عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-09, 06:21 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Exclamation القضية الأحوازيّة والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة

!



!



!

القضية الأحوازيّة

والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة

حامد بن عبدالله العلي

التاريخ: 11/3/1430

المختصر /
ذهب رفسنجاني - بعدما زار حضرموت ليوزِّع منحا دراسية إلى قم ! - في زيارة إلى منطقة فدك شمال المدينة المنورة ، وطالب من هناك - كأنَّ لديه وكالة رسمية ! - بإعادة فَدَك إلى أهل البيت ، مع أنَّ عامة أهل البيت ، وأشرافهم ، هـم في الحجاز أيضـا ، ومازالوا من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم راضين بما فعل الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم ، فيما تركه عليه الصلاة والسلام !

ثم جاء تصريح رسمي من إيران يطالب الحكومة السعودية ، بالسَّماح بزيارة الإيرانيين لفَدَك التي تبعد عن المدينة 200 كيلو ، وتم رفض الطلب لأنَّ تلك الزيارة لاعلاقة لها بمناسك الحج والعمرة.

وبعد ذلك زار سامراء تحت حماية إيرانية ، وسط مظاهرات عراقية عارمة ، تندد بهذا التدخل الإيراني السافر في العراق ، والتحريض على الفتنة.

ومتزامنا مع هذا ، طالب مسؤول إيراني رفيع المستوى باحتلال البحرين ، ومعلوم أنَّ هذه إنما هي حلقة من حلقات مؤامرة كبيرة ، وهي تجري في نسق واحد مع تحرك النظام الإيراني في إثارة الفتنة في المدينة المنورة ، والقطيف ، الأسبوع الماضي .

وفي إطار أكبر مع تحرك إقليمي يمتـدّ إلى فتنة الحوثي في اليمن ، وطوائف التكفير والفتن التابعة للنظام الإيراني ، في البحرين ، والكويت ، ولبنان ، ومصر ، وسوريا ، من خلايا هـي غيـر نائمة ، بل قائمة تثير نار الفتنة كلَّ يوم ، وتحشُّـها حشَّـا وذلك وفـق مخطـَّط يتطلَّع لتصدير الثورة الخمينية ، عبـر اختراق سرِّي للدول السنيّة ، فإثارة الفتن الداخليـّة ، فإحداث انقلابات ثوريّة ، فإعادة حلم التوسُّـع الصفوي الذي أجهضته دولة الخلافة العثمانية ، وكان يتطلَّع للسيطرة على العالم الإسلامي ، ليعيث بأمّة الإسلام فساداً ، وإفسـاداً .



إعادة هذا الحلم ، بعد سيطرة على الاقتصاد باحتلال منابع البترول في المنطقة الشرقية ، وجنوب العراق ، واحتلال المنابع الروحيـة للعالم الإسـلامي في الحرمين ، فالسيطرة على الجزيرة العربية ، ثم العالم الإسلامي.

ولم يعـدْ هذا المخطَّط الخبيث خافياً على أحـد ، وأنـَّه يتمّ صرف الأنظار عنه كلَّما كُشف النقاب عن مرحلة من مراحله الخطيرة ، بالتخويف المصطنع من إثارة النعرة الطائفية ، ثـمَّ تحت هذا التخويف ينتشـر المخطَّط كما تنتشر العقارب ، والحيات ، تحت التراب .

ولا ريب أنّ أعظم سبب لانتشار هذه الفتنة ، هو ذلك الخذلان العربي القاتل عن نصرة المظلومين تحت نير النظام الإيراني - إضافة إلى ما يجري من النظام العربي على نفس شعوبه من جرائم على جميع المستويات - فإنَّ الله تعالى يسلّط الظالمين على بعضهم ، وعلى من يقرّهم على ظلمهم ، وتلك سنة الله تعالى ، ولا تجد لسنة الله تبديلا.


وفيما يلي بيانٌ مختصـر لما يتعرض لـه الأخوة الأحوازيون من ظلم فادح ، استمر طيلة عقـود من الزمن ، في تجاهــلٍ مخـزٍ من إخوانهم العرب ، وتحت صمت غربـي ، اعتاد النفاق في قضايا حقوق الإنسان ، فهـو يغضّ الطرف عن القضية الأحوازية ، وعن اضطهاد أهل السنة في إيران ، بينما يرحـِّب من وراء ستار بإثـارة الفتـن الشيعيّة في البلاد السنيّة !

كما يتعرض لمثل هذا الظلم ، أهل السنة في عموم إيران في ظلِّ الثورة الخمينية.

أما القضية الأحوازية المنسيِّة ، فهي قضية عجيبة ، لشعب يربو عدد سكانه على خمسة ملايين نسمة ، وينتشر على أرض مليئة بالخيرات ، والثروات الطبيعية ، حتى إنـَّه بات يُطلـق على هذه الأرض : القلب النابض للاقتصاد الإيراني ، ويطلق على هذا الشعب : إنه أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم .

هذا الشعـب الأحوازي محرومٌ من جميع حقوقه ، ويعيش اضطهاداً عظيماً ، وتمييزاً عنصريّا خانقاً ، تحت سلطة النظام الإيراني .

ومنذ أن ضمِّ الجيش الإيراني بالقوّة ، هذه الإمارة العربية التي يقطنها قبائل عربية أصيلة ، في 20 نيسان 1925م ، منذ ذلك الحين ، والأحواز رازحة تحت احتلال بغيض ، حرم شعب الأحواز من جميع حقوقه ، حتى الحقوق الثقافية ، بل وصل حدّ الاضطهاد إلى حظر اللغة العربية في المدارس ، وما يميّز اللباس العربي ، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية !!

وهو مع ذلك شعـب يعيش تحت قمع سياسي ، آخذ في تصاعد مؤخَّـراً ، ويستعمل فيه النظام كلّ انتهاكات حقوق الإنسان ، حتى الإعدامات في الشوارع .

وذلك كلُّه يجـري تحت صمت غربيّ ، وعربيّ مريب ، فلا أحـد يتحدث عن تلك الانتهاكات الخطيرة ، بينما تهتم أمريكا بأدق التفاصيل عمَّا يجري في غيـر إيران ، حتى تتَّهـم دولاً عربية - بهدف الابتزاز السياسي - بالتميِّيز العنصري ضد المرأة مثلا ، أو تتباكى عن حرمانها من قيادة السيارة في الرياض ، أو في حالة عدم فتح معبد لطائفة قليلة من البهرة مثلا ، كما فعلت في الكويت !

مع أنَّ ما يجري للأحوازيين ، لا يوصف مثله إلاَّ في الكيان الصهيوني ، بل إنّه أشدّ مما يجري هناك ؟

ومعلوم أنَّ سياسة العبث بالتركيبة السكانية في الأحواز ، والتضييق على الأحوازيين ، تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة ، متزامنة بصورة مُلفتـة ، مع تسارع وتيرة تحريك الأحزاب الموالية للنظام الإيراني في دول الخليج لإثارة الاضطرابات ، والفتن .


وتغيير التركيبة السكانية في الأحواز ، يشابه إلى حد كبير ، ما يفعله الصهاينة في القدس ، ،وذلك وفق المنهجية التالية التي وجدت في وثيقة رسمية للنظام الإيراني ، وقد نص فيها على ما يلي :

أولاً : يجب اتخاذ كافة التدابير الضرورية اللاّزمة بحيث يتم خفض السكان العرب في خوزستان - أي الأحواز - بالنسبة للناطقين بالفارسية الموجودين أساساً ، أو أولئك المهاجرين ، إلى مقـدار الثلث ، وذلك خلال السنوات العشرة القادمة .

ثانياً : اتخاذ التدابير اللازمة بحيث تزداد ظاهرة تهجير الشريحة المتعلّمة منهم ، إلى المحافظات الإيرانية الأخرى ، كمحافظات طهران ، وأصفهان ، وتبريز.

ثالثاً : إزالة جميع المظاهر الدالّة على وجود هذه القومية ، وتغيير ما تبقى من الأسماء العربية للمواقع ، والقرى، والمناطق ، والشوارع .

وبعد افتضاح أمر هذه الوثيقة الخطيرة، انطلقت في الأحواز الانتفاضة المشهورة عام 2005م ، وتـم قمعها بـ150 ألف جندي إيراني ، استعملوا القتل ، ووسائل العنف الذي انتهك كلَّ المحرمات.

وهذه من أقوى الانتفاضات التي انطلقت في الأحواز ، منذ انتفاضة عام 1979 م ، ثـم1985 م ، ثـم 1994 م ، ثـم 2000 م ، ثـم 2001 ، ثـم م 2002م ،وكلُّها كانت تقمع بنفس الأسلوب الوحشي ، حتّى استعمال سياسة الأرض المحروقة ، وتدمير القرى ، والمدن العربية .



ولم يتراجع النظام عن عنصريّته قيد أنملة ، وهو يواصل منع حتى إصدار الصحف باللغة العربية ، وتعليم الأطفال اللغة العربية في المدارس الابتدائية ، بل وصل به الأمر إلى تحويل مجرى الأنهار إلى خارج الأحواز ، ليحرم القرى العربية منها !

وهذا الذي يحدث في الأحـواز.. يجري مثلـه على عمـوم أهـل السنة في إيران التي ينص دستورها على أن : (المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي) ، و: ( شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي المذهب) ! ، فهـم يعيشون مثل هذا الاضطهاد البشع لإخواننا الأحوازيين .

لاسيما في بلوشستـان التي تنشط فيها ثلاث حركات تطالب بالتحرُّر ، وبرفع الظلم عن السنة في إيران :

أحدها : حزب الفرقان، وقد أنشيء عام 1996م ، أنشـأه جليل قنبر زهي شه بخش ، وهو تيار سنّي منتشر قويّ في بلوشتان.

الثاني : جماعة جند الله، ويرأسها الشيخ عبد المالك ريكي، أنشئ عام 2002 ، وهي حركة سنية ناشطة ، لرفع الظلم عن السنة لاسيما الشعب البلوشي، ولجماعة عبد المالك نفوذ واسع ، وقبول كبير في بلوشتـتان.

الثالثة : حركة الجهاد الإسلامي، ويرأسها صلاح الدين البلوشي، وقد أسسها عام 2006م.

كما يوجد مليون ونصف سني في منطقة (تركمنصحرا) يتعرّضون لأبشع صور الاضطهاد ، ومثلهم مليون سنّي في خراسان كذلك ، وتـمَّ تصفية أبرز علماءهم باغتيالات - تُشبـه تلك التي يفعلها النظام الإيراني في العراق هذه الأيام - وممن اغتالتهم المخابرات الإيرانية ، الشيخ الشهيد مولوي عبد العزيز الله ياري ، والشيخ الشهيد مولوي نور الدين غريبي، والشيخ الشهيد موسى كرمي خطيب جامع الشيخ فيض المشهور في مدينة مشهد ، والذي هدمه خامنئي مرشد الثورة عام 1993م.

ومثلهم السنة في إقليم فارس ، يمنعون من أدنى حقوقهم ، ويتم تصفية الناشطين من دعاتهم ، وعلمائهـم ، وكذا مناطق الأكراد ، حيث لوحق علماء السنة ، وتم تصفية أبرز علمائهم ، ونذكر منهـم الشهيد العلامة أحمد مفتي زادة، والشهيد ناصر سبحاني، ولا يزال كثيـرٌ من علماء السنة الأكراد ، وغير الأكـراد ، معتقلا في السجون الإيرانية .


ومن العلماء السنة الذين تعرضوا إمَّا للاغتيال ، أو محاولة للاغتيال ثم نجوا بأرواحهم وهاجروا من إيران ، يقاسون الغربة ، أو هم في سجون المخابرات :

منهم لا على سبيل الحصر ، أولا الشيخ العالم المشهور د. عبدالرحيم ملا زادة وهو في لنـدن ، وله نشاط عالمي وجهاد مشكور في فضح جرائم النظام الإيراني ، والانتصار للسنة ، ثم الشيخ العلامة إبراهيم دامني الذي يتعرض للتعذيب وحكم عليه بالسجن 17 سنة ، لأنَه يكافح نشر التشيّع بين السنة ، والشيخ إقبال أيوبي من إيرانشهر ، والشيخ أنور هواري ، والشيخ فيصل سيباهيان ، والشيخ واحد بخس لشكر زهي ، وغيرهم .

وكذلك الشيخ محي الدين البلوشتاني ، والشيخ نظر ديكاه ، والشيخ على أكبر ملة زادة ، والشيخ إبراهيم صفي ملا زادة ، والشيخ عبدالمنعم الرئيسي ، يوسف كردهاني ، وحسين كرد ،والشيخ عبدالباسط كزادة ، والشيخ عبدالقادر ترشابي ، والشيخ عبد الحكيم غمشادزهي ، والشيخ عبد الواحد كمكوزهي ، والشيخ عبدالقادر عبدالله زهي ، والشيخ عبد الشكور زاهو ، والشيخ عبدالرحمن الله وردي ، والشيخ حبيب الله ضيائي ، والشيخ محمد أمين بندري ، والشيخ عزالدين السلجوقي ، والشيخ صلاح الدين السلجوقي ، والشيخ محمد ملا آخوند ، وغيرهم كثير ، فإنهم بالمئات ، ويصعـب حصرهم .

ومعلوم أنَّه يكفي اتهام السني بالانتماء إلى الفكر (الوهابي) ، لانتهاك كلِّ حقوقه ، وتصفيته ! ، مع أنه حتى الزوايا الصوفية ، لم تسـلم من بطش المخابرات الإيرانية وملاحقتها بتهمة النشاط الدعوي السني.

كما تتعرض مساجد السنّة القليلة لرقابة أمنيّة صارمة، ولملاحقات لا تتوقف، وأمـّا المدارس الدينيّة فلا يُسمح لهم ببنائها، ومعلوم أنَّ مليون سنيّ في طهران ، محرومون من مسجد واحد ، والعجب أنَّ للزرادشتيه معبداً مشهوراً في قلب طهران ، كما يوجد فيها 151 معبداً لديانات متعددة !

ويقتصر الحديث في خطبة الجمعة في مساجد السنة - التي لا يتدخَّـل النظام في بنائها ولا الإنفاق عليها قط - على بعض الأحكام الفقهية ، مع منع نشر شريط الخطبة ، إذْ يُعـد الكلام عن عقيدة الإسلام على المذهب السني خطَّـا أحمر !

هذا ويحارب النظام الإيراني أيَّ حديث إعلامي عن هذه الانتهاكات الخطيرة لملايين العرب ، والسنة في إيران .


وبعــد : فإنَّ هذا النظام الذي يمعن في حربه على الأمّة الإسلامية ، وقـد مكَّن أعظم تمكين للمخطط الصهيوصليبي لاحتلال العراق ، وهو لا يزال يسعى لتقسيمه ، وإثارة الفتن فيه للسيطرة عليه ، ولاحتلال أفغانستان ، وهو يعلم أنَّ هذا المخطَّط الصهيوصليبي يمهِّد بذلك لتصفية القضية الفلسطينية ، بينما هو يتباكى عليها دموعَ التماسيح !

هذا النظام لن يتوقـَّف عن إثارة الفتنة في بلاد الإسلام ، ومن تابع التغطية الإعلاميّة للقنوات التابعة له ، أثنـاء أحداث البقيع الأسبوع الماضي ، وكيف تحرّض على الفتنة ، وتزيّف الحقائق ، يتبيّن له أنّ ما حدث في المدينة المنورة من عدوان واضح على المسلمين هناك ، كان مخططاً له ، ومنظَّمـاً بحيث يُثمـرُ أهدافاً سياسيّة محدَّدة ، وهو أحد حلقات المخطط الإقليمي الصفوي الكبير .

ولا يخفى أنَّ التصدي لهذه المؤامـرة الخطيرة ، أولى من كلِّ مهم ، ذلك أنَّ خطرها أعظم من كلِّ خطر ، وأنَّ ذلك لا يمكن إلاَّ بنصرة المظلومين تحت نير هذا النظام الفاشي ، حتّى من الشعب الإيراني الذي يعاني أيضا من ظلم النظام ، وذلك بكلّ أنواع النصرة .

وبكشف مؤامراته الخارجية ، وملاحقتها إعلاميا ، والاستعداد لمواجهة قوّته التي أعدَّها للانقضاض على الأمِّة ، بأشدَّ من استعداده ، وذلك يسير بحمد الله تعالى.

وذلك كلُّه بعد إصلاح الأحـوال كلِّها ، وأوّلها ، وأهمّها ، وأعظمها ، تعظيم شريعة الله تعالى ، والتمسّك بطاعة الله تعالى ، ورفع الظلم ، والفساد .

والله تعالى وحده حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلـون

المصدر: شبكة القلم الفكرية


http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=11979






من مواضيعي في المنتدى
»» عندما سقطت هيبة خامنئي تدخل السيستاني
»» القضية الأحوازيّة والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة
»» انتخابات إيران وعلامات تراع المشروع الإيراني
»» هذه هي الصوفية في حضرموت / للشيخ علي بابكر
»» لعبتا المال والجنس عند الشيعة