الطرق الخامس :
المستدرك على الصحيحين3/152 رواية رقم: 4681
حدثنا دعلج بن أحمد السجزي، حدثنا علي بن عبد العزيز بن معاوية، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، حدثنا عبد الله بن عبد ربه العجلي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: "النظر إلى علي عبادة" ) ثم قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة .
قلتُ : والحاكم من المتساهلين في تصحيح الأحاديث الضعيفة , والمجمع على ضعفها عند أهل العلم , فقد ترك أهل العلم بالحديث تصحيح الحاكم , ولكن تساهله في التصحيح لا يعني ترك أحكامه بالكلية , إلا أن هناك أحاديث علامات الوضع ظاهرة عليها صححها الحاكم في المستدرك , وهذا من شدة تساهله رحمه الله تعالى , كذلك رحمه الله تعالى كان فيه تشيع , فكان يصحح كثير من فضائل أهل البيت المحكوم عليها بالوضع عند السلف والخلف .
قال شيخ الإسلام الهروي في كتاب ( ذم الكلام وأهله ) :
ثقة في الحديث رافضي خبيث .
قال الإمام الذهبي في ميزان الإعتدال (6/216) :
الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي ؛ بل شيعي فقط .
مدارج السالكين"انظرمجموع الفتاوى (14\354)
والحقيقة أن هذه تهمة فيها تجاوزٌ من الهروي رحمه الله ، فحتى هو لم يسلم من القول بالقدر ، ونفي للحكمة والتعليل ،معشدته البالغة على أهل البدع،،بل لم يسلم من تصوف مبالغ فيه، تكلف له الرد والتسويغابن القيم رحمه الله في" .
التنكيل (1/457)
حرص الحاكم على الإكثار وقد قال في خطبه (( المستدرك )) : (( قد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على الألف جزء أو أقل أو أكثر كلها سقيمة غير صحيحة )) فكان له هوى في الإكثار للرد على هؤلاء .
الفتاوي الكبرى (1/97) .
إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح. حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما (وهما من المتساهلين) بلا نزاع. فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما (وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين نسبيا).
ومن أمثلة إخراج الحاكم للكذابين والوضاعين في المستدرك :
1- عبيد بن تميم عن الأوزاعي خرج له الحاكم في مستدركهِ حديثا باطلا هو المتهم به في فضل معاذ بن جبل رواه يوسف بن سعيد بن مسلم ولا يدري من هو عبيد .
2- عمرو بن أوس يجهل حاله أتى بخبر منكر أخرجه الحاكم في مستدركه وأظنه موضوعا من طريق جندل بن والق حدثنا عمرو بن أوس حدثنا سعيد عن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد فلولاه ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار الحديث .
3- كلثوم بن جبر س عن سعيد بن جبير قال النسائي ليس بالقوي ووثقه أحمد وابن معين وسمع أيضا من أبي الطفيل وعنه ولده ربيعة والحمادان وعبد الوارث الحاكم في مستدركه .
قلتُ : والأمثلة في ذلك تطول .
ميزان الإعتدال في نقد الرجال (6/216) .
7810 7662 صح محمد بن عبدالله الضبي النيسابوري الحاكم أبو عبدالله الحافظ صاحب التصانيف إمام صدوق لكنه يصحح في مستدركهِ أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك فما أدري هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهذه خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين .
وقد قال ابن طاهر سألت أبا إسماعيل عبدالله الأنصاري عن الحاكم أبي عبدالله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث قلت الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ومن شقاشقه قوله أجمعت الأمة أن الضبي كذاب وقوله في إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا وقوله إن عليا وصى فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه مات سنة خمس وأربعمائة .
وقال كذلك في ميزان الإعتدال (3/608).
7804 - [ صح ] محمد بن عبدالله الضبى النيسابوري الحاكم، أبو عبد الله الحافظ، صاحب التصانيف.إمام صدوق، لكنه يصحح في مستدركهِ أحاديث ساقطة، ويكثر من ذلك، فما أدرى هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك، وإن علم فهذه خيانة عظيمة، ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين.
لسان الميزان (5/232) .
813 - محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب التصانيف إمام صدوق ولكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلك فما أدري هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهو خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين وقد قال أبو طاهر سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث قلت إن الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ومن شقاشقه قوله اجتمعت الأمة على أن الضبي كذاب وقوله في أن المصطفى صلى الله عليه و سلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا وقله أن عليا وصى فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه مات سنة خمس وأربع مائة والحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء لكن قيل في الأعتذار عنه أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها من ذلك أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه وقال في آخر الكتاب فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي صدقهم لأنني لا استحل الجرح إلا مبينا ولا أجيزه تقليدا والذي اختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا
قلتُ : والخلاصة أن الحاكم رحمه الله تعالى من المتساهلين في تصحيح الأحاديث , فقيل أنه إختلط في أخر عمره قأصبح يخرج في المستدرك لأناس حكم عليهم بالضعف , وأنهم يضعون الحديث , ثم صحح لهم في المستدرك , ومنهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم , فهو مجمع على ضعفهِ , ضعفهُ جمع من أهل العلم , وأخرج له الحاكم في المستدرك وصحح روايتهُ , وهذا من غفلتهِ رحمه الله تعالى في المستدرك , وصنفه في أخر عمره وبقي المستدرك مسودة لم ينقحها رحمه الله تعالى وإعتني بالمستدرك بعد وفاة رحمه الله تعالى , فقام الحافظ الذهبي بتلخيص المستدرك في شبابه , فكانت في موافقة الذهبي في أوجه طلبه للعلم للحاكم فيها كلام .
والله تعالى أعلم بالصواب .
وهنا فائدة عظيمة للأخت المحدثة _ جليسة القوم _ جزاه الله تعالى كل الخير في بيان منهجه رحمه الله تعالى :
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=62
أقول : إبراهيم بن إسحاق الجعفي , لم أجد له ترجمة , سوى رواية النظر لوجه علي عبادة , وبحثت في كتب الرجال عند الشيعة فلم أجد له ترجمة , سوى إبراهيم بن سعيد الجعفي , ولم أجد فيه ترجمة أو جرح أو تعديل فهذا الحديث مظلم , وفي المستدرك هناك رجل أخر يروي عنهُ , أما عبد الله بن عبد ربهُ فلم أقف له لا على جرح ولا على رواية , فما أظلم هذا الإسناد , والغريب من الرافضي أنه لم يتطرق إلي أسانيد هذا الحديث كما تطرق إلي رجال الحديث الذي قبلهُ فلله العجب , والرواة عن إبراهيم بن إسحاق هما علي بن عبد العزيز بن معاوية ولم أجد له ترجمة . والكديمي هذا متهم وسنتطرق إلي ترجمتهِ بإذن الله تعالى .
ذكر الرافضة في تنقيح المقال في علم الرجال في ترجمة إبراهيم بن سعيد الجعفي :
روى هذه الرواية أيضاً الحاكم النيشابوري في مستدركه 3/141 بسنده : .. عن إبراهيم بن إسحاق الجعفي ، عن عبد الله بن عبد ربه العجلي ، عن شعبة ... ومناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام للمغازلي الشافعي : 208 حديث 247 بسنده : .. عـن أحمد بن يوسف الخشاب ، عن الكديمي ، عن إبراهيم بن إسحاق الجعفي ، عن عبد الله بن عبد ربه العجلي ، عن شعبة بن الحجاج ..
ثم قال في كتاب تنقيح المقال في علم الرجال بعدما ذكر ترجمة إبراهيم بن سعيد الجزء الرابع صفحة 277 :
أقول : في الأمالي : إبراهيم بن سعيد. المعنون مهمل عندنا وروايته من معتقدات الإماميّة رفع الله شأنهم واهـلك عدوهم ، أمّا إبراهيـم بن إسحاق ـ إن صح ـ فهو مهمل أيضاً.
قلتُ : وهنا يتضح المقال , فإبراهيم بن إسحاق لم أجد له ترجمة في كتب أهل السنة , بل إسناد هذا الحديث مظلم بظلام الرافضة وعقولهم , وقال صاحب كتاب تنقيح المقال في علم الرجال أن إبراهيم بن إسحاق إن صح فإنه مهمل , كما هو إبراهيم بن سعيد الجعفي , وفكلاهما مهمل عند الرافضة , ولم أجد لهم ترجمة في كتبنا , وهناك طريق أخر لهذه الرواية عن الكديمي , وهو هالك فما أضل الرافضة وما أبعدهم عن دين الله وسنرى بإذن الله تعالى من هو الكديمي هذا .
وهو محمد بن يونس الكديمي :
الإصابة في تمييز الصحابة (4/423).
محمد بن يونس هو الكديمي فيه مقال .
الإصابة في تمييز الصحابة (4/606).
في إسناده الكديمي وهو ضعيف .
الإصابة في تمييز الصحابة (7/4).
وفي سنده محمد بن يونس تلكديمي وهو ضعيف .
الضعفاء والمتروكين لأبن الجوزي (3/109).
محمد بن يونس بن موسى أبو العباس الشامي الكديمي البصري يروي عن أبي نعيم وغيره قال الدراقطني ضعيف وقال ابن عدي أتهم الكديمي بوضع الحديث وسرقته وادعى برؤية قوم لم يرهم وامتنع عامة مشايخنا من الرواية عنه ومن حدث عنه ينسبه إلى جده لئلا يعرف قال هارون الحمال تقرب إلى الكديمي بالكذب وعرض على أبي حاتم الرازي شيء من حديثه فقال ليس هذا حديث أهل الصدق وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات لعله قد وضع أكثر من ألف حديث وقال الأزدي متروك الحديث .
الكامل في ضعفاء الرجال (3/66) .
والكديمي لا شيء .
الكامل في ضعفاء الرجال (6/292).
1780 محمد بن يونس بن موسى أبو العباس الكديمي البصري اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف سمعت محمد بن سعيد يقول سمعت موسى بن هارون الجمال يقول تقرب إلى الكديمي بالكذب . وساق كثيراً من رواياته المنكرة .
الكشف الحثيث (1/254).
محمد بن يونس بن موسى القرشي السامي الكديمي البصري الحافظ أحد المتروكين قال بن عدي قد اتهم الكديمي بالوضع وقال بن حبان لعله قد وضع أكثر من ألف حديث وأما إسماعيل الخطبي فقال بجهل كان ثقة ما رأيت خلقا أكثر من مجلسه سئل عنه الدارقطني فقال يتهم بوضع الحديث وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله ثم قال الدارقطني قال لي أبو بكر أحمد بن المطلب الهاشمي كنا يوما عند القاسم بن زكريا المطرز فمر في كتابه حديث على الكديمي فامتنع عن قراءته فقام إليه محمد بن عبد الجبار وكان أكثر عن الكديمي فقال أيها الشيخ أحب أن تقرأه فأبى وقال أجاثيه بين يدي الله غدا وأقول أن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء محمود بن العباس عن هشيم بخبر كذب قال الذهبي لعله واضعه محمويه بن علي عن رجل عن يزيد بن هارون ليس بثقة قال أبو سعيد النقاش يتهم بالوضع .
المعين في طبقات المحدثين (1/24).
1152 محمد بن يونس الكديمي الحافظ المتهم .
المغني في الضعفاء (2/646).
محمد بن يونس الكديمي القرشي السامي الحافظ هالك قال ابن حبان وغيره كان يضع الحديث على الثقات .
قلتُ : وذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وضعفهُ .
تذكرة الحفاظ للذهبي (2/144).
الكديمي الحافظ المكثر المعمر أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي السامي البصري محدث البصرة وهو واه : قال حسن الصائغ نا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني الشاذكوني نتنزه وكان الأمير قد منع من ذلك فكما قعدنا جاء فأخذنا وكنت أصغرهم فبطحوني فقلت: أيها الأمير اسمع مني، نا الحميدي نا سفيان عن عمرو عن أبي قابوس عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" قال: أعده. فأعدته, فقال: تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه. قال ابن عدي: اتهم الكديمي بوضع الحديث وقال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث, وقال ابن عدي: ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ورماه أبو داود بالكذب, وقال موسى بن هارون وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
وقال قاسم المطرز: أنا أجافي الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال قاسم المطرز: أنا أجافي الكديمي بين يدي الله وأقول يكذب على نبيك وقال الدارقطني: يتهم بالوضع .
تقريب التهذيب (1/515).
6419 محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكديمي بالتصغير أبو العباس السامي بالمهملة البصري ضعيف ولم يثبت أن أبا داود روى عنه من صغار الحادية عشرة مات سنة ست وثمانين.
وضعفهُ المزي في تهذيب الكمال , والحافظ إبن حجر في تهذيب التهذيب , وفي ميزان الإعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي , وذكرهُ في مختصر الكامل لأبن عدي , وذكره الحافظ الذهبي في لسان الميزان , وخلاصة البحث أن الكديمي محمد بن يونس مهمل مجمع على ضعفهِ عند أهل العلم , والرواية بهذا الطريق ساقطة لا ترتقي لدرجة الحسن , لشدة ضعف من رواها , وجهالة رجالها , فلم يذكر فيهم لا جرحاً ولا تعديلاً . والله الموفق
للحديث تتمة بإذن الله .