عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-11, 04:11 PM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الفرقة الكيسانية



التعريف


احدى الفرق الاسلامية المنقرضة التي خرجت عن التشيع الحق بعد شهادة الامام الحسين (ع) بست سنوات، تفردوا بعقائدهم عن الشيعة وقالوا بإمامة محمد بن الحنفية، اطلق عليهم اسم الكيسانية نسبة إلى كيسان مولى محمد بن الحنفية وقيل مولى امير المؤمنين (ع) الذي ينسب إليه تاسيس هذه الفرقة. وقيل ايضاً لأن المختار كان لقبه كيساناً.

------------------

عوامل الظهور

ـ قيل ان المخـتار بن أبـي عبـيد الثقفي (66 هـ) دعا الكيسانية إلى امامة محمد ابن الحنفيـــة. وكان السبب في نشوء الكيسانية فيما بعد ان عبيد الله بن زياد لما فرغ من قتل مسلم بن عقيل (رض) وفرغ من قتل الحسين بن علي (ع) رفع اليه بأن المختار بن أبي عبيد كان ممن خرج مع مسلم بن عقيل ثم اختفى، فأمر بإحضاره فلما أدخل عليه رماه بعمود كان في يده فشتر عينه وحبسه فتشفع اليه في امره قوم فأخرجه من الحبس وقال له قد اجلتك ثلاثة أيام فان خرجت فيها من الكوفة وإلا ضربت عنقك. فخرج المختار هارباً من الكوفة إلى مكة وبعد موت يزيد بن معاوية، عاد المختار إلى الكوفة وواليها يومئذ عبد الله بن يزيد الانصاري فلما دخل الكوفة دعاهم إلى البيعة له ووعدهم انه يخرج طالباً بثأر الامام الحسين (ع) ودعاهم إلى محمد بن الحنفية، واجتمع إلى المختار من بايعه في السر وكانوا زهاء سبعة عشر الف رجل، وخرج المختار على والي الكوفة عبد الله بن مطيع فانهزم جند الزبيرية واستولى المختار على الكوفة ونواحيها وقتل كل من كان بالكوفة من الذين قاتلوا الحسين(ع) بكربلاء.
ـ اجتهاد بعض رجال الفرقة في مقابل النص وتقديمهم الدلائل الضعيفة والحجج الواهية للقول بإمامة محمد بن الحنفية، باعتبار انه صاحب راية ابيه يوم البصرة دون اخويه الحسن والحسين (ع) او للرأي الثاني القائل بأنه اقرب إلى امير المؤمنين (ع) بعد الحسن والحسين (ع) وأولى الناس به.
ـ الدعم الجماهيري الواسع الذي لقيه المختار بن ابي عبيد الثقـفي من القواعد الشيعية التي كانت تنتظر من يقودها لتثأر للدماء الزكية التي سقطت في عاشوراء عام 61 هـ واستشهاد سبط رسول الله الامام الحسين بن علي (ع) فاستطاعت حركـته ان تنفذ بسرعة في الكوفة ولم يزل اصحابه يكثرون وامره يقوى.

----------------

النشأة والتطور

ـ قويت الفرقة الكيسانية وازدادت قوة برفع شعار « يالثارات الحسين » وجذب النادمين الذين خذلوا الامام الحسين (ع) ولم ينصروه ضد يزيد واستقطاب المخالفين للارهاب الاموي المتجـبر.فاستطاع المختار في فترة وجيزة تأليف جيش جرار والاستيلاء على الكوفة.
ـ تشعبت الكيسانية إلى فرق متعددة رجعت كل فرقة إلى شخص وقالت بامامته ودعت اليه، فمنهم اصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقيل تلميذ محمد بن الحنفية.
ومنهم المختارية : وهم اصحاب المختار بن ابي عبيد الثقفي.
و منهم الهاشمية : اتباع ابي هاشم بن محمد بن الحنفية الذين قالوا بموت محمد بن الحنفية وانتقال الامامة إلى ابنه ابي هاشم الذي افضى اليه أبوه بالاسرار والعلوم اليه.
والبيانية : وهم اتباع بيان بن سمعان التميمي قالوا : بانتقال الامامة من ابي هاشم اليه وهم غلاة قالوا بألوهية أمير المؤمنين (ع).
و الرزامية : وهم اتباع رزام بن رزم ساقوا الامامة من علي (ع) إلى ابنه محمد ثم إلى ابنه ابي هاشم ثم منه إلى علي بن عبد الله بن عباس بالوصية ثم إلى محمد بن علي والذي اوصى بعده إلى ابنه ابراهيم الامام وهو صاحب ابي مسلم الخراساني. حتى بلغت فرق الكيسانية احدى عشرة فرقة.
ـ تطورت عقائدهــم وافكارهم حتى عُدُّوا الأصلَ لاكثر الافكار الغالية وخرجوا عن التشيع وقالوا في علي قولاً شنيعاً.
ـ انحط مركز الامامة كثيراً على يد فرق من الكيسانية، وذلك حين اباحت تلك الفرق لأفراد من الناس لا يمتون للعلويين ولا للهاشميين بصلة ان تقلدوا الامامة امثال بيان بن سمعان النهدي وحمزة ابن عمارة البربري وعبد الله بن عمرو بن حرب الكندي الشامي وغيرهم.
ـ ساعد ميل بعض فرق الكيسانية إلى العباسيـين على انتشار افكارهم ومساندتهم من قبل الحكام العباسيـين، فقد خالف قسم من رجال الكيسانية الامامية في أصول الامامية لانهم اخرجوها من بني علي (ع) إلى بني العباس وإلى ابن الكندي وابن الحارث كما خالفوهم بتلك المقالات الخاطئة المنافية للتشيع الاسلامي النزيه، كالقول بإباحة المحرمات التي قالت بها الحارثية من الكيسانية وكالقول بالتناسخ وتحول الارواح من شخص لآخر.
وقد انصف ابن خلدون حيث جعل الكيسانية، القائمين بدولة بني العباس من شيعة العباسين لامن شيعة العلوين القائلين بإمامة زين العابدين علي بن الحسين (ع).

-------------

الأفكار والمعتقدات

ـ قالوا بأن الامامة نص وقد نص أمير المؤمنين علي (ع) على تولية ابنه محمد بن الحنفية الخلافة من بعده.
ـ القول بالتناسخ وحلول الارواح من شخص إلى آخر،و ان الله حلَّ في اجسام الائمة وانه حل في محمد بن الحنفية ثم في عبد الله ابنه ثم انتقل وتحول في عبد الله بن معاوية بن جعفر بن ابي طالب.
ـ اباحوا المحرمات وتركوا القضايا الشرعية وهو اعتقاد الحارثية من فرق الكيسانية.
ـ قولهم بأن الدين طاعة رجل وأَوّلوا الاركان الشرعية (الصلاة والصيام والزكاة والحج) وغير ذلك على رجال فحمل بعضهم على ترك الامور الشرعية بعد الوصول إلى طاعة الرجل ، وكل الاركان كنايات عن رجال معينين.
ـ والراوندية من فرق الكيسانية زعموا بان النبي (ص)، نص على العباس بن عبد المطلب ونص عبد الله على امامة ابنه علي بن عبد الله ثم ساقوا الامامة إلى ان انتهوا بها إلى ابي جعفر المنصور.
ـ قالوا بان محمد بن الحنفية هو المهدي المنتظر (عج).
ـ وزعمت فرقة من الكيسانية ان علياً في السحاب وان تأويل قول الله { هل ينظرون إلا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } انما يعني ذلك علياً فكانوا على هذا زماناً توافقون الحربية البيانية في ذلك ثم خالفوهم ورجعوا عن قولهم في ذلك.
ـ المختارية وهي فرقة منهم يزعمون انهم في التيه لا امام لهم ولا قيم ولا مرشد، لأن علياً كان قد اوصى إلى الحسن واوصى الحسن إلى الحسين واوصى الحسين إلى محمد بن الحنفية فكان العلم والمقنع في دار التقية ولذنبه عاقبه ولأجله اخرج من داره فكانت تلك عقوبته اذا كان اماماً على سبيل عقوبة الانبياء وقد نبذ الامر إلى ابنه عبد الله ابي هاشم.
ـ وزعمت الرزّامية وهي فرقة من فرق الكيسانية ان ابا مسلم الخراساني حي لم يمت، ودانوا بترك الفرائض، وقالوا ان الدين معرفة الامام واداء الامانة فقط.

----------------------

أبرز الشخصيات

1 ـ المختار بن ابي عبيد مسعود الثقفي ابو اسحاق.
2 ـ كيسان أبو عمرة.
3 ـ ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.
4 ـ محمد بن الحنفية.

---------------------------------------

الانتشار ومواقع النفوذ

ـ ثبت المختار مركزه في الكوفة ثم نشر نفوذه إلى الاقاليم المجاورة الاخرى بمساعدة ابراهيم بن مالك النخعي.
ـ دانت له الجزيرة وباقي أجزاء العراق وبعض مناطق ايران وامتد نفوذه حتى حدود ارمينيا.
ـ امتد نفوذ المختار إلى مصر واليمن حيث دخلت جيوشة هذين المصرين.


-------------------

أحداث ووقائع

ورد في الروايات ان المختار ارسل إلى الامام علي بن الحسين (ع) بعشرين الف دينار فقبلها وبنى بها دار عقيل بن ابي طالب ودارهم التي هدمت، ثم انه بعث اليه باربعين الف دينار بعد ما ظهر الكلام الذي اظهره فردها اليه ولم يقبلها.
ـ جرى بين الامام علي بن الحسين (ع) ومحمد بن الحنفية كلام في استحقاق الامامة فادعى محمد بن الحنفية ان الامر افضي اليه بعد اخيه الحسين (ع) فناظره علي بن الحسين (ع) واحتج عليه بآي من القرآن كقوله تعالى : واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض وان هذه الآية جرت في علي بن الحسين وولده، ثم قال له احاجك إلى الحجر الاسود فقال له كيف تحاجني إل حجر لايسمع ولا يجيب ؟ فاعلمه انه يحكم بينهما، فمضيا حتى انتهيا إلى الحجر فقال علي بن الحسين (ع) لمحمد بن الحنفية تقدم فكلمه فتقدم اليه ووقف حياله وتكلم ثم امسك، ثم تقدم علي بن الحسين (ع) فوضع يده عليه ثم قال : اللهم اني اسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة، ثم دعا بعد ذلك وقال : لما انطقت هذا الحجر، ثم قال اسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك لما اخبرت لمن الامامة والوصية فتزعزع الحجر حتى كاد ان يزول ثم انطقه الله تعالى فقال : يا محمد سلم الامامة لعلي بن الحسين فرجع محمد من منازعته وسلمها إلى علي بن الحسين (ع) وهذا خبر مشهور عند الشيعة الامامية ومن معجزات امامنا السجاد (ع) دفع محمد بن الحنفية إلى الاقرار بإمامته (ع).
ـ كان ابو مسلم الخراساني صاحب الدولة على مذهب الكيسانية في الاول، واقتبس من دعاتهم العلوم التي اختصوا بها، واحس منهم ان هذه العلوم مستودعة فيهم فكان يطلب المستقر فيه، فبعث إلى الامام الصادق جعفر بن محمد (ع) : اني قد اظهرت الكلمة ودعوت الناس عن موالاة بني امية إلى موالاة اهل البيت، فان رغبت، فلا مزيد عليك. فكتب اليه الامام الصادق (ع) : ما انت من رجالي ولا الزمان زماني.
فحاد ابو مسلم الخراساني إلى ابي العباس عبد الله بن محمد السفاح وقلّده امر الخلافة.


------------

من ذاكرة التاريخ

ـ ادعّى بيان (زعيم الفرقة البيانية) انه قد انتقل اليه الجزء الالهي بنوع من التناسخ ولذلك استحق ان يكون اماماً وخليفة، وذلك الجزء هو الذي استحق به آدم (ع) سجود الملائكة، وزعم ان معبوده على صورة انسان عضواً فعضواً، وجزءاً فجزءاً وقال : يهلك كله إلا وجهه لقوله تعالى : { كل شيء هالك إلا وجهه } ومع هذا الشذوذ والانحراف العقائدي والخزي الفاحش كتب إلى الامام الباقر (ع) ودعاه إلى نفسه وفي كتابه : « اسلم تسلم، ويرتقي من سلم، فانك لا تدري حيث يجعل الله النبوة » فأمر الباقر (ع) ان يأكل الرسول قرطاسه الذي جاء به فأكله فمات في الحال وكان اسم ذلك الرسول عمر بن أبي عفيف.
ـ انفذ المختار بن ابي عبيد الثقفي إلى دار عمر بن سعد حتى أخذ رأسه ثم أخذ رأس ابنه جعفر بن عمر وهو ابن اخت المختار وقال ذاك برأس الحسين (ع) وهذا برأس ابن الحسين الكبير، ثم بعث بابراهيم بن مالك الاشتر مع ستة الآف رجل إلى حرب عبيد الله بن زياد وهو يومئذ بالموصل في ثمانين الفاً من جند الشام قد ولاه عليهم عبد الملك بن مروان فلما التقى الجيشان على باب الموصل انهزم جند الشام وقتل منهم سبعون الفاً في المعركة وقتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير السكوني وانفذ ابراهيم بن الاشتر برؤوسهم إلى المختار وتمت للمختار ولاية الكوفة والجزيرة والعراقين إلى حدود ارمينية.

------------------------

خلاصة البحث

ـ تعد الكيسانية من فرق الشيعة المنقرضة التي خرجت عن التشيع الحق وقالت بإمامة محمد بن الحنفية.
ـ اول من يُقال أنَّ دعوة إلى الكيسانية وامامة محمد بن الحنفية هو المختار بن ابي عبيد الثقفي، الذي رفع شعار « يالثارات الحسين (ع) » وجذب اليه الانصار والاتباع والنادمين الذي خذلوا الحسين (ع) في الطف ولم ينصروه.
ـ ساعد على نشوء هذه الفرقة عوامل عديدة، منها : غياب الوجود الفاعل للقيادة الاسلامية بسبب حالة البطش والتنكيل المتبعة من النظام الاموي الغاصب، وميول بعض رجالات الكيسانية إلى العباسيين ودعم العباسيين لهم.
ـ قويت الفرقة الكيسانية باستقطابها أعداداً كبيرة من المجتمع الاسلامي ورفعها شعارات لجذب الموالي والناقمين على السلطة الجائرة آنذاك.
ـ تشعبت الكيسانية إلى فرق متعددة كل فرقة لها قيادتها وافكارها الخاصة بها كالبيانية والهاشمية والرزامية حتى بلغت احدى عشرة فرقة.
ـ تدهور مركز الامامة بسبب التصورات الكيسانية حول نظرية الامامة وتصدي افراد لا يمتون إلى العلويين او الهاشميين بصلة ركزوا من خلال مراكزهم على مصالحهم وطموحاتهم الشخصية امثال : بيان وحمزة وعبد الله الكندي وغيرهم.
ـ طرحت الفرقة الكيسانية افكاراً استقلت بها عن التشيع وخرجت عن اطره ومعالمه الرئيسية، حيث ادعت النص على محمد بن الحنفية والقول بامامته والقول بالتناسخ وحلول الارواح واعتبرت ابن الحنفية هوالمهدي المنتظر الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً وفسرت الدين على انه (طاعة رجل) مما شجع على ترك القضايا الشرعية بعد الوصول إلى طاعة الرجل.
ـ اصبحت الكوفة مركزاً للفرقة الكيسانية ومنها انطلقت إلى الجزيرة واليمن ومصر حتى وصلت إلى حدود ارمينيا.
ـ ابرز شخصيات الفرقة الكيسانية محمد بن الحنفية والمختار بن ابي عبيد الثقفي وكيسان وعبد الله بن محمد بن الحنفية وغيرهم.
ـ استطاع الامام اثبات حقه الشرعي بالامامة بابراز المعجزة ومحاججة محمد بن الحنفية وجذبه نحو الجادة الصحيحة واقراره بالامامة للامام السجاد (ع).
ـ قيام المختار بن ابي عبيد الثقفي بدور كبير في تقويض النظام الاموي واخذه الثأر من قتلة الامام الحسين بن علي (ع) ومطاردتهم عند كل حجر ومدر وقتلهم عن اخرهم وبذلك شفى غليل قلوب الائمة (ع) وشيعتهم واتباعهم.
http://aqaed.50megs.com/eatuqaed/q6-2.htm