عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-13, 02:42 AM   رقم المشاركة : 1
سني هادىء
عضو نشيط







سني هادىء غير متصل

سني هادىء is on a distinguished road


الرد على الحزبيين في طعنهم على السلفيين في مسألة السمع والطاعة مع انتهاك العرض

الرد على الحزبيين في طعنهم على السلفيين في مسألة السمع والطاعة مع انتهاك العرض




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين



قال الإمام أبو القاسم محمد بن الحسين الآجري رحمه الله ( ت ٣٨٧ هـ ) :



( من أُمِّرَ عليك من عربي أو غيره . أسود أو أبيض أو عَجَميّ ، فأطعه فيما ليس فيه لله معصية ، وإن حرمك حقاً لك ، أو ضربك ظلماً لك ، أو انتهك عرضك ، أو أخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع خارجي يقاتله ، ولا تحرّض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه ) المصدر : كتاب الشريعة ( ١ / ٢٢٤ ) طبعة دار الفضيلة ، الطبعة الثالثة .


وقد أورد الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله قول الآجري رحمه الله في كتابه ( الغوغائية هي الطوفان ) مؤيداً له في الرد على الإخواني حاكم المطيري .


وقال الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله :


( ... ومن الحكام من يكون على خلاف ذلك والعياذ بالله ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، ضرب ظهرك ، وين شرع الله عز وجل فيمن يضرب ظهرك ، ويأخذ مالك ، بل وربما اعتدى على عرضك أيضا ؟! ... ) إلى آخر رده ، المصدر : اللقاء المفتوح بتاريخ ٢٦ / ٨ / ٢٠١٣ م في الدقيقة ٣٤ : ٢١ .



فهم الحزبيون والتكفيريون من قول الإمام الآجري رحمه الله والشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله أن المقصود بـ ( انتهاك العرض ) هو :


الاغتصاب !!


فاتهموا السلفيين بـ ( الدياثة ! ) وأنهم يقولون بأنه لو جاءك الحاكم وأراد اغتصاب أهلك ، فيجب أن تقبل بذلك وتسمع وتطيع له في مسألة ( الاغتصاب ) !


وهذا الفهم سببه أحد أمرين أو كليهما :


١ - الجهل بلغة العرب ومعنى ( انتهاك العرض ) أو ( هتك العرض ) .


٢ - العناد والهوى وبغض السلفيين الذين يخالفونهم في ( أصل السمع والطاعة ) ويلتزمون بالكتاب والسنة منهج السلف وأقوالهم في هذا الباب .


ووجد فيه بعض الحزبيين والتكفيريين متنفساً للتشنيع والسب والشتم في الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله وغيره من المشايخ السلفيين كالشيخ حمد العثمان حفظه الله


وهذا الاعتراض من الحزبيين والتكفيريين يشبه اعتراض القس النصراني الخبيث زكريا بطرس - عامله الله بما يستحق - الذي اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بـ ( الشذوذ الجنسي ) .


وسيأتي بيان هذا فيما بعد بإذن الله تعالى .


والرد على هذا الاعتراض على الإمام الآجري والشيخين فلاح إسماعيل وحمد العثمان من وجوه :


الوجه الأول :

معنى ( العِرْض ) و ( انتهاك العِرْض )


ماذا يعني ( العِرْض ) ؟!

أما العرض فهو ـ كما فى العين ـ :

( واعترض عِرْضي إذا وقع فيه وانتقصه ونحو ذلك ، وعَرَّضْتَ لفلان وبفلان : إذا قلت قَوْلاً وأنت تعيبه بذلك
وعِرْض الرجل : حَسَبه ، ويُقَالُ : لا تعرض عرض فلان ، أيْ : لا تذكره بسوء ) .


وفى لسان العرب ( 7 / 165 ) :

(وعِرْضُ الرجل حَسَبُه ، ويقال : فلان كريم العِرْضِ ، أِي كريم الحسَب , وأَعْراضُ الناس : أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم ، وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً ) .


فـ ( العِرْض ) هو : الحسب .


وليس المقصود منه : الزوجة والأهل ، كما هو شائع عند العامة .


ماذا يعني ( انتهاك العرض ) ؟!


في لسان العرب :


( والنَّهْك : المبالغة في كل شيء ، والنّاهِك والنَّهِيكُ المبالِغ في جميع الأَشياء ، قال الأَصمعي : النَّهْك أَن تبالغ في العمل ، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل : انْتَهَكَ عِرْضَه) .

وفى العامي الفصيح من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( 24 / 15 ) :

(( نَهَكَ : انتهكَ عِرْضَ فلان : بالغ في شَتْمِهِ ، وانتهك حُرْمَتَه : تناولها بما لا يحلُّ ) . أهـ
فـ ( انتهاك العرض ) : هو الشتم والمبالغة فيه ، وليس ( الاغتصاب ) ، كما هو شائع عند العامة .
الوجه الثاني :
شواهد من كلام أهل العلم رحمهم الله في بيان أن ( هتك العرض ) هو : السب والشتم ، وليس ( الاغتصاب ) :
١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ت ٧٢٨ هـ ) :
( وأما انتهاك عرض الرسول ، فإنه يوجب القتل ) المصدر : الصارم المسلول ( ٣ / ٩٠٢ ) .


فهل يقصد شيخ الإسلام من انتهاك العرض : الاغتصاب ؟!


٢ - قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله :

( وأما اللِّعان ، فالزوج هو الذي قذفها وعرَّضها للِّعان وهتك عرضها ورماها بالعظيمة وفضحها عند قومها وأهلها ، ولهذا يجب عليه الحد إذا لم يلاعن ... ) المصدر : زاد المعاد ( 5 / 339 ) .

فهل يُقال أن الزوج اغتصب زوجته بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!

٣ - قال محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله شارحاً حديث ( ليُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرضَهُ وعُقُوبَتَهُ ) :

( [ عرضه وعقوبته ] : والمعنى : إذا مَطَلَ الغني عن قضاء دَيْنِهِ يحل للدائن أن يغلِّظ القول عليه ويشدد في هتك عرضه وحُرمته ... ) المصدر : عون المعبود ( ٨ / ١٢٢ ) .

فهل يُقال بأن السنة تأمر بـ ( الاغتصاب ) بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!

٤ - قال المناوي رحمه الله تحت شرح حديث ( إنَّكَ إن اتبعتَ عَوراتِ المسلمينَ أفسدْتَهُمْ ، أو كِدْتَ تُفْسِدُهُمْ ) :

( [ أو كدتَ ] أي : قاربت أن [ تفسدهم ] لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة أو لحصول تهمة لا أصل لها أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم ) المصدر : فيض القدير ( ١ / ٧١٤ ) .

الوجه الثالث :


قد أورد النصراني النجس زكريا بطرس قول النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سفيان رضي الله عنه :


( أما ابن عمي ، فَهَتَكَ عِرضي ) رواه البيهقي والطبراني في المعجم الكبير والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .


وهذا الكلام مقتبس من حديث طويل صحيح في قصة فتح مكة .


وصحح هذا الحديث : الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة في المجلد السابع ، القسم الثاني ، ص ١٠٢٣ ، برقم ٣٣٤١ .


فهل المقصود في الحديث هو ( الاغتصاب ) ؟!


عياذاً بالله أن يكون المقصود ذلك ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم !


ولكن القس ( القبطي ) النصراني الأحمق الخبيث أراد هذا المعنى لحمقه في معرفة لغة العرب !


ولكن المعاند صاحب الهوى الطاعن في السلفيين ظلماً وبهتاناً يلزمه أن يقول بهذا المعنى .


ومن اعتقد هذا المعنى في هذا الحديث فهو كافر ، لا شك في كفره وكفر من لم يكفره .


فأين تذهبون ؟!


وقد يقول قائل :


هذا الحديث ضعيف ، والألباني أخطأ في تصحيح الحديث .


سواءً كان عنده حجة في تضعيفه أو لم يكن عنده حجة .


فنقول :


هذا الحديث استدل به شيخ الإسلام في الصارم المسلول ، وهذا تصحيحٌ له عنده ، وقد وافق الذهبي تصحيح الحاكم لهذا الحديث .

فالحديث صححه جمع من أهل العلم ، وهو حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .


وإليك بيان معنى الحديث عند أهل العلم بأن ( هتك العرض ) هو ( الهجاء والإيذاء بالسب ) :


قال الحافظ ابن حجر في الاصابة :

( وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ويهجوه ويؤذي المسلمين قبل إسلامه ) أهـ

وقال ابن الأثير في اسد الغابة :

( وكان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أهـ

وقال ابن الأثير :

( وروي أن الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشركي قريش : أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبعرى وعمرو بن العاص - قبل اسلامه - ... ) أهـ


فهذه أقوال أهل العلم بالحديث والسير تُضاف إلى ما سبق من كلام أهل العلم بلغة العرب في بيان معنى ( هتك العرض ) بأنه ( السب والشتم والهجاء ) .


الوجه الرابع :


توضيح الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله لكلامه :


قال الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله بعد كلامه السابق :


( ... وإلا فالأصل : من اعتدى على مالك ، على عرضك ، عليك ، على نفسك ، على أهلك ، من اعتدى ، الأصل : أنك تذب عن نفسك ، من قُتِلَ دون ماله ، فهو شهيد ) المصدر : اللقاء المفتوح بتاريخ ٢٦ / ٨ / ٢٠١٣ م في الدقيقة ٤٣ : ٢٣ .



وفي هذا النص دليل على أن الشيخ يفرّق بين ( الاعتداء على العرض ) وهو : السب والطعن ، وبين ( الاعتداء على الأهل ) .


ثم قال الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله بعد الكلام السابق مباشرةً :


( إذن لماذا نسمع ونطيع ؟! وقايةً ، يمكن يأخذ مالك اليوم ، الذي بجيبك ، إن عارضتَ وعاندتَ يأخذ مالك اللي قدامك واللي وراك كله ، ففيه باب وقاية ، فيه باب مجانبة ، فيه باب كف الشر الأعظم بالوقوع في الشر الأصغر ، هذي كلها أبواب شرعية ) .


وهذا هو بعينه كلام الإمام الآجري رحمه الله الذي قال بعد كلامه عن الاعتداء على المال والعرض والنفس بالضرب :


( ... فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك لتقاتله ، ولا تخرج مع خارجيٍّ يقاتله ، ولا تحرِّض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه ) .


فمن طعن في الشيخ فلاح إسماعيل فإنه يلزمه الطعن في الإمام الآجري ، فيكون بذلك قد طعن في السلف الذين ينتسب إليهم !


وقد يقول قائل :


هذا تناقض ! ، أنتم تقولون : السمع والطاعة للحاكم الظالم ، ولكن إن اعتدى على المال والعرض والأهل ، فيجوز لك مقاومته ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ثم تقول : لا تعارض ولا تعاند ، لأنه خروج .


أليست المقاومة للحاكم الظالم في الأخذ من مالك وانتهاك عرضك والاعتداء على أهلك خروجاً على الحاكم ؟!


فالجواب :


أنه ليس خروجاً ، وهذا هو الخلط الحاصل عند الحزبيين والتكفيريين .


فهم لا يفرّقون بين ( الدفاع عن المال والعرض والأهل ) و ( الخروج بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات والتحريض والخروج المسلح ) .


فيتوهمون أن هذا تناقضاً !


لا يلزم من الدفاع عن المال والعرض والأهل أن يقوم الشخص بمظاهرات أو اعتصامات أو الخروج المسلح على الحاكم أو التحريض عليه ، بل يدافع الشخص عن حقه .


ولكن لو أخذها الحاكم غصباً ، فإنه يصبر ويسمع ويطيع ، ولا يحرض على الخروج على الحاكم دفعاً للمفاسد العظيمة الناتجة عن الخروج التي أعظم من مفسدة أخذ ماله الخاص أو الاعتداء على عرضه أو أهله .


فإن ضرر الحاكم سيتعدى هذا الشخص إلى باقي الأمة ، فيهدم البيوت ويسلب الأموال ويقتل الأنفس وينتهك الأعراض ويغتصب أعوانه وزبانيته النساء ، والواقع يشهد بذلك .

الخلاصة :

أن كلام الإمام الآجري رحمه الله وكلام الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله هو كلام صحيح لا غبار عليه ولا مطعن فيه ، لأنه موافق للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح رحمهم الله .

ومن طعن فيه ، فإنما طعنه جاء من باب جهله باللغة ، وقد يجتمع مع ذلك أمرٌ آخر :

وهو العداء لأصل السمع والطاعة الذي ذكره الإمام الآجري في كتاب ( الشريعة ) وبوّب له أبواباً عديدة ، وهذا العداء والخصومة إنما هو لدعوة السلف الصالح ومنهجهم .

وكذا :

العداء لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور فلاح إسماعيل مندكار وفضيلة الشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان حفظهما الله .

لأنهما سارا على ما سار عليه الإمام الآجري وغيره من السلف الصالح من السمع والطاعة لولاة الأمور والحث على الصبر على ظلمهم اتباعاً لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .








مرسلة بواسطة عبد الله السلفي

http://www.alslafiah.com/2013/08/blog-post_8757.html






التوقيع :

طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...65#post1714265
من مواضيعي في المنتدى
»» حقيقة غائبة : لماذا تتخبط الأمّة اليوم ؟ - الشيخ خالد الغفيلي
»» موقف الدعوة الإصلاحية من التكفير/ الدكتور عبد العزيز بن محمد السعيد
»» Knowledge (Emotional) | Shaykh Saalih ibn Abd-Allaah ibn Fawzaan al-Fawzaan
»» الشيخ سالم الطويل يرد على من يقولون بأن السعودية سوف تحتل دول الخليج
»» The Dangers of Smart Phones and Social (خطر الأجهزة الذكية) - Shaykh Salih Al-Fawzan