عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-11, 04:40 PM   رقم المشاركة : 6
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


ويقول أيضاً:م2/ج4/ ب1/ معـــاداة اليهـــود: الأســباب وتكــوين الصــور النمطــية:




" والواقع أننا لو أخذنا بالتفسير الصهيوني وجعلنا من مختلف الأحداث التي تُعبِّر عن العداء لليهود ظاهرة واحدة، لأصبح العنصر الثابت الوحيد هو اليهود، وحينذاك يصبح اليهود هم المسئولين عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم، وهو تحليل عنصري مرفوض طرحه محامي أيخمان بشكل خطابي أثناء الدفاع عنه في إسرائيل. فاليهود يُشكِّلون جماعات مختلفة وغير متجانسة لكلٍّ منها ظروفها ومشاكلها". قلت: لماذا يحاول المسيري دوماً أن يتهم من يقولون بأن اليهود هم المسؤولون عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم بأنه تفسير صهيوني؟؟، وحسب كلامه فهل هذا يعني أن معنى آيات القرآن صهيوني أيضاً (حاشا لله) لأن الله تعالى قال: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ..." [الأعراف:167]، ومعلوم أن الله تعالى لا يعاقب أحداً إلا بذنب، ويقول الله أيضا: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" [آل عمران:112]. فكيف نرمى القرآن من خلف ظهورنا ونرفض ذمه لليهود في سلوكهم وطباعهم وتآمرهم على العالم؟، هل هذه هي المرجعية الإسلامية التي ينطلق منها؟؟
ويقول أيضاً: م2/ ج4/ب3/ العداء العربي لليهود واليهودية:
" ورغم أن اليهود (وبني إسرائيل) أتى ذكرهم في القرآن عشرات المرات وتحت مسميات مختلفة في سياقات معظمها سلبي، إلا أن رؤية الخلاص الإسلامية لم تعط اليهود أية مركزية خاصة، ولذا لم يكن اليهود يمثلون إشكالية خاصة بالنسبة للفقه الإسلامي. وقد ظهرت بعض الأعمال الأدبية والفكرية داخل التشكيل الحضاري العربي والإسلامي تحاول اختزال أعضاء الجماعات اليهودية من خلال صور إدراكية نمطية سلبية، إلا أن اليهود لم يحتلوا أي مركزية خاصة في الوجدان الأدبي والثقافي العربي والإسلامي. وقد استقر وضع أعضاء الجماعات اليهودية داخل الحضارة العربية والإسلامية في إطار مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم.
ولكن الوضع تغيَّر بشكل حاد في العصر الحديث ، فيُلاحَظ انشغال عربي وإسلامي كبير بالشأن اليهودي (وإن كان يُلاحَظ أن الأعمال الأدبية العربية، بما في ذلك الفلسطينية، لا تكترث بأعضاء الجماعات اليهودية). وبدأت تظهر أدبيات كثيرة كتبها عرب ومسلمون تدور في إطار مفاهيم ومقولات عنصرية (معظمها مستورد من العالم الغربي). ومن بين هذه المقولات أن اليهود مسئولون عن كل أشرار العالم، كما هو مدوَّن في بروتوكولات حكماء صهيون (الذي يقرأه الكثيرون)، وفي التلمود (الذي لم يقرأه أحد). وبدأ الحديث عن المؤآمرة التي يحيكها اليهود ضد المسلمين والعرب، وارتبط اليهود بالشيطان وبالصور الإدراكية النمطية الاختزالية السلبية في عقل كثير من العرب والمسلمين. وبدأت تظهر في الصحف والمجلات وعلى أغلفة الكتب صورة اليهودي ذي الأنف المعقوف الذي تقطر أظافره دماً والذي يمتص دماء الآخرين وأموالهم. بل بدأت تظهر تهمة الدم في أرجاء متفرقة، وهو أمر لم يكن معروفاً في العالم الإسلامي من قبل. وتُرجمت البروتوكولات التي يعتقد البعض أنها من كتب اليهود المقدَّسة، كما نُشرت مقتطفات متفرقة من التلمود. بل بدأ بعض المسلمين يرون أن «اليهودية» صفة بيولوجية تورَّث، أي أن اليهودي - حسب هذه الرؤية - هو من وُلد لأم يهودية، وهو تعريف قد يتفق مع العقيدة اليهودية ولكنه لا يتفق ألبتة مع العقيدة الإسلامية التي لا تنظر للدين باعتباره أمراً يورَّث، وإنما هو رؤية يؤمن بها من شاء".
قلت: وهذا نص آخر واضح فيه ما فيه من التعاطف مع اليهود. ثم إن رؤية ( اليهودي هو من ولد لأم يهودية ) ليست رؤية بيولولوجية، بل رؤية تربوية، حيث تحرص الأم اليهودية على تربية أولادها على العقيدة اليهودية بالسر، والتظاهر بديانة الأب بالعلن.
ويقول أيضاً في الموسوعة: م1/ ج1/ ب1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
" ولإنجاز كل هذا، قمنا بتفكيك مقولات مثل «اليهودي العالمي» و«اليهودي المطلق» و«اليهودي الخالص» و«المؤآمرة اليهودية» و«التاريخ اليهودي»... إلخ) لنبيِّن المفاهيم الكامنة فيها، فهي تفترض أن اليهود لا يتغيرون بتغير الزمان أو المكان، وحتى إن تغيَّروا فإن مثل هذا التغيُّر يحدث داخل إطار يهودي مقصور على اليهود داخل حركيات وآليات التاريخ اليهودي".
وأيضاً في: م2/ ج1/ ب2/ الوعــــي اليهــــوديJewish Consciousness:
" «الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه، وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان)".
وأيضاً في:م 4/ ج1/ ب1/ احتكار دور الضحية (من المسئول ومن الضحـية؟)
Monopolizing the Role of the Victim:
" من الأسئلة التي تثار دائماً في دراسة تواريخ الجماعات اليهودية محاولة تحديد المسئولية عما حدث لليهود عبر التاريخ، وهل هم المسئولون عن العنف الذي يحيق بهم، أم أنهم ضحية لهذا العنف؟ ... ويحاول الصهاينة توظيف دور اليهود كضحية في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري، فيطالبون ألمانيا بأن تدفع بلايين الدولارات تعويضاً لليهود عما وقع لهم من مذابح، بل يصبح احتلال فلسطين وطرد سكانها منها مجرد تعويض عما حاق باليهود من أذى على يد النازيي.وقد ركَّز المدعي العام الإسرائيلي إبان محاكمة أيخمان على هذه القضية، وعلى دور اليهود كضحية أزلية، عبر الزمان والمكان. وقد كان رد محامي الدفاع على أطروحة المدعي العام ذكياً للغاية، فقد تساءل عن هذا الشعب الذي يضطهده الجميع في كل زمان ومكان، ألا يمكن أن يكون هو المسئول عما يحدث له؟ وقد أصيبت قاعة المحكمة بالذهول حين طرحت القضية على هذا النحو غير المتوقع. ويجيب المعادون لليهود على هذا السؤال بالإيجاب قائلين: « نعم إن اليهود هم ولا شك المسئولون ».
وكل من الطرحين الصهيوني والمعادي لليهود يتسم بعدم إدراك لتركيبية الظواهر الاجتماعية ، فسؤال من المسئول ومن الضحية يفترض أن الظواهر الاجتماعية في جميع جوانبها نتاج وعي الإنسان وإرادته، مع أن هناك جوانب كثيرة في الواقع تتشكل خارج إرادة الإنسان ووعيه، بل تؤثر في وعيه أحياناً دون إدراكه. فاشتغال اليهود بالربا داخل سياق الحضارة الغربية حوَّلهم إلى مستغلين للجماهير ولكنهم أصبحوا كذلك لا بقرار واع منهم أو من النخب الحاكمة الأوربية وإنما نتيجة مركب من الأسباب".
ويقول أيضاً في: م1/ج2/ب2/النموذج التوليدى والنموذج التراكمى:
" ونحن، إن تخلينا عن النموذج التوليدي في التفسير، سنلاحظ أن هناك مجموعة من الأفكار المتشابهة يتداولها أعضاء الجماعات اليهودية، فنجد أنفسنا نتجه نحو التفسير التآمري إذ نرى أن اليهود أينما كانوا يقومون بدس نفس الأفكار ونشرها والترويج لها فنظن أنها مؤآمرة عالمية كبرى ".
2- الرد على نفي المؤآمرة اليهودية العالمية من خلال حقائق وردت في موسوعة المسيري:
إن كل تلك النصوص السابقة تعبر عن رؤيته التي يريد طرحها في الموسوعة، ولكن يوجد في موسوعته أيضاً معلومات وحقائق واقعية لا تعبر عن رأيه ورؤيته، بل هي تناقض رؤيته لو أنه أخذها بعين الإعتبار في تشكيل رؤيته ومنها مثلاً عن نفوذ اليهود في أمريكا، حيث يقول في: م4/ ج3/ ب17/ نهاية المرحلة اليديشية وظهور اليهـود الأمريكيين (1929-1945) (The End of the Yiddish Era and the Emergence of American Jews (1929-1945:
"... أما الطبقة الوسطى اليهودية، فازداد تركُّزها في المهن والأعمال التجارية الصغيرة ووظائف الياقات البيضاء. ويذهب بعض الدارسين إلى أن هذا يعني أن الجماعة اليهودية بدأت تلعب مرة أخرى دور الجماعة الوظيفية الوسيطة، وإن كان السياق قد اختلف، وإلى أن اختلاف الشكل مجرد تعبير عن اختلاف السياق. تزايد عدد الشباب من أعضاء الجماعة اليهودية الذي يذهب إلى الجامعات الحكومية أو الخاصة. ففي نيويورك، كان 49% من مجموع طلبة الجامعات يهوداً، وبلغ عدد الطلبة اليهود في مختلف الجامعات الأمريكية مائة وخمسة آلاف، أي 9% من عدد الطلبة. ويُعَدُّ توجُّه الطلبة عند تخرُّجهم نحو الأعمال التجارية والمهن مؤشراً جيداً على التحولات التي بدأت تحدث في هذه المرحلة والتي بدأت تصوغ الهيكل الوظيفي لليهود بما يتفق مع وضعهم في المجتمع الأمريكي... ...وبدأ أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة يفقدون كثيراً من تنوعهم، ويكتسبون شيئاً من التجانس، إذ أصبح أعضاء الجماعة اليهودية مواطنين أمريكيين اكتسبوا هوية أمريكية واضحة يتحدث معظمهم الإنجليزية ويذهب أولادهـم إلى معاهـد تعليم أمريكية يسـتوعبون فيهـا القيم الأمريكية. بل يبدو أن الجماعة اليهودية المهاجرة كانت أسرع الجماعات المهاجرة تخلياً عن تراثها الثقافي ومنه اللغة، وفي التأمرك، وفي تبنِّي لغة المجتمع الجديد. وكان المدرسون من أعضاء الجماعة اليهودية من أنشط دعاة تعليم الإنجليزية للمهاجرين. وبدأت تنظيمات المهاجرين تتحول إلى بقايا أثرية. ولهذا، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية بدأوا يلعبون دوراً في الحياة السياسية. وقد وجدوا أن الحزب الديموقراطي هو الإطار الأمثل للتعبير عن مصالحهم، شأنهم في هذا شأن معظم المهاجرين والأقليات، فانضموا إليه بأعداد كبيرة. وهذه سمة جديدة ظلت لصيقة بالسلوك السياسي لأعضاء الجماعة اليهودية حتى الوقت الحالي. فقد أعطى ما بين 85 و90% من اليهود أصواتهم لروزفلت في الفترة 1933 ـ 1945. وبدأ أعضاء الجماعة يحققون بروزاً في الحياة الأمريكية، فكان منهم أحد الوزراء وثلاثة قضاة في المحكمة العليا، وأربعة حكام ولايات ومئات من كبار الموظفين الموجودين على مقربة من صانع القرار.
ويُلاحَظ أيضاً أن عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة اليهودية كان يوجد في صفوف الأحزاب الثورية . وكما قيل، فإن 50% من أعضاء الحزب الشيوعي كانوا من اليهود، كما أن كثيراً من أعضاء المؤسسة الثقافية اليسارية كانوا، في فترة الثلاثينيات، من اليهود. وهذه سمة استمرت أيضاً لصيقة باليهود حتى الستينيات، وأخذت بعدها في الاختفاء. ... وشهدت هذه المرحلة ظهوراً متزايداً للمنظمات التي تقوم بجمع التبرعات من اليهود بشكل منتظم لصالح الجماعة اليهودية ثم لصالح إسرائيل. ومن أهم هذه التنظيمات جماعة النداء اليهودي الموحَّد عام 1939، وتأسَّس مجلس يهودي عام لمنظمات الدفاع اليهودية الذي أصبح اسمه (عام 1941) المجلس القومي الاستشاري لعلاقات الجماعة اليهودية (بالإنجليزية: ناشيونال كوميونتي ريلشنز أدفيسوري كاونسيل National Community Relations Advisory Council). وقد بلغ عدد أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة خمسة ملايين حسب بعض التقديرات، المُبالغ فيها، من مجموع السكان البالغ مائة وأربعين مليوناً."
وفي النص التالي أيضاً اعتراف من المسيري بأن أمنية اليهود وأملهم قديما أن يسودوا العالم:م5/ ج2/ ب5 /الأنبيـــــاء والنبـــــوةProphets and Prophecy :
" ...وتُعَد الإصحاحات الأخيرة في كتاب دانيال بداية كتب الرؤى. ويُفسَّر هذا التغير على أساس أن الروح النبوية عادت لبعض الوقت بعد العودة من بابل، ولكن الهيكل الثاني لم يحقق أياً من أمنيات اليهود وآمالهم المشيحانية إذ أنهم لم يسودوا العالم. وقد حلت الإمبراطورية اليونانية محل الإمبراطورية الفارسية، فأدَّى تحطُّم الأمال إلى تصاعُد الحمى وتكاثر كتب الرؤى بنهجها التعويضي ونزوعها الحلولي".
أما هذا النص من المسيري أيضا، فيظهر قوة وأخطبوتية شبكة اليهود العالمية: م2/ ج3/ ب3/ يهود البلاط:
" وقد لعب يهود البلاط دوراً مهماً للغاية في اقتصاديات الإمارات والدويلات التي كانوا يقومون على خدمتها، خصوصاً أثناء حرب الثلاثين عاماً (1618 ـ 1648). وذلك بسبب الشبكة التجارية اليهودية الممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي في ذلك الوقت. ففي القرن السابع عشر الميلادي، كان هناك نظام يهود الأرندا في بولندا، التي كانت تُعَدُّ أكبر مصدر للمنتجات الزراعية آنذاك وكان يهود الأرندا يقومون بتصديرها. كما ظهرت في الوقت نفسه الجماعة اليهودية السفاردية القوية في هولندا وغيرها من الدول الأوربية المهمة والتي كانت تربطها صلات قوية باليهود السفارد في الدولة العثمانية. ومما وسع من نطاق هذه الشبكة أنها ضمت العديد من يهود المارانو الذين كانوا يتحركون بسهولة باعتبارهم من المسيحيين، كما أن عدداً منهم كان مسيحياً فعلاً من أسر يهودية تربطهم صلة قربى وعمل بعائلاتهم اليهودية. وكانت هذه الشبكة السفاردية الإشكنازية متعددة الجنسيات عابرة القارات ظاهرة فريدة من نوعها داخل أوربا آنذاك، فكانت تمتد من شرقها إلى غربها ومن وسطها إلى سواحلها على الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وتشكل حرب الثلاثين عاماً نقطة مهمة وحاسمة في تطور الجماعات اليهودية في أوربا وازدهارها الاقتصادي، إذ أن كثيراً من يهود البلاط راكموا الثروات أثناء هذه الحرب التي عصفت بأوربا، فقد كانت الجيوش المتحاربة تحتاج إلى المؤن والمال في غضون فترة وجيزة، وذلك في عالم لم تكن فيه وسائل الاتصال على درجة كبيرة من الكفاءة والسرعة. ومن هنا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وفي تزويدها بالقمح والماشية والأخشاب والعلف وغيرها من المؤن. وكان يهود الأرندا في بولندا يمدون يهود البلاط بالمنتجات الزراعية التي تحتاج إليها الجيوش المتحاربة، فيقوم يهود البلاط بتوزيعها وترتيب الاعتمادات المالية اللازمة من خلال أثرياء الجماعة اليهودية في هولندا وغيرها من الجماعات. وكان بمقدورهم الحصول على السلع التَرفيِّة من يهود الشام والدولة العثمانية. كما كان يهود البلاط على استعداد دائم لشراء غنائم الجنود ـ بغض النظر عن انتمائهم ـ بأسعار مخفضة. كما أن هناك صغار التجار اليهود الذين كانوا يسيرون خلف القوات المتحاربة للمتاجرة مع الجنود ".
قلت: تظهر هذه النصوص تناقض تفسيرات المسيري مع الحقائق الواقعية، حتى تلك التي يوردها في موسوعته !!، وهكذا فقد شكل اليهود شبكة تجارية يهودية ممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي، وذلك بانتشارهم (شتاتهم) على هيئة جماعات مترابـطة.
والأهم من ذلك أنهم استخدموا هذه الشبكة لبثّ الفتن والمؤآمرات والحروب بهدف السيطرة على إقتصاديات الدول تمهيداً لإسقاطها ثم بسط سيطرتهم عليها كما حصل لاحقاً، ولهذا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وهم كذلك من أشعل نار الحرب بينهم كما قال الله عز وجل عنهم: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا..." [المائدة:64]، فاحذروا من الغفلة عن مؤآمرة اليهود العالمية إلى يكتمل نجاحها، فهي أضعف من بيت العنكبوت، ومن المستحيل أن تنجح إذا بقينا واعين لوجودها.
ومن أغرب موضوعاته أيضاً:
المسيري يبرّيء اليهود من مؤآمرة ابن سبأ والرد عليه:
ومن أعظم مظاهر تعاطف د.عبد الوهاب المسيري العجيب مع اليهود، هو تبرئة اليهودي عبد الله بن سبأ بل وكل اليهود من اغتيال أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ومن الفتن والمؤامرات الرهيبة اللاحقة، في محاولة لتفسير ظهور الحركة السبأية بطريقة تؤدي لتبرئة اليهود من مؤآمرة صنعوها بهدف الثورة على الدولة الإسلامية الجديدة للقضاء عليها، حيث يقول في: م5/ ج3/ ب3/ عبد اللـه بــن سـبأ (القرن السابع الميلادي):



" عبد اللـه بــن سـبأ (القرن السابع الميلادي) ويُسمَّى أيضاً ابن السوداء. وهو عربي يهودي من أهل صنعاء في اليمن. وقد ادَّعى ابن سبأ بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الماشيَّح الذي سيرجع مرة أخرى... وقد ذهب عبد الله بن سبأ إلى القول بالتناسخ. وبحسب قوله، فإن روح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تمت مع محمد بل استمرت حية تتعاقب في ذريته، فروح الله التي تبعث الحياة في الرسل تنتقل بعد وفاة أحدهم إلى آخر، وأن روح النبوة بصفة خاصة انتقلت إلى عليّ واستمرت في عائلته، ومن ثم فعليّ ليس مجرد خلف شرعي للخلفاء الذين سبقوه، وهو ليس في مستوى واحد مع أبي بكر وعمر اللذين اندسا مغتصبين بينه وبين الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخذا الخلافة بغير وجه حق، إنما هي «الروح القدسية» تجسدت فيه وهو وريث الرسالة، ومن ثم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن للأمة، تلك الأمة التي يجب أن يكون على إمامتها مثل حيّ لله.
وقد استطاع ابن سبأ تكوين خلايا سرية في عديد من الأمصار الإسلامية التي مرَّ بها (الحجاز والبصرة والكوفة والشام ومصر)، وجرت بينه وبين أعضاء هذه الخلايا مكاتبات، وحاك ابن سبأ المؤامرات ووضع مخططات للثورة . ... وقد أسَّس ابن سبأ الطائفة السبئية التي تقول بألوهية عليّ. ...
ويمكن القول بأن النسق الفكري الذي يُنسَب إلى اسم بن سبأ نسق حلولي غنوصي كامل يستحق الدراسة من هذا المنظور : ... 2 ـ ويتضمن النسق الديني الحلولي إلغاء فكرة محمد خاتم المرسلين، .... 3 ـ يمكن أن يتحقق الحلول الإلهي في شخص بدرجة مركزة بحيث يصبح هذا الشخص إلهاً لا يموت، وهذه هي صفات عليّ (رضي الله عنه) في النسق السبئيّ أو صفات محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي لابد أن يعود أو صفات من يتحقق فيه الحلول الإلهي عبر التاريخ. ...
ويمكننا الآن أن نسأل: ما مصدر هذه الحلولية ؟ وما جذورها التاريخية وربما البيئية؟ وللإجابة عن هذا السؤال، قد نحتاج إلى بحث مكثف. ويمكن أن نذهب هنا إلى أن المنظومة ذات أصول يمنية، ولعل المؤرخين الذين جعلوا عبد الله بن سبأ يمنياً كانوا يشيرون إلى هذا. وفي هذه الحالة، لابد أن ندرس بتعمق أنماط اليهودية التي كانت منتشرة آنذاك في جنوب الجزيرة العربية، ومدى اختلاطها بعناصر وثنية من العبادات العربية المجاورة، وهو أمر متوقع تماماً لسببين: أولهما أن يهودية الجزيرة العربية كانت منعزلة إلى حدٍّ كبير عن المراكز والحلقات التلمودية سواء في فلسطين أو بابل. كما أن الطبيعة الجبلية لليمن تضمن استمرار كثير من العبادات والعادات ذات الطابع البدائي الجيولوجي المتحجر (وهذه طبيعة المناطق الجبلية كما هو الحال في الشام وبلاد شبه جزيرة القوقاز). ويُلاحَظ أن الفرس قد احتلوا اليمن لبعض الوقت، والفكر الحلولي سمة أساسية في العبادات الفارسية. ولعلنا لو اكتشفنا قوة الطبقة الحلولية داخل اليهودية الموجودة في اليمن لأمكننا إلقاء مزيد من الضوء على الإسرائيليات وعلى تطوُّر اليهودية نفسها.
والواقع أن التشابه بين المنظومة السبئية والمنظومة الغنوصية تشابه يثير التساؤل ويدعم نظريتنا القائلة بأن الغنوصية ليست مجرد حركة ظهرت في زمان ومكان معينين (الشرق الأدنى في القرن الأول الميلادي) وإنما هي رؤية كامنة في داخل الإنسان وتظهر في كثير من الحضارات وتعبِّر عن فشل الإنسان في تجاوز الوثنية والحواس ، كما تعبِّر عن الرغبة في الذوبان في السيولة الكونية الأولية للوصول إلى عالم الواحدية الكونية، حيث لا حدود ولا هوية، ولا أعباء أخلاقية أو نفسية، ولا مسئولية من أي نوع....".
قلت: لماذا ركز المسيري على الجانب الحلولي في تفسير ظهور الحركة السبئية المشبوهة المغرضة مع أنه جانب سطحي؟؟، ولماذا عزل هذه الحركة عن سياق الأحداث؟؟

والتي لا يخفى على أحد ما آلت إليه من فتن وثورة واغتيال لأمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والكثير من القلاقل والاضطرابات في محاولة واعية (وليست عفوية أو كامنة) للتآمر بهدف القضاء على الإسلام والخلافة الإسلامية الراشدة.
ولقد أشار المسيري إلى هذه الثورة إشارة عابرة، ولكن لماذا لم يذكر لنا عن أي ثورة يتحدث؟؟ هل لأنه لو ذكر ذلك ستنهار تفسيراته؟؟ ، وهل كان ذكر تلك الثورة بصورة عابرة ذرّاً للرماد في العيون؟؟،
وهل يمكن تفسير كل تلك الأحداث والثورة فقط بمجرد فكرة حلولية انتشرت عفوياً؟!!
كما أنه لم يركز في دراسته وتفسيره على الجانب المركزي في فكر الحركة وهو ادعاء الوصاية لعلي رضي الله عنه ، ورغم أنه ذكرها، لكن لم يأخذها في الإعتبار في تحليله، بل ركز فقط على الحلولية التي هي مجرد وسيلة لتفسير الوصاية وإعطائها الشرعية وليست هي مقصودة لذاتها، فلماذا ركز عليها؟ أما كلامه عن مصدر تلك الحلولية وأنها ذات أصول يمنية ومنعزلة عن الحلقات التلمودية في فلسطين وبابل، فيتناقض مع حقيقة أن عبد الله بن سبأ قد طاف في البلاد والأمصار ولم يكن فكره الماكر وليد تلك العزلة اليمنية المزعومة.
كما أن رؤيته لا تشير لدوافع الحقد اليهودي والفارسي الساساني على الإسلام بعد انتصاره عليهم، فالقضية في حقيقتها لم تكن مجرد (أنماط حلولية منعزلة عن المراكز والحلقات التلمودية عن فلسطين أو بابل)!!، لأن الأحداث التالية تظهر عمق وتشعب المؤآمرة، وأن هذه الحلولية والتمسّح بعلي وآل البيت (رضي الله عنهم) لم تكن سوى مجرد واجهات وأكاذيب لإخفاء الوجه الحقيقي للمؤآمرة اليهودية الفارسية.

التي أستغرب لماذا أخفقت هذه الموسوعة المتخصصة بشؤون اليهود في كشفها!!.