَة مُشَوَّشَة، بَعِيْدَة عَن مَرَادِهَا،إِذ رَفَعُوْا شِعَار (حَسْبُنَا كِتَاب الْلَّه) مُتَنَاسِيْن أَن الْسُنَّة جَاءَت مُوَضَّحَة لِكِتَاب الْلَّه وَمُفَسَّرَة، وَمُكَمِّلَة لِّأَحْكَامِه.
وَقَد مَهْد لِظُهُوْر جَمَاعَة الْقُرَآنِيِّين، حَرَكَة الْعَصْرَنَة وَالتَّجْدِيْد الَّتِي قَادَهَا أَحْمَد خَان([1]) بَيْن مُسْلِمِي الْهِنْد.
وَقَد بَدَأ أَحْمَد خَان حَيَاتِه الْعَمَلِيَّة بِالِاتِّصَال بِالإِمْبِرَاطُوّر بَهَادَر شَاه آَخَر مُلُوْك دِهْلِي الْمُسْلِمِيْن، فَأَنْعِم عَلَيْه بَرُتَب وَالِدِه وَنُعُوتَه، وَكَان وَالِدُه قَد تَقَلّد عَدَدَا مِن الْمَنَاصِب. وَلَمَّا تَغَلَّب الْبِرِيطَانِيُّوْن عَلَى الْهِنْد، عَمِل أَحْمَد خَان لَدَيْهِم مُوَظَّفا فِي شَرِكَة الْهِنْد الْشَرْقِيَّة، ثُم أَصْبَح أَمِيْنَا لِلْسِّجِلَّات فِي الْقَلَم الْجِنَائِي بَدِهْلِي، وَعَمِل لَدَيْهِم بِإِخْلاص وَنَشَاط.
وَحِيْن ثَار الْهُنُود الْمُسْلِمُوْن فِي دِهْلِي عَلَى الاسْتِعْمَار الْبَرِيْطَانِي لَبِلادُهُم سُنَّة 1857، وَقَف أَحْمَد خَان ضِد هَذِه الثَّوْرَة، مُعْتَبِرَا أَنَّهَا سَتُلْحِق الْأَذَى بِشَعْبِه، فَأَخَذ يَحُث عَلَى إِنِهَائِهَا، وَعَرَّض حَيَاتِه لِلْخَطَر فِي سَبِيِل ذَلِك، وَكَان رَأْيُه أَن سَبَّب الثَّوْرَة أَو "الْتَمَرُّد" كَمَا أُطْلِق عَلَيْهَا، أَن الْشَّعْب الْهِنْدِي أَسَاء فَهْم طَبِيْعَة الْحُكْم الْبِرِيْطَانِي، وَأَن الْبِرِيْطَانِيِّيْن تَجَاهُلُوا شُرُوْط الْحُكْم.
وَلَمَّا انْتَهَت الثَّوْرَة، وَفَتَك الْمُسْتَعْمِر بِالْمُسْلِمِيْن فَتْكَا ذَرِيْعَا، أَكْرَم الْبِرِيطَانِيُّوْن أَحْمَد خَان بِلَقَب "صَاحِب نَجْمَة الْهِنْد"، كَمَا عَيَّن زَمِيْلَا وَعُضْو شَرَف فِي الْجَمْعِيَّة الْمِلْكِيَّة الْآَسْيَوِيَّة فِي لَنْدَن، وَعَيَّنُوا لَه رَاتِبَا شَهْرِيّا يَرِثُه ابْنَه الْبِكْر مِن بَعْدِه.
وَبَعْد ذَلِك، أَخَذ خَان عَلَى عَاتِقِه نَشْر الْثَّقَافَة الْغَرْبِيَّة بَيْن الْمُسْلِمِيْن، مُعْتَبَرَا أَن ذَلِك مِن أَهَم وَسَائِل إِصْلَاح أَحْوَالِهِم، وَفِي سَنَة 1862م، نُشِر شَرْحَا وَاسِعَا لِلْإِنْجِيْل، لِيَكُوْن أَوَّل مُسْلِم يَقُوْم بِهَذَا الْنَّوْع مِن الْبَحْث.
وَقَام بِالتَعاوُن مَع أَغَاخَان الْثَّالِث، إِمَام الْإِسْمَاعِيْلِيَّة الأَغَاخَانِيّة، وَّبِتَمْوِيلِه الْسَّخِي بِافْتِتَاح أَوَّل (جَامِعَة إِسْلامِيَّة عَصْرِيَّة) فِي عَلِيكرَّة، وَقَد تَسَلَّم إِدَارَتُهَا فِي بَادِئ الْأَمْر بَرِيْطَانِيُّوْن.
وَفِيْمَا يَتَعَلَّق بِمَنْهَجِه، فَإِن أَحْمَد خَان أَخَذ يُفَسِّر آَيَات الْقُرْآَن تَفْسِيْرا عَقْلِيَّا مُحَاوِلَا تَوْفِيقِهَا مَع الْعَصْر، وَيُؤَوَّل الْمُعْجِزَات الْمَذْكُوْرَة فِي الْقُرْآَن تَأْوِيْلَا مُخَالِفَا لِمَا عَلَيْه عُمُوْم الْمُسْلِمِيْن. وَمَن آَرَائِه: الْقَوْل بِأَنَّه لَا يُوْجَد فِي الْقُرْآَن مَا يَدُل صَرَاحَة عَلَى أَن الْمَسِيْح وُلِد مِن غَيْر أَب! كَمَا حَاوَل تَفْسِيْر آَيَات الْجَنَّة وَالْنَّار تَفْسِيْرات رُوْحِيَّة رَمَزَيَّة، خِلَاف مَضْمُوْنِهَا الْظَّاهِرِي، كَمَا رَفَض أَحَادِيْث عَلَامَات الْسَّاعَة، مِن طُلُوْع الْشَّمْس مِن مَغْرِبِهَا، وَخُرُوْج دَابَّة الْأَرْض، وَنُزُوْل الْمَسِيْح عَلَيْه الْسَّلَام وَغَيْر ذَلِك.
وَقَد كَان أَحْمَد خَان بِمَنْهَجِه هَذَا "أَوَّل مَن اخْتَط طَرِيْق الْتَّعْوِيْل عَلَى الْقُرْآَن فَقَط، وَفَهْمِه فَهْمَا عَصْرِيَّا، وَالتَّشْكِيْك بِالْأَحَادِيْث وَالْأَخْبَار، وَالْدَّعْوَة لِغَرْبَلَة الْتُّرَاث"([2]).








التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» رسالة إلى مُقريء الحرم المكي وأحد أضلاع الإفتاء في المملكة عادل الكلباني
»» يَا أُخْوتِيّ صَبْرَا صَبْرَا
»» لمن أراد الأجر والدعاء ساعدوني
»» فأقْطَع أعْنَاقهِم وعَلّقْهَا علَى أسْوَارِ المَدِينَةِ
»» فيلم الزحف الأسود يافضيحتاه يالشيعة
  رد مع اقتباس