عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-03, 05:05 PM   رقم المشاركة : 9
الهلال الخصيب
عضو نشيط






الهلال الخصيب غير متصل

الهلال الخصيب


غلو الرافظة وغيرهم في تفسير القران - انظر رعاك الله -

مجموع فتاوى ابن تيمية
المجلد الثالث عشر
( 277 من 645 )

إنه لسبب تطرف هؤلاء وضلالهم دخلت الرافضة الإمامية، ثم الفلاسفة، ثم القرامطة وغيرهم فيما هو أبلغ من ذلك، وتفاقم الأمر في الفلاسفة والقرامطة والرافضة، فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي العالم منها عجبه

،فتفسير الرافضة كقولهم‏:‏ ‏{‏تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏ ‏[‏المسد‏:‏1‏]‏ هما أبو بكر وعمر،

و ‏{‏لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏65‏]‏، أي بين أبي بكر وعلى في الخلافة،

و ‏{‏إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏67‏]‏ هي عائشة،

و‏{‏فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ‏}‏‏[‏التوبة‏:‏12‏]‏ طلحة والزبير،

و‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏19‏]‏ على وفاطمة،

و‏{‏اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏22‏]‏ الحسن والحسين،

و‏{‏وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏12‏]‏ فى علي بن أبي طالب،

و‏{‏عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ‏}‏ ‏[‏النبأ‏:‏1، 2‏]‏ علي بن أبي طالب،

و ‏{‏ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏55‏]‏ هو علي‏.‏

ويذكرون الحديث الموضوع بإجماع أهل العلم، وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة،

وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏157‏]‏ نزلت في علي لما أصيب بحمزة‏.‏


ومما يقارب هذا من بعض الوجوه ما يذكره كثير من المفسرين في مثل قوله‏:‏‏{‏الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏17‏]‏ أن الصابرين رسول اللّه، والصادقين أبو بكر، والقانتين عمر، والمنفقين عثمان، والمستغفرين علي،

وفي مثل قوله‏:‏‏{‏مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ‏}‏ أبو بكر ‏{‏أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ‏}‏ عمر‏{‏رُحَمَاء بَيْنَهُمْ‏}‏ عثمان ‏{‏تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏29‏]‏ علي‏.‏


وأعجب من ذلك قول بعضهم ‏{‏وَالتِّينِ‏}‏ أبو بكر ‏{‏وَالزَّيْتُونِ‏}‏ عمر ‏{‏وَطُورِ سِينِينَ‏}‏ عثمان ‏{‏وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ‏}‏ ‏[‏التين‏:‏1-3‏]‏ علي،

وأمثال هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال، فإن هذه الألفاظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص، وقوله تعالى‏:‏‏{‏وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا‏}‏ كل ذلك نعت للذين معه، وهي التي يسميها النحاة خبرًا بعد خبر‏.‏ و‏(‏المقصود هنا‏)‏ أنها كلها صفات لموصوف واحد وهم الذين معه، ولا يجوز أن يكون كل منها مرادًا به شخص واحد، وتتضمن تارة جعل اللفظ المطلق العام منحصرًا في شخص واحد كقوله‏:‏إن قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ‏}‏ أريد بها على وحده،وقول بعضهم‏:‏إن قوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏33‏]‏ أريد بها أبو بكر وحده، وقوله‏:‏ ‏{‏لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏10‏]‏ أريد بها أبو بكر وحده ونحو ذلك‏.


رحمك الله يا ابن تيمية

وجزاك الله خيرا مؤدب