[تقي الدين السني]

الطريق الأول : أخرجهُ إبن شاهين في (شرج مذاهب أهل السنة 1/145 رواية رقم: 103).قال ابن شاهين: ( حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، حدثنا عبد الله [بن محمد] بن سالم القزاز، حدثنا يحيى بن عيسى [الرملي] عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: "النظر إلى وجه علي عبادة" ) . قلتُ : وهذا إسنادهُ ضعيف ولننظر إلي رجال الحديث .

1- إبن شاهين :

شذرات الذهب (3/117).
وفيها أبو حفص بن شاهين المفسر الحافظ صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم توفي بعد الدار قطني بشهر وكان أكبر من الدار قطني بتسع سنين سمع من الباغندي ومحمد بن المجدر والكبار ورحل إلى الشام والبصرة وفارس قال أبو الحسين بن المهتدي بالله قال لنا ابن شاهين صنفت ثلثمائة وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وثلثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا قال ابن أبي الفوارس ابن شاهين ثقة مأمون جمع وصنف ما لم يصنفه أحد وقال محمد بن عمر الداودي كان ثقة بحاثا وكان لا يعرف الفقه ويقول أنا محمدي المذهب.

2- محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع :

لسان الميزان (5/138).
محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي اللخمي عن جده وأبي سعيد الأشج وهارون بن إسحاق والخضر بن أبان وجماعة وعنه بن المظفر وابن شاذان وابن شاهين والكتاني وآخرون قال أبو أحمد الحاكم كان بن عقدة سيء الرأي فيه وقال بن عدي عن بن عقدة كنت عند المطين فمر عليه الحسين بن حميد فقال هذا كذاب بن كذاب قال بن عدي وقد رأيت انا بن الحسين كان شيخا وراقا على باب الكوفة وقال أبو يعلى الطوسي كان ثقة صاحب مذهب حسن وجماعة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وكان ممن يطلب للشهادة فيأبى وسمعته يقول ولدت سنة أربعين ومائتين وقال بن شاهين مات سنة ثمان عشرة وثلاث مائة في غرة ذي القعدة قلت الظاهر ان جرح بن عقدة لا يؤثر فيه لما بينهما من المباينة في الاعتقاد والله أعلم .

قلتُ : وإبن عقدة رافضي خبيث لا يقبل حكمهُ في الرجال وقال ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ دمشق في ذكره ترجمة محمد بن الحسين بن حميد , وقال أن أحكامهُ في الرجال لا يؤخذ بها , ونقل الشيخ محمد الأمين حفظهُ الله تعالى بيان حال إبن عقدة فقال :

رافضي مجروح في دينه ونقله. قال المعلمي في التنكيل (1|170): «الذي يتحرر من هذه النقول وغيرها أن ابن عقدة ليس بعمدة. وفي سرقة الكتب والأمر بالكذب وبناء الرواية عليه، ما يمنع الاعتماد على الرجل فيما ينفرد به». وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (2|237): «في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد (ابن عقدة) نظر. حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة السهمي يقول: سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ في الجرح، هل يقبل قوله أم لا؟ قال: لا يُقبل».

3- وعبد الله بن محمد بن سالم القزاز :

ميزان الإعتدال في نقض الرجال (4/184).
عبد الله بن محمد بن سالم القزاز المفلوج ما علمت به بأسا قد حدث عنه أبو داود والحفاظ الا أنه أتي بما لا يعرف الطبراني .

4- يحيى بن عيسى الرملي :

الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/249).
يحيى بن عيسى الرملي ليس بالقوي كوفي .

الكامل في ضعفاء الرجال (7/217).
يحيى بن عيسى وهو كوفي سكن الرملة ثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين فيحيى بن عيسى الرملي ما تعرفه قال نعم ما هو بشيء قال عثمان هو كما قال يحيى هو ضعيف ثنا علان ثنا بن أبى مريم سألت يحيى بن معين عن يحيى بن عيسى قال هو ضعيف لا يكتب حديثه ثنا بن حماد ثنا عباس عن يحيى قال يحيى بن عيسى الرملي ليس بشيء ثنا بن حماد قال حدثني عبد الله بن احمد سمعت أبى قال يحيى بن عيسى الرملي ما أقرب حديثه سكن الرملة قلت له سمعت منه شيء قال ثنا الجنيدي ثنا التماري حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى قال مات يحيى بن عيسى أبو زكريا التميمي سنة إحدى ومائتين أو نحوها كوفي الأصل وانما قيل الرملي انه كان حدث بالرملة وقال النسائي يحيى بن عيسى الرملي ليس بالقوي , وهذا يعرف بيحيى بن عيسى عن الأعمش ثنا الحسين بن أبى معشر ثنا بن مصفي ثنا يحيى بن عيسى الرملي ثنا الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذاك لا تضامون في رؤية ربكم يوم القيامة وقال وهذا عن الأعمش يرويه يحيى بن عيسى وليحيى بن عيسى غير ما ذكرت وعامة رواياته مما لا يتابع عليه .

المجروحين لأبن حبان (3/127).
أخبرنا محمد بن زياد الزيادي قال: حدثنا ابن أبى شيبة: سمعت يحيى بن معين - وذكر له يحيى بن عيسى الرملي - فقال: كان ضعيفا.سمعت محمد بن محمود: سمعت الدارمي: قلت ليحيى بن معين: فيحيى بن عيسى الرملي تعرفه ؟ قال: نعم ما هو بشئ.

المغني في الضعفاء (2/741).
يحيى بن عيسى الرملي مشهور ضعفه ابن معين وقال س ليس بالقوي .

قلتُ : وأخرج له مسلم في الشواهد والمتابعات لا في الأصول .

وذكرهُ الذهبي في لسان الميزان , ولا يذكرُ فيه إلا من هو فيه ضعف ومتكلمٌ فيه .

5- سليمان بن مهران الأعمش :

ثقة من أعلام الحديث , إلا أنه يدلس رحمه الله تعالى .

6- إبراهيم النخعي :

ثقة من أعلام أهل السنة والجماعة , تابعي جليل لقي الصحابة وجالس أم المؤمنين .

7- عقلمة :

وعلقمة هو ابن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي وهو ثقة ثبت .

قلتُ : وهذا الحديث منكر من مناكير يحيى بن عيسى الرملي , والرواية به ضعيفة لا يعتدُ بها , ويسقط الطريق الأول , وهو لا يصح إلي الأعمش رحمهُ الله تعالى , بل كما ذكرنا سابقاً أن الرملي له أحاديث لا يتابع عليها عن الأعمش رحمهُ الله تعالى , ويحاول الرافضة النجاة بهذا الحديث بالتكلم بمناهج المحدثين وعلى رأسهم إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين وجرحه للراوي الرملي , وهذا كافٍ رحمهُ الله تعالى بأسقاط روايتهُ , فهو يحدث بمناكير , وليس بشيء كما ذكر إبن معين في تاريخ إبن معين , ونقله أئمة الجرح والتعديل في كتبهم , فهي ضعيفة لا محالة .

الأن لنناقش مناهج أئمة الجرح والتعديل الذين جرحوا الرملي :

أولاً : يحيى بن معين :

قال عباس الدوري: حدثنا يحيى بن معين، قال: حضرت نعيم بن حماد، بمصر، فجعل يقرأ كتاباً، صنفه، فقال : حدثنا بن المبارك،عن ابن عون، وذكر أحاديث، فقلت: ليس ذا عن ابن المبارك، فغضب، وقال: تردُ علىّ؟ قلت: إي والله، أريد زينك، فأبى أن يرجع، فلما رأيته لم يرجع، قلت: لا والله، ما سمعت هذه من ابن المبارك، فغضب، وغضب من كان عنده، وقام فدخل،فأخرج صحائف، فجعل يقول، وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين، ليس بأمير المؤمنين في الحديث، نعم يا أبا زكريا، غلطتُ، وإنما روى هذه الأحاديث غيرابن المبارك، عن ابن عون.



عن ابن الرومي، قال: كنت عند أحمد، فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله، انظر في هذه الأحاديث، فإن فيها خطأ، قال: عليك بأبي زكريا،فإنه يعرف الخطأ.


وقال عبد الخالق لابن الرومي: حدثني أبو عمرو، أنه سمع أحمد بن حنبل، يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور، فقال لي: وما تعجب من هذا، كنت أختلف أنا، وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي، ويحيى بالبصرة،فقال أحمد: ليت أن يحيى هنا، قلت له: وما تصنع بيه؟ قال: يعرف الخطأ.


وعن أبي مقاتل سليمان بن عبد الله،قال: سمعت أحمد بنحنبل، يقول:ههنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب الكاذبين_ يعني يحيى بن معين_.


ثانياً : النسائي :


والنسائي رحمهُ الله تعالى من المعتدلين مع بعض التشدد في نقد الرجال , وهذا جعلهُ من أعلام الجرح والتعديل في عصرهِ قال المحدث محمد الأمين في بيان منهاج النسائي أبي عبد الله رحمهُ الله تعالى ولا يمنع اشتهار النسائي بالتشدد في الجرح والتليين أن يتساهل أحياناً في الحكم على بعض الرجال، فقد قال في رشيد الهجري: "ليس بالقوي" مع أنه هالك. وينظر ترجمة جارية بن هرم، والحكم بن عبد الله بن مسلمة الخراساني، وداود بن المحبر، وغيرهم. والله أعلم.

فأما كلمة "ليس بالقوي" وما شابهها فإن النسائي يستعملها غالباً في الصدوقين ومن دونهم من أهل العدالة. ورغم كثرة استعمال النسائي لتلك العبارة في الصدوقين والمقبولين، فإنه يريد بها التليين كما يفيد قوله: "ليس بجرح مفسد". ولأنه حكم بها على رجال كثيرين في كتابه المختص بالضعفاء. وهذا ليس مصطلحاً خاصاً بالنسائي، بل هو ما عليه أهل الشأن. قال الذهبي في الموقظة (ص83): «وبالاستقراء إذا قال أبو حاتم: "ليس بالقوي". يريد بها أن هذا الشيخ لم يبلغ درجة القوي الثبت». قال الذهبي أيضاً: «والبخاري قد يطلق على الشيخ: ليس بالقوي. ويريد أنه ضعيف». وقد تقدم في ترجمة سعد بن طريف وغيره أن البخاري وأبا أحمد الحاكم استعملا كلمة: "ليس بالقوي عندهم" في جماعة من المتروكين. والأمر نفسه بالنسبة لكلمة "ضعيف" أو "ضعيف الحديث"، فقد يراد منها مجرد التليين، لكنها تستعمل أيضاً مع الرواة المتروكين. فإذا وصف إمامٌ لأحد الرواة بأنه كذاب، فلا يناقض هذا وصف إمام ثان له بأنه ضعيف.

ثالثاً : إبن حبان :

قلتُ : فهو نقل جرح إبن معين ولم يجرحهُ هو . والله تعالى أعلم .

للحديث تتمة بإذن الله تبارك وتعالى . والله الموفق