عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-18, 03:33 AM   رقم المشاركة : 8
المنيب
موقوف







المنيب غير متصل

المنيب is on a distinguished road


والصلاة والسلام على محمد وآلة الغر الكرام.

وبعد..

كنت قد بدأت في إعداد فصول في بحثي هذا عن أعلام المذهب الإسماعيلي الفاطمي من الأئمة والدعاة فيما صدر عنهم من مؤلفات وكتب ورسائل من داخل المذهب وكذلك من كتب عنهم من خارجة من المهتمين بالشأن الإسماعيلي, وكنت قد دخلت في حوارات ونقاشآت مع منهم من خارج المذهب الإسماعيلي في شبهات تصدر عنهم على علوم الدعوة ودعاتها ترتقي في بعض الأحيان وأغلبها إلى التكفير والإخراج من الملة وماهذا إلا نتاج الجهل في علوم أولياء الله وإستقاء للحقائق العرفانية من ظواهرها التي ورثها آل محمد ودعاتهم من بعدهم من جدهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نشرت فصلين من بحثي في إثبات الإمامة تجدها عزيزي القاريء في هذه الصفحة وهي في إثبات الإمامة على ضوء القرآن والسنة وأنها ميراث النبوة.

فأحببت أن أكتب مقدمة لهذا البحث وأن أضيف في هذه العجالة بعض الأدلة القرآنية والنبوية على إتصال الأئمة بالله عز وجل في براهين متصلة ببحثنا السابق وأن أجعلها مقدمة لكتابي أعلام الدعوة وذكر مؤلفاتهم ومن هي له من الدعاة والحدود , التي تضمنت كل العلوم والعقيدة في المذهب الإسماعيلي, في فصول أنشرها تباعاً مراعياً الدقة والإختصار ما أستطعت إلى ذلك سبيلا.

أولاً : الإمام عليه السلام هو خليفة الله في الأرض بإرادة إلاهية ونص قرآني ثابت من خلال قول الله عز وجل (إني جاعل في الارض خليفة ) وكذلك قول الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام (وإذا ابتلى إبراهيم ربة بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين).

والعديد من الآيات القرآنية في هذا الشأن تركتها إختصاراً.

وبما أن الله عز وجل قد جعل في الأرض خليفة كما سبق معنا, إذا سيكون هناك إتصال بين الله وخليفتة في الأرض ولن يكون هذا الإتصال إلا كما قال هو عز وجل ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه مايشاء).

إذاً ثبت معنا قرآنياً طريقة إتصال الله مع خليفتة في الأرض في كل زمان من الناس كما قال عز وجل (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم).

وهنا إثبات أننا في هذا الزمان من الناس الذين سيدعونا الله بإمامنا.

ولنكون مع القرآن دائما ً لنثبت إستمرار الإمامة في ذرية إبراهيم كما في ولدة إسحاق ويعقوب وإسماعيل وهذا كلام الله المسطر في قرآنه, وقد إستمرت الإمامة في عقبة حتى ولدة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله , فقد ورد في الأثر عنه قوله : أنا دعوة أبي إبراهيم.

رواه إسحاق بسندة (1/166) في سيرة إبن هشام.
والطبري في تفسيرة (1/ 566).
والحاكم في مستدركة (2/600).

إذا الإمامة باقية في عقب إبراهيم كما أسلفنا وستبقى مصداقاً لقول الله حتى أن يرث الله الأرض ومن عليها, كما ورد عن رسول الله بأن العترة من ذريتة باقين حتى ورود الحوض قال صلى الله عليه وآله (إني تارك فيكم ما أن تمسكت به لن تضلوا حتى ورود الحوض كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا).

وقد ورد عن الأئمة في المصادر المختلفة إخبارهم بالغيبيات مايدل على إتصالهم بالله عز وجل كما في الآية السابقة على إتصال الله بالبشر.

ولنأخذ بعض الأمثلة مع ذكر المصادر على سبيل الإستدلال:

أراد المنصور العباسي الفتك بالإمام جعفر الصادق لعلمه أنه هو الإمام من عترة رسول الله فأحتال بحيلة (فدعا إبن مهاجر وقال خذ هذا المال وأت المدينة وإلق عبدالله بن الحسن وجعفر بن محمد الصادق وأهل بيتهم وقل لهم : إني رجل غريب من اهل خراسان من شيعتكم, وقد وجهوا إليكم بهذا المال , فأدفع لكل واحد منهم على هذا الشرط كذا وكذا فإذا قبل المال فقل إني رسول وأحب أن يكون معي خطوطكم , بقبض ماقبضتم مني .
فمضى ولما رجع قال له المنصور ما ورائك؟

فقال أتيت القوم وهذه خطوطهم ماخلا جعفر الصادق فإني أتيتة وهو يصلي في مسجد الرسول فجلست خلفه وقلت : ينصرف فأذكر له , فعجل وأنصرف فألتفت إلي وقال: ياهذا , إتق الله ولا تغرّن أهل بيت محمد , فإنهم قريبون العهد بدولة بني مروان وكلهم محتاج, فقلت وماذاك أصلحك الله؟

فقال أدنوا مني فدنوت فأخبرني بما جرى بيني وبينك حتى كأنه ثالثنا , فقال له : يامهاجر إنه ليس من أهل بيت نبوة إلا وفيهم محدث وإن جعفر بن محمد محدثنا اليوم)

مناقب إبن شهرا آشوب جزء 2 صـ 302

ختاما ً جاء في عيون الأخبار الجزء 6 صـ 22 ما روي عن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال الإمام علي عليه السلام عالم هذه الأمة ونحن نتوراث علمه , وليس يهلك منا هالك حتى يرى من أهله من يعلم علمه وفي مثل بكاء المنصور عليه السلام لما رأى إتصال المادة بالمعز عليه السلام....إلخ

المنيب