بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و سلم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواتي العزيزات ، أريد جميعكن هنا لنشرح كل منا حكاية حجابه ، ما رأيكن؟
السبب وراء هذا الموضوع هو اني وجدت في بعض المنتديات الإسلامية موضوعاً مشابه لهذا الموضوع و وجدت استجابة طيبة من الأخوات العفيفات المحبات لما كن عليه أمهاتنا أمهات المؤمنين و صحابيات رضي الله عنهن.
لنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً إخواتي العفيفات أنا هنا لا أقصد النقاب الملفت للنظر و قد رأيت للأسف بعض النساء و هن يوسعن فتحة العين و يشدن النقاب على الخدود و
الباقي أنتن أعلم و الله المستعان !
أبدأ بشرح حكايتي و أسأل الله أن يرزقني الإخلاص في ما أكتب و أعوذ بالله من شر ما أعلم و أعوذ بالله من شر ما لا أعلم.
الحقيقة ، كنت و لله الحمد ألبس الحجاب منذ دخولي أول الإعدادية و لكن دون تغطية الوجه لأنها لم تكن من عاداتنا في بلاد فارس.
و عند ما بدأت بقراءة كتب علماء الحرمين الشريفين أمثال بن باز و بن عثيمين رحمهما الله عن فرضية تغطية الوجه ، وجدت نفسي أقتنع شيئاً فشيئاً
الا أني لم أجد في نفسي الشجاعة الكافية الا بعد فترة .
فكنت من قبل أظن بأن المرأة تكون بأمان ان كانت مع الأسرة في البيت و لا بأس ان راها أحد وجهها.
و كنت أظن بان الأستاذ أو الزميل في الجامعة يُعاملوننا في حدود الأدب و الإحترام ولا بأس في التحدث اليهم كاشفات الوجه.
هذه كانت البداية.
و هناك عادة خاطئة عندنا حيث يعتبرون أبناء العم أو الخال أو الخالة و عمة من الأهل و لا بأس بأن تظهر الفتاة أمامهم و السلام عليهم.
حيث من عاداتنا الجمع في مجلس واحد و الأكل معاً مع النساء و بقية الأهل و طبعاً لن تجلس البنت بقرب ابن عمها و لكن يرون البعض.
كنت أحس بعد فترة بأني لا أرتاح عند الجلوس مع الأهل مجتمعة مع الرجال و النساء.
رغم ان نظرتنا لبعض كانت نظرة الأخ لأخته أو نظرة الأخت لأخيها.
و في الجامعة كنت أرى و اسمع الأساتذة يخاطبون الطالبات بعبارات المدح مثل : " اليوم منورة ! ....... قمر ! ......... ما أجمل هذا الثوب عليكٍ ! "
و كنت أقول لنفسي : عند ما تكونين في أي جمع بشكل يومي فلا بد أن تشعري براحة و تتعودين على الناس حتى تبتسمين لأي شخص سلم أو تحدث
اليك خاصة ان كان هو أستاذكِ !
و ان لم تبتسمي لهم لا يتركونكِ الا بتعليقاتهم مثل :
أراكِ حزينة؟!
لماذا زعلانة أم ماذا ؟!
و غيرها كثير ، حيث جعلني أراجع " الحجاب " من الأول و أسأل نفسي:
لماذا يمدح الرجل امرأة؟
و لماذا يصفها؟
و تأكدت بأن وصف المرأة يكون برؤية وجهها أولاً.
و استخرت ربي ليمنحني القدرة على اتخاذ قرار لأن الأهل لم يوافقوا عليه بل زاد والدي ضغطه علي بأنه يرى بأن النقاب ليس من عاداتنا بل من
عادات الوهابية!
و عند ما بدأت بتغطية وجهي ، توقفت عن الظهور أمام رجال العائلة كلهم سواءً من كان بعمر والدي و من كان بعمر أخي الصغير.
و هنا بدأت المشكلة!
فأسمع صوتهم يرتفع في البيت و ينادونني بأن فلان جاء ليسلم عليكِ ، فتعالي!
لم أكن لأسمع أوامرهم و ما كنت أجلس معهم في مجلس واحد فكانوا يجمعون على سفرة واحدة للأكل ، فاذهب لأكل لوحدي !
و الحمد لله شعرت براحة عجيبة.
و كنت ألاحظ بان المرأة عند ما تغطي وجهها ، حتى الذين لا صلة لهم بالدين و الإلتزام يخشون التقرب اليها أو التحدث اليها بحرية و كأنها تخيفهم!
و عند ما تمر امرأة و هي متحجة بحجاب الأمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، الكل يفسح لها الطريق لتمر بسلام دون لمس أو إحتكاك بأي أحد!
سبحان الله !
كأنها" أميرة " تمر بين الناس و الناس و كأنهم " حراس " يُحافظون على سلامتها!
اللهم ثبتنا على العفاف و التقى و اجعلنا أحق بها و أهلها
اللهم اجمعنا بأمهاتنا أمهات المؤمنين رضي الله عنهن و فاطمة و أخواتها رضي الله عنهن و ارزقنا رفقة حبيبنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.