عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-18, 12:38 AM   رقم المشاركة : 6
المنيب
موقوف







المنيب غير متصل

المنيب is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على محمد النبي وعلى علي الوصي وعلى فاطمة خير البني وعلى الحسن الزكي والحسين الشهيد الوفي وبارك اللهم وسلم على عترة المصطفى اُولي النهي.

كنت قد إنتهيت في الفصل السابق إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أدخل الإمام علي في أهل الذكر الذين يجب سؤالهم وأن الله حصرهم في إختياره عز وجل والله سبحانة وتعالى هو الذي ينصب الإمامة والخليفة في الأرض بنص إلهي يقوم الرسول والإمام بكيفية تنصيبة وتوقيفة بعد تلقيه الأمر من الله عز وجل كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله بتنصيب الإمام علي عليه السلام يوم غدير خم, وحديث الغدير وتنصيب الإمام علي لم يأتي عند نقلة الرسول في آخر أيام حياته عبثا ً بل ختم بذلك اللرسول كل ماعنده من البلاغ للأمة.

ودليلنا على كون الله هو من ينص على الخليفة قول الله عز وجل من (قائل إني جاعل في الأرض خليفة), إذاً الله هنا هو من ينص على خليفتة في الأرض وليس ذلك من إختيار البشر, فإن قال قائل إن المقصود بالآية هو خلق الإنسان فهذا غير مقدور فهل سيكون فرعون خليفة؟!.

وهل سيكون أبولهب خليفة, وغيرهم من البشر المشركين والملحدين عدى الطغاة وكبرائهم, لا يا أعزائي بل المقصود في الخليفة هو الإمام الذي يسوس العباد ويحكم البلاد بالعدل والصدق والأمانة والطاعة المطلقة لله كخالق بعيداً عن العصمة التي لها جانب آخر من بحثنا سنتطرق له فيما بعد وفي فصل خاص كي لايتشعب الكلام ولا يخرج عن مسارة.

ولنبحر مع القرآن مجدداً ونثبت أن الخليفة الذي يجعله الله في الأرض هو الإمام الذي يستمر بإستمرار الوجود البشري حتى يوم القيامة, ونستدل من القرآن دائماً ليكون بحثناً نابعاً من كتاب الله بدلائل جليه وبراهين قاطعة لأنني سبق وقلت نريد أولاً أن نثبت الإمامة كي نثبت مانستدل به في كتبنا رداً على الشبهات اللتي تلقى هنا وهناك وعلى مسامعنا دون أن يكون لأصحابها تدبر ولا بغية لعمل العقل والمنطق فقط المجادلة من أجل المجادلة والعقل عندنا نحن الإسماعيلية بلغ مبلغة في تأليف الدعاة ما سيأتي معنا في هذا الفصل من هذا البحث من نقولات ببراهين عقلية منطقية في إثبات الإمامة ما أعرتوني سمعكم.

وعوداً على بدء فإن الله عندما قال إني جاعل في الأرض خليفة وهو آدم عليه الصلاة والسلام ونحن وشتى الأديان نؤمن أنه نبي من الله وخليفة في أرضة , ولكن ماذا لو قلت أن الله نص على ولدة من بعده هابيل (وهذل دليل قاطع على أن الإمامة من إختيار الله وأنها في الأعقاب وأنها لاتنقطع) قال الله عز وجل حكاية عن ذلك وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ.

فالله هنا هو من أختار هابيل ولم يختار قابيل فأسر الآخر قتل أخيه وهذا يدل على أنه لم يقتله فقط لأنه تقبل (خروفه قرباناً) بل قتله لإن الله إختاره إماما ً عقب أبيه وخليفة لله في الأرض.
وهذا دليلنا على أن الله إختار الإمام علي كما إختار هابيل للإمامة من حديث رسول الله من المصادر المختلفة ما تقبلون بها وماهو ثابت في كتبنا مع الإيجاز المفيد للقراء والباحثين والمتابعين.

يقول مسلم في صحيحه : " وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ولهذا يقول ابن حجر كما تقدم - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده "


وقال في سياق هذا الكلام بعد أن رفع الإمام علي عليه السلام (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) إشارة إلى تنصيب الإمام علي.

أنظر شرح الأخبار للقاضي النعمان صـ 255

وقال أيضاً مايدل على أن الإمامة مستمرة في ما بعد الإمام علي إني تارك فيكما الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .


وهذا دليل على إستمرار الإمامة وانها في عترة النبي..

وبما أنني أتكلم عن الإمامه من منظور إسماعيلي فلنبحر في إثبات الإمامة من المصادر الإسماعيلية اللتي تعتمد على الكتاب والسنة والبرهان العقلي والنقلي , فهذا الداعي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي في المجالس المؤيدية في المجلس السادس صـ 62 يذكر الآية القرآنية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) يذكر أن شأن الآية هي في الإمام علي عليه السلام.

وكذلك يتكلم الداعي قدس الله روحة في المجلس الرابع والعشرين عن ولاية الإمام علي عليه السلام صـ 113

ويذكر الداعي في المجلس الثامن والعشرين ما يؤكد عهد الولاية للإمام علي عليه السلام قول الرسول صلى الله عليه وآله علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي, وللرغبة في عدم التطويل فنحن نشير للمصادر لنترك المساحة فيما بعد لإثبات الإمامة وهذا ما سيأتي معنا لاحقاً من خلال القرآن الكريم والسنة ومن خلال ما ننقله من كتب الدعاة.

قال الرسول صلى الله عليه وآله للإمام علي عليه السلام علي مني بمنزلة هارون من موسى, وعندما رجعنا للقرآن الكريم وجدنا أن منزلة هارون من موسى هي الوصاية والخلافة في النبوه أي (الإمامة).

ولنذهب للداعي الكرماني في كتابة المصابيح في إثبات الإمامة لننقل منه إثبات الإمامة في شذرات قرآنية ونبوية وعقلية تعتمد على البرهاني العقلي :

البرهان الأول: لما كان الرسول صلى الله عليه وآله قد أورد عن الله تعالى حكمة بالغة , وكان لزام له عليه السلام أداؤها إلى من كان رسول إليه من نوع البشرية , الكائن منهم بالوجود في أيامة , ومن يجيئ إلى الكون من البشر إلى يوم القيامة بالتوالد بعده.
وكان من كان في أيامة من البشر لا إستطاعة لهم في قبول كل الحكمة دفعة واحدة , ولاكان في المقدور أن يكون من يجيئ إلى الكون من البشر إلى يوم القيامة موجوداً جملة , ولا كان مقدراً أن يبقى الرسول في العالم بقاءً سرمدا ً إلى أن تنصرم الأمم , ويؤدي أمانتة إلية , وجب أن ينصب من يقوم مقامة في أداء الأمانة , ومن ينصب ذلك هو الإمام إذاً الإمامة واجبة.

<تعليق> الداعي هنا يقصد أن خليفة الله في الأرض مستمراً في صلة الله بعبادة حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله كما قال الداعي محال تأبيد الرسول في الدنيا كحال آدم وتنصيبة إبنه خلفة بعد نقلتة كما جاء في الآيات السابق ذكرها.

البرهان الثاني: (وهو البرهان السابع من المصابيح صـ 68) نقول أن الله قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وكان محمد رسولاً لمن كان في وقتة ومن يولد بعد موته (يقصد إلى يوم القيامة) ومأمورا ً بأخذ ذلك من أموال المسلمين كافة وتطهيرهم , وجب مع إستحالة كون الرسول بين ظهراني البشر إلى يوم القيامة لأخذ ذلك منهم وتطهيرهم أبدا ً ان يقوم مقام الرسول صلى الله عليه وآله من يأخذ المأمور به ويطهر الناس ليكون أمر الله تعالى قائما ً والذي يقوم مقام الرسول هو الإمام إذاً الإمامة واجبة.

<تعليق> كما أسلفنا الله قال أن ولد آدم هابيل هو من يقوم مقام آدم والده بنص إلهي (إني جاعل في الأرض خليفة لذلك نحن ممتثلين لكلام الله ونقوم بدفع أموالنا للإمام المنصوص ومن يقوم مقامة من حدودة كما قال الله وأمر بذلك خذ من أموالهم.....)

البرهان الحادي عشر: صـ 70

لما قال الله تعالى يوم ندعي كل أناس بإمامهم , وكان لو كان لايكون إمام في كل زمان وتخلو الأرض منه مع مجيئ الناس إلى الكون أولاً فأولاً , لكان قول الله كذباً , وكان غير متوهم في قول الله الكذب , كان منه الإيجاب بأن لكل زمان إمام يدعوا الله تعالى أناسه به إذاً الإمامة واجبة.

فهل الله سيدعوا الناس (بإمامهم معاوية أو بمروان بن الحكم.)

لا بل سيدعوهم بمن نصبه الله لهم كما في الآيات والأحاديث السابقة.

تم الفصل الثاني.

المنيب