يقولُ جل في علاه :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .
الآيات في طاعة ( الله ورسوله ) كثيرة وهي تثبتُ الأمر بطاعة الله ورسوله .
ومن هذه الآيات والدلالة على طاعة الله ورسولهِ كثيرة أيها القوم ولنرى بعضها .
يقول الحق تبارك وتعالى :
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون )
ويقولُ الله تبارك وتعالى :
( وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله يحب الصابرين ) والأيات في مثل هذا كثير والأمرُ بطاعة الله ورسولهِ و هذه بدايةُ الكلام في الآية ومعلومٌ عند أهل التفسير والقرآن أن القرآن يفسر بالقرآن وهنا الأمرُ بأن الله تبارك وتعالى ورسولهُ هم ( أوليائنا ) ولم ننتهي فنحنُ نتكلم في شقٍ من الآية المباركة وهو الشق الأول , فالله ورسولهُ أوليائنا أي علينا طاعتهم وهنا الأمرُ صريح .
ويقولُ الله تبارك وتعالى :
( ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )
ويقولُ جل في علاه :
( قل أطيعوا الله ورسوله فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )
ويقولُ الحق تبارك وتعالى :
( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )
وهذا كما هو واضح في الأمر بطاعة الله ورسولهِ والامر بالتمسكِ بطاعتهم .
ويقولُ الله تبارك وتعالى في الكتاب العزيز :
( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما )
ويقولُ جل في علاه :
( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
وقولهِ تعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ )
فالله ورسولهُ أوليائنا كما في الآية الكريمة وقولهِ تعالى ( إنما وليكم ) .
وإنما ولينا ( الله ورسولهِ ) والآيات في طاعة الله ورسولهِ كثيرة وبينا شيئاً منها .
وقد نهى الله جل في علاه في بداية الآية عن ( موالاة الكفار ) .
وأمرَ الله تبارك وتعالى ( بموالاة المؤمنين ) .
ولهذا قال الله في كتابه العزيز ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) .
فقد نهى عن مولاة الكفار وأمرنا بموالاة المؤمنين وهذا اللفظ ( تعميم ) .
لا ( تخصيص ) وهناك رواية تفتكُ بإدعاءات الرافضة أن علياً المراد بالآية .
يقولُ الله تبارك وتعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً ) أمرنا الله تبارك وتعالى أن لا نتخذ ( الكفار ) من دون ( المؤمنين ) ( أولياء ) وهذا قولهُ تعالى ( إنما وليكم الله ورسولهُ والذين آمنوا ) أي أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نعلن الولاء لله ورسوله والمؤمنين , فلا ( تخصيص ) كما زعم الرافضة بل إن الأمر تعميم وعلي بن أبي طالب ( واحد ) من المؤمنين وليس ( كلُ ) المؤمنين فكيف يقول الرافضة أنها نزلت في علي , وقد تبين أعلاه ضعف الإستدلال بهذا الأمر بالروايات , فالأصل في الرواية أن المولاة هي ( لله ورسوله وللمؤمنين ) وهي عقيدة الولاء والبراء الحقة بإذن الله تعالى للطائفة المنصورة وهل أهل السنة والجماعة .
ويقولُ الله تبارك وتعالى :
( لايَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) وهذا القولُ صريح في أمر الله تبارك وتعالى بالتبرء من الكفار وموالاة ( المؤمنين ) وهنا تفسير القرآن الكريم بالقرآن فما بال القوم لا يفقهون من القول حديثاً فالله تبارك وتعالى أمرنا بموالاة المؤمنين , وفي بداية الآية أمرنا بالبراء من الكفار وموالاة المؤمنين , وقوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنهُ منهم ) وهذا بيان صريح على أن من تولى الكفار فإن المصير أنهُ منهم .
ومنها قولهِ تعالى في بداية آية الولاية :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) وهذا مصيرُ من يتولى ( الكفار ) كما قال الله تبارك وتعالى ( فإنهُ منهم ) وهنا النهي عن موالاة الكفار ( دون المؤمنين ) فقد أمر الله تبارك وتعالى بموالاتهم في أكثر من موضع في كتاب الله تبارك وتعالى , فتخصيص قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) في علي هذه دعوى تحتاج لدليل محكم وهذا ما تفتقرون إليه يا قوم .
يقولُ الله تبارك وتعالى :
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فقد أمر الله تبارك وتعالى بموالاة المؤمنين وحرم موالاة الكفار المشركين , فلو عرف كيف يفسرا لقرآن بالقرآن لما وجدنا لملة الرافضة كلمة , بل إن مبانيهم مبنية على التراهات والسخف , وما أضعف حجة القوم دون دليل ولا علمٍ بالأمر .
ثم جاء الأمر من الله تبارك وتعالى بتحريم موالاة ( الكفار ) فقال :
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية } [(22) سورة المجادلة].
وكان الكلامُ على بداية الآية وقوله تعالى :
( إنما وليكم الله ورسولهُ والذين آمنوا )
الأن سنتكلم عن وصفهم:
( الذين يقيمون الصلاة يؤتون الزكاة وهم راكعون )
فقد أخبر الله تبارك وتعالى عن موالاة الله ورسولهِ ثم قال ( المؤمنون ) .
بما وصفهم لله تبارك وتعالى , وماذا يفعلون . ؟
فقد ضل الكثيرون منهم فقالوا ان ( راكعون ) ليس صفة .
قلنا هذه الدعوى الكاذبة تحتاج لدليل صريح فأين الدليل . ؟؟
يتبع بإذن الله