الْرَّحِيْل إِلَى أَفْغَانِسْتَان
وَعَلَى الْفَوْر تُوَجَّه الْفَتَى فِي صَيْف 1988 إِلَى أَفْغَانِسْتَان ، وَشَهِد فُتُوْحَات جَلَال آبَاد وخَوَست كَابُل فِي عَام 1993 ، و نَجَا مِن الْمَوْت عِدَّة مَرَّات بُأُعْجُوْبَة وَهُو مُوْقِن أَن وَقْتَه لَم يَحِن بَعْد . وَمَع انْتِهَاء الْحَرْب وَخُرُوْج الْرُّوْس مَدْحُوْرِين مِن أَفْغَانِسْتَان ، وَدُخُوْل الْبِلَاد فِتْنَة دَاخِلِيَّة ، آَثَر الْشَّاب مَع الْقَائِد وَرَفِيْقُه فِي دَرْب الْجِهَاد سَامِر السُّوَيْلِم الْشَّهِيْر بـ" خِطَاب"، الْخُرُوْج مِن أَفْغَانِسْتَان ... وَلَكِن إِلَي أَيْن؟؟
سَمِع الْشَّاب أَبُو الْوَلِيّد وَرَفِيْقُه خِطَاب أَن حَرْبا أُخْرَى تَدُوْر ضِد نَفْس الْعَدُو وَلَكِنَّهَا هَذِه الْمَرَّة كَانَت فِي طَاجِيكِسْتَان فَأَعَد حَقَائِبَه وَمَعَه مَجْمُوْعَة صَغِيْرَة مِن الْمُجَاهِدِيْن وَذَهَبُوا إِلَى طَاجِيكِسْتَان فِي عَام 1993 ، وَمَكَثُوا هُنَاك سَنَتَيْن يُقَاتِلُوْن الْرُّوْس فِي الْجِبَال الْمُغَطَّاة بِالْثُّلُوْج يَنْقُصُهُم الذَّخَائِر وَالسِّلَاح ، وَأُصِيْب الْرَّجُلَان وَعَبَثَا حَاوَل الْبَعْض إِقِنَاعْهُما بِالْعَوْدَة إِلَي بِيُشَاوِر لِلْعِلَاج، لَكِنَّهُمَا رَفَضَا.
و بَعُد سَنَتَيْن مِن الْجِهَاد فِي طَاجِيكِسْتَان عَاد الْشَّاب أَبُو الْوَلِيّد إِلَى أَفْغَانِسْتَان فِي بِدَايَة عَام 1995.. لِيَسْأَل نَفْسِه: وَمَاذَا بَعْد؟!
وَلَم تَتَأَخَّر الْإِجَابَة طَوَيْلَا .. فَقَد جَلَس أَبُو الْوَلِيّد مَع رَفِيْق دَرْبِه "خِطَاب" ذَات مَسَاء يُشَاهِدُوْن الْتِّلْفِزْيُون فَوَجَدَا فِتْيَة شِيْشَّانِيِّين يَرْتَدُّوْن عِصَابَات مَكْتُوْبَا عَلَيْهَا "لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه مُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه" ، وَيَصِيْحُوْن صَيْحَة "الْلَّه أَكْبَر".. عِنْدَئِذ اسْتَرْجَع الْفَتَى دّرْس شَيْخِه حَسُن صَلَاح الْدِّيْن "الْكُرْدِي" مُحَرَّر الْقُدُس ، وَقُطُز " الْشَرْكَسي" هَازِم الْتَّتَار .. فَعَقَد الْشَّاب نِيَّتِه بِالذَّهَاب إِلَى أَرْض الْشِّيْشَان لِيُعِيِد الْتَّارِيْخ دَوْرَتَه بِإِنْجَاب شَبَاب مِن أَمْثَال "خِطَاب" و "أَبُو الْوَلِيّد" يُضَاهُوْن صَلَاح الْدِّيْن وَقُطُز فِي عَالَمِيَّة الْجِهَاد الْإِسْلامِي ، فِي عَصْر سُمِح لِلْعَوْلَمَة بِاجْتِيَاز كُل الْمَيَادِيْن إِلَا "الْجِهَاد".