عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-11, 09:24 PM   رقم المشاركة : 4
سبايدر
اللهم ارحم والدي







سبايدر غير متصل

سبايدر is on a distinguished road


موقعه الحرة .. خروج اهل المدينة .. خروج عبد الله بن الزبير

تحليلات حول خروج ابن الزبير

و حينما نحاول أن نقوّم حركة ابن الزبير، و مدى تأثيرها على المجتمع الإسلامي في تلك الفترة، فإننا نجد أن نتيجة الحرب التي دارت بين الحصين و ابن الزبير، لم تصل إلى نتيجة واضحة بسبب وفاة يزيد بن معاوية و انسحاب جيش الشام.
و لا يمكن دراسة معارضة ابن الزبير من حيث الشعارات التي رفعت فيها، لأنه مهما كانت مصداقية المعارضة و وضوحها فإن ذلك لا يجعلنا نغفل عن مواقف أولئك الذين عاصرو هذه المعارضة، فهم الشاهد الرئيسي على هذه المعارضة، كذلك هم بمثابة القضاة في الحكم على حركة ابن الزبير.

1 - موقف ابن عمر: لم يكن ابن عمر t –و هو أفضل و أفقه أهل زمانه – راضياً عن معارضة ابن الزبير لخلافة يزيد.
حيث إن يزيد بن معاوية –في نظره– يمثِّل الخليفة الشرعيّ للمسلمين، و أنه قد أعطى البيعة، و لذا لا يجوّز الخروج عليه.
و قد كان t يعْلم نتائج معارضة ابن الزبير، حيث سيكون هناك حربٌ و قتالٌ بين المسلمين، و يُقتل الناس و تبتلى الأمة، و تُعَطّل الثغور و يتوقف الجهاد في سبيل الله، إلى غير ذلك من المفاسد التي يعتقد ابن عمر أنها ستحدث لا محالة إذا استمر ابن الزبير في معارضته.
و لكي يصرف ابن عمر الناس عن مناصرة ابن الزبير فقد قال بأن قتال ابن الزبير إنما هو لأجل الدنيا – و سيأتي تفسير هذا الكلام–[53]، و أخذ يخبر الناس و يحذرهم أن قتالهم و مناصرتهم لابن الزبير إنما هو قتال على الملك فقط [54].
و كان ينظر لابن الزبير و من معه على أنهم بغاة، و تمنى مقاتلتهم لبغيهم على بني أمية [55].
و لم يكتف ابن عمر بذلك، بل كان دائم المناصحة لابن الزبير و يحذِّره من عواقب الفتن، و كان يعرّفه بأن نهاية هذه المعارضة ستكون بائسة له[56].

2 - موقف ابن عباس: كان ابن عباس t –و هو فقيه عالمٌ مفسّرٌ للقرآن – من أشد المعارضين لموقف ابن الزبير، فلم يُنقل عنه أنه كان راضياً عن ابن الزبير أو أنه تعاطف مع معارضته، بل إنه لم يبايعه بعد وفاة يزيد بن معاوية. و كان يصرِّح بأنه إذا كان تحت حكم بني أمية خيرٌ له من حكم ابن الزبير[57].
ولم يكن راضياً عن شخص ابن الزبير، و يفضِّل عليه معاوية بن أبي سفيان [58].
وكان –رضي الله عنه– على خلاف مع ابن الزبير في كثير من الأمور[59].
بل و يحمله جزءاً من المسؤولية عن إحلال القتال ببيت الله[60].

3 - موقف أبي برزة الأسلمي و جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما: كان الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي يرى أن ابن الزبير إنما يقاتل لأجل الدنيا[61].
و كذلك جندب بن عبد الله يرى أن قتال ابن الزبير إنما هو لأجل الملك[62].
و قولهم جميعاً بأن قتاله من أجل الدنيا إنما كان بسبب النظرة إلى الفتن التي تجري بين المسلمين في ذلك الحين، و يهدفون إلى تحذير كل من يلتحق، أو ينوي لانضمام لأي من الطائفتين.
و لكن ابن الزبير رضي الله عنه لما جعل مكة معقلاً له وأعلن معارضته ليزيد بن معاوية تأكد لدى كثير من الصحابة أن مكة ستكون مسرحاً للقتال بين يزيد و ابن الزبير، لذا فقد حذر عبد الله بن عمرو بن العاص ابنَ الزبير قائلاً:
«يا ابن الزبير: إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد لسمعت رسول الله r يقول: يًحِلَُها و يَحلّ به رجُلٌ من قريش، لو وُزِنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها».
قال –أي ابن الزبير–: «فانظره أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قرأت الكتب و صحبت الرسول r».
قال –أي عبد الله بن عمرو–: «فإني أُشهِدكَ إنّ هذا وجهي إلى الشام مجاهداً»[63].
و كان عثمان t يعرِفُ هذا الحديث، و لهذا رفض الذهاب إلى مكة لمّا حُصِرَ في المدينة[64].
و كان أحد الأسباب التي جعلت الحسين بن علي t يخرج من مكة إلى الكوفة هو خوفه من تعريض مكة للحرب و حَرَمِها للاستحلال كما مرَّ معنا.
أما لماذا استمر ابن الزبير t و أصرَّ على البقاء بمكة، حتى حدث القتال بها رغم كل تلك النصوص الصريحة، فإنه –رضي الله عنه– كان يظن أنّ الأمويين لا يمكن أن يخاطرو بغزوه في مكة حيث سيكون لذلك أثرٌ إيجابي لصالحه.
و لقد كانت هناك أمكنة مهيأة للحرب و المجالدة تتفوق على طبيعة مكة، مثل باقي بلاد الحجاز و اليمن.
و لو قُدِّرَ لابن الزبير أن يعارض يزيد أو الذين جاؤو من بعده في اليمن مثلاً، لربما تغير الحال، و كان من الصعوبة أن يحقق جيشٌ يهاجمه أيّ كسبٍ عسكري.
و مراد الصحابة t و الذين نقلنا عنهم رأيهم في قتال ابن الزبير و أنه كان من أجل الدنيا، هو تثبيط الناس عن الاشتراك معه، و معرفتهم بأن النتائج التي ستترتب على أي قتال يحدث هي أعظم من المنفعة المرجوة بعده. فهذا ابن عمر يترحم على ابن الزبير بعد أن قتله الحَجّاج و يقول:
«لقد كنت صوّاماً قوّاماً تصِل الرّحم».
و يقول أيضاً: «رحمك الله، لقد سَعِدَتْ أمة أنت شرَّها»[65].

و بالرغم من القتال الذي دار بسببه، إلا أن القتل الذي أصاب إخوته وأصحابه وأصابه هو نفسه، فإنه مكفِّرٌ بإذن الله عما اقترف من الذنب، و لذا قال ابن عمر مخاطباً ابن الزبير و هو مصلوب: «أما و الله إني لأرجو مع مساوئ ما قد عملت من الذنوب ألا يعذبك الله» [66] .
ثم قال: حدثني أبو بكر الصديق أن رسول الله r قال: «من يعمل سوءاً يجز به في الدنيا»[67].
ثم إن بعض الذين قامو مع ابن الزبير t هم من الصحابة الأجلاء، فمعاذ الله أنهم قامو و قاتلو و قتِلو من أجل الدنيا.
بل لقد كان مقصدهم –رضي الله عنهم – هو تغيير الواقع بالسيف، لمّا رأو تحول الخلافة إلى وراثة و ملك.
و لقد كان ابن الزبير t يهدف من وراء المعارضة أن تعود الأمة إلى حياة الشورى، و يتولى الأمة أفضلها و كان يخشى من تحول الخلافة إلى ملك.
و كان يرى –رضي الله عنه– أنه باستعماله للسيف و تغييره للمنكر بالقوة يتقرب إلى الله و يضع حداً لانتقال الخلافة إلى ملك و وراثة، و لهذا لم يدعو لنفسه حتى توفي يزيد بن معاوية[68].

فهو –و إن أخطأ– فإنه مجتهد مأجور بلا أدنى شك. لا يرتاب بذلك إلا جاهلٌ أو صاحبُ هوى.
و مع ذلك فإن التمسك بنصوص الكتاب و السنة بلزوم الجماعة، و التي تحذر من شق عصا الطاعة، هو أولى من الذي أقدم عليه ابن الزبير و أهل المدينة. فكم من دم أريق و امرأة ترمَّلت و طفلٍ تيتَّم، ومالٍ نُهِب و أضيع، و غير ذلك من المفاسد الكبيرة التي ربما لا يحصيها قلم، و لا يسعها كتاب. أوَ لم يكن أولى من كل ذلك، أن تُوجَّه هذه الجهود الهائلة إلى قتال أعداء الله؟
و إلى تحرير أولئك الذين يرضخون تحت نَيْرِ الكفر و أعراف الجاهلية؟
و بما أن كل طرف يقاتل و يرى أنه على حق، فلهذا سمى السلف معارضة ابن الزبير فتنة[69].
و ذلك لأنه قتال بين المسلمين لا نفع من وراءه و لا خير.
فالكل يقاتل عن تأويل، و مع ذلك نقول كما قال الذهبي:
«فليته –أي ابن الزبير– كفَّ عن القتال لمّا رأى الغلبة، بل ليته لا التجأ إلى البيت. نعوذ بالله من الفتنة الصَّـمَّـاء» [70] .
و ليتهم اتبعو طريقة ابن عمر وغيره من الصحابة والتابعين الذين اعتزلو الفتن التي جرت بين المسلمين.
و ما أجمل قول ابن عمر حين قال:
«إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانو يسيرون على جادّةٍ يعرفونها. فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة و ظلمة، فأخذ بعضنا يميناً و بعضنا شمالاً، فأخطأنا الطريق، و أقمنا حيث أدركنا ذلك، حتى تجلَّى لنا ذلك، و أبصرنا الطريق الأول، فعرفناه فأخذنا فيه. إنَّما هؤلاء فتيان قريش يتقاتلون على هذا السلطان، و على هذه الدنيا. و الله ما أبالي ألا يكون لي ما يَـقتل فيه بعضهم بعضاً بنعلي» [71] .

و لعلّها من عجائب التاريخ فعلاً أن يُنازع رجلٌ لا يملك إلا مدينة دمشق، دولةً شاسعةً من أقصى خُراسان إلى غرب مصر، فيغلبها و يستولي عليها في زمنٍ قياسي!
و هذا راجع كلّه إلى بحثنا حول العصبية. فإن عبد الملك بن مروان و أباه كانت معهما عصبية بني أميّة القوية التي كادت تكون مضرب مثلٍ عند العرب،
فكان الانتصار الساحق الذي حققه الأمويون في مرج راهط جنوب دمشق مثالاً على ذلك، إذ غلبو جيشاً يفوقهم أضعافاً كان جنوده عبدة الدرهم و الدينار. و من خلف بني أمية عصبية أهل الشام التي لم يكن لها مثيل في بلاد المسلمين آنذاك.

أما عبد الله بن الزبير فكان من بني أسد الذين لم تكن لهم شوكة و لا عصبية، بل لم يكن بنو أسد يمكنهم أن يغلبو بني عبد مناف في جاهلية و لا إسلام.
و غلط إبن الزبير t في حساب العصبية أعظم و أكبر من خطأ الحسين t لمّا خرج إلى العراق. إذ لم يكن عبد الملك بن مروان –و هو من أعدل الناس – ظالماً أو فاسقاً، و إلا لما بايعه إبن عمر دون إبن الزبير.
أمّا أباه مروان فقد ثبتت له رؤية النبي r و إن لم يثبت سماعه للحديث منه. و أما عبد الملك فهو عالمٌ من الطبقة الأولى من التابعين، و قد احتجّ الإمام مالك بفعله بالمُوَطَّأ، و ناهيك بالإمام مالك بالرجال. هذا و إن كان عبد الله بن الزبير أتقى و أعلى مرتبةً (بل لا مجال للمقارنة بين صحابي و تابعي)، فإنه لم يَكـُن ضَليعاً بسياسة المُلك و لا كان عنده من حسن التدبير ما كان لعبد الملك. فلم تنفعه الأموال السَّخيَّة التي كان أخاه مِصْعَب يُغدِقَها على أتباعه في العراق، و لم تنفعه شجاعته و بأسه، و لا كثرة جيوشه الجرارة. و لا كان معه عُصْبَةُ يحمونه و يدفعون عنه، رغم اتساع رقعة ملكه و استيلائه على الغالبية العظمى من بلاد المسلمين. لم ينفعه ذلك كله بدون العصبية فهلك و أهلك من معه، و الله لا يظلم مثقال ذرة.
[53] مصنف ابن أبي شيبة (15/80) بسند صحيح، وابن سعد في الطبقة الخامسة (ص472) بسند صحيح.
[54] البخاري مع الفتح (8/32)، والمسند (8/57).
[55] الذهبي في تاريخ الإسلام (ص 465).
[56] مسلم بشرح النووي (16/98)، و ابن سعد الطبقة الخامسة (ص 517-518) والحاكم (3/553) بأسانيد صحيحة.
[57] البخاري مع الفتح (8/177 ).
[58] مصنف عبد الرزاق (برقم 20985) بسند صحيح، و الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1/378) بسند صحيح، و الطبري (5/337) بسند حسن، و الطبراني في الكبير (5/337) بسند صحيح.
[59] المسند (4/23) و (5/26) و (6/344).
[60] البخاري مع الفتح (8/177).
[61] البخاري مع الفتح (13/74).
[62] المسند (4/63) و (5/367، 373، 375- 376 ) بسند صحيح.
[63] المسند (12/9) بسند صحيح، وابن أبي شيبة في المصنف (11/139) و (15/284) مع بعض الاختلاف.
[64] المسند (1/369) و أيضاً (1/67).
[65] مسلم بشرح النووي (16/99).
[66] الحاكم في المستدرك (3/552).
[67] المسند (1/181-183) بسند حسن بمجموع شواهده انظر: السلسلة الضعيفة (3/686-687).
[68] ابن سعد في الطبقات (5/147) و البخاري في التاريخ الكبير (2/132) بإسناد حسن، والبلاذري (4/57) بإسناد صحيح.
[69] انظر: الموطأ (1/360) و البخاري مع الفتح (7/521) و (8/32) والبخاري في التاريخ الكبير (1/93) و مسلم في صحيحه (2/903) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/411) و ابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة عبدالله بن الزبير (ص454)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (6/23).
[70] السير (3/377-378).
[71] ابن سعد في الطبقات (4/171) وأبو نعيم في الحلية (1/310).

http://www.islamicweb.com/goldenbook...m#_Toc54447624






التوقيع :
( رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيراً )
_______________________

أستودعكم الله أخوتي أهل السنة والجماعه
إن وجدتم شي نافع في مشاركاتي فدعوا لي ولوالدي بالمغفرة
من مواضيعي في المنتدى
»» صديقي شيعي 111 تعال ابيك في سالفه
»» للمعلوميه فقط اخوتي وتاج راسي اعضاء شبكه الدفاع
»» الرافضه وعبادة القبور
»» هل رايتم هذا المقطع يامن تهيجون الاخوه المصريين يامن صنفتم هذا مسلم وهذا كافر + 18
»» هل انت من ضحايا حافز