عرض مشاركة واحدة
قديم 27-08-13, 09:41 PM   رقم المشاركة : 3
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


ثانياً : مسألة إضطراب أبي إسحاق رحمه الله تعالى , وإجابة الرافضي .

سبق وأن قلنا في البداية أن الحديث إضطرب في روايتهِ أبي إسحاق السبيعي رحمه الله تعالى , وهو مدلس وقد عنعن الحديث وهذه علة لا يمكن الإستهانة بها البتة لعدم ثبوت السماع ممن حدث عنهُ [ أبي إسحاق السبيعي ] فمثل هذا الأمر لا يمكن إنكارهُ ونقول بعد أن ذكرنا الرواية والإسناد كما تبين في الحديث السابق أن الإضطراب في الحديث واضح , وإن متن الرواية كما أشرنا لا يثبت أن هذا فيه دليل على جواز التوسل بذوات الأموات , وأن هذا من عادات العرب فتعس الرافضي ما أضلهُ وأجهل حالهُ

فاتفق سفيان وزهير، وخالف شعبة وإسرائيل وأبو بكر.. وهذه العلة كافية وحدها لنسف القصة لاضطرابها، فإن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط في أخرة فأصبح لا يميز.. وهذه العلة وحدها كافية في إسقاط هذا الخبر.

ولا يمكن أن نقدم ونرجح طريقٌ على طريق والحالة هذه إطلاقاً.. فإذا كان قدما أصحابه وأوثقهم قد اختلفوا في التعيين = فمن باب أولى اختلاف من هم دونهم ممن روى عنه هذا الخبر.. وقد قلت قبلُ: وهذه العلة وحدها كافيةٌ في نسف وإسقاط هذا الخبر.

أما طريق الهيثم بن حنش .. فقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة قال ( حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق .. به ) . وهذا علتهُ واضحة ولا أدري كيف جعل الرافضي هذا الخبر خارج عن أن أبي إسحاق إضطرب في هذا الحديث

قال الرافضي : [ والطريق إلى أبي إسحاق لم يصح حتى يقال أن الإضطراب منه .. فإن محمد بن مصعب ضعيف و البرذعي لا أدري من هو .. فالخلل ليس من السبيعي ] .

قلتُ : وهذا جهل صريح فإن كان البرذعي ضعيف فتدليس أبي إسحاق السبيعي علة لا يمكن أن يغفلها طالب علم لأن هذا واضح جلي والأصح في هذا الخبر وإن سلمنا جدلاً ان هذا لا يمكن أن يكون علة بتدليس أبي إسحاق السبيعي فالحديث مضطرب ويعل الخبر بالإضطراب فهذا مضطرب ولا أعرف كيف يقول الرافضي ما يقول ... !!!

عنعنة إسحاق وتدليسه.. ففي جميع الطرق كلها لم يصرح بالتحديث في شيء منها إطلاقاً.. وهذه علة أخرى لا يستهان بها في رد هذا الخبر ونسفه.. فإن السبيعي رحمه الله قد أكثر من الرواية عن أناس لا يعرفون، ومنهم من هو ضعيف قد تفرد بالرواية عنهم , أما محمد بن مصعب فضعيف [ منكر الحديث، كثير الغلط، وكان مغفلا، قد ضعفه جماعة من الأئمة، ومشاه آخرون بشرط الموافقة لمن هو أوثق منه ] , فهذا الطريق لا يصلح بل هالك , وناهيك أن تدليس أبي إسحاق السبيعي يأخذ بعين الإعتبار وكان قد إختلط رحمه الله تعالى في آخر عمرهِ فوقع بالإضطراب في التحديث ..


"
وهذا في الأدب المفرد قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الأدب المفرد (1/127 ) : " 128= باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله – 437 48/964- (ضعيف)عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد!" " فقد ضعفه الإمام الألباني وضعفهُ غير واحد من العلماء .

[ الهيثم بن حنش ] : مجهولٌ لا يعرف.. وليس من أهل الرواية والتحديث. فالهيثم في كل طرق الحديث لا يعرف من هو فالخبر فيه ضعفاء , ناهيك عن جهالة الرجل , وإن كان في محمد بن مصعب ضعف فإن إضطراب أبي إسحاق السبيعي علة كذلك لا يمكن الإستهانة بها لمن عرف بالإشتغال بهذا الفن العظيم وهذا العلم أيها الرافضة الملحدين .


أما طريق أبو شعبة
.. فرواه أبو أحمد الحاكم و ابن السني من طريق ( أبو بكر بن عياش عن إبي إسحاق .. به ) . قلنا قبل ذلك أن إضطراب أبي إسحاق السبيعي في كل طرق الحديث " إضطرب " وطريقة الرافضي في الرد على قول أهل الحديث بإضطراب أبي إسحاق السبيعي في الحديث غريبة ومن العجائب فإن دل هذا على شيء فيدل على أن الرجل لا صلة لهُ بعلم الحديث ولا بأهل الحديث لا من قريب ولا من بعيد.

[أبو بكر بن عياش]: متكلمٌ فيه.. وكان كثير الخطأ، وقد اختلط في أخرة، وإذا روى عنه الضعفاء والمجاهيل فليس حديثه بشيء؛ وهنا الراوي عنه هو: [محمود بن خداش]: مجهولٌ لا يعرف حاله ولا عينه , فالمحصلة أن هذا الخبر لا يمكنُ الإعتماد عليه لأن أبي بكر بن عياش ضعيف الحديث , كذلك وإضطراب أبي إسحاق السبيعي فلا يمكنُ كسر هذه القاعدة أو هذا القول حول إضطراب أبي إسحاق السبيعي بالكلام حول أبو بكر بن عياش , ناهيك عن كون الحديث فيه أكثر من علة هذا وارد لا شك فيه .

قال ابن طهمان في سؤالاته ( سئل يحيى عن حديث رواه أبو بكر بن عياش فلم يلتفت إليه ، قال : لم يروه شعبة ولا سفيان ، لو رووه كان أبو بكر صدوقا ) ص34
<b>

على أن أحمد قد نص أن ابن عياش يضطرب في حديث السبيعي .. قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ج2-ص103 ( حدثني الفضل قال : قال أبو عبد الله : أبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء الصغار فأما حديثه عن أولئك الكبار وما أقربه عن أبي حصين وعاصم وأنه ليضطرب عن أبي إسحق أو نحو ذا. ثم قال: ليس هو مثل زائدة وزهير وسفيان، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ ) فما أستغربهُ أن الرافضي نقل ما يثبت جهلهُ , فإن كان أبي بكر بن عباش يضطرب في حديث أبي إسحاق السبيعي , وإضطرب أبي إسحاق السبيعي عند إختلاطهِ في الحديث فلا يعرف ما يحدث بهِ , ولا يعرف متى كان سماع إبن عياش من أبي إسحاق السبيعي , وفي كلام الذي نقلتهُ عن يعقوب بن سفيان قرينة على أن الرجل حدث بحديث أبي إسحاق في إضطرابهِ
</b>
أما رواية ابن عباس رضي الله عنهما؛ فهي وحدها آفة من الآفات، وعجيبة من العجائب، فهي من طريق الوضاع الكذاب الهالك المجمع على تركه [غياث بن إبراهيم النخعي].. ناهيك عن عدم حبكه لسند ومتن الخبر؛ ففيه من الركاكة ما يبصرها الأعشى.وقد ذكر ابن علان احتمالاً بعيداً جداً في محاولة الجمع بين الوجهين وأن المبهم هنا هو المصرح به هناك، والمبهم هناك هو المصرح به هنا؛ وأنهما قصة واحدة.. وهذا غير صحيح؛ فإن كان = فهو دليلٌ آخر على سقوط هذا الخبر وتهافته.

أما طريق عبد الرحمن بن سعد
.. فقد رواه ابن سعد في الطبقات ( حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان و زهير بن معاوية عن أبي إسحاق .. به ) . قلتُ : وهذا في إضطراب أبي إسحاق جلي وواضح , فإن أبي إسحاق قد حدث بالحديث بعد الإختلاط , ولا يعرف إن كان حدث بهِ وهو يخلط الحديث .. ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبى شعبة ( أو أبي سعيد ) وتارة عن عبد الرحمن بن سعد . وهذا اضطراب يرد به الحديث. بل رماه الجوزجاني بالتشيع من رؤوس محدثي الكوفة ، وعن معن قال " أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق يعني للتدليس ، وروى عن أناس لم يعرفوا عند أهل العلم إلا ما حكى هو عنهم . فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقف أولى " تهذيب التهذيب 8 / 66 .
فقد أثبت الحافظ ابن حجر اختلاط أبى إسحاق السبيعي كما في التقريب وبرهان الدين الحلبي في رسالته الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط تقريب التهذيب ( 639 ) وانظر مقدمة فتح الباري ص 431 والاغتباط ص 87 ترجمة رقم ( 85 ) ط : دار الكتاب العربي أثبت ابن الكيال اختلاطه في كتابه الذي أسماه " الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقاة " الكواكب النيرات ص 84 ط : دار الكتب العلمية .

وأثبت
اختلاطه الحافظ ابن الصلاح ، حكاه عنه ابن الكيال حكى الجوزجاني أنه واحد ممن لا يحمد الناس مذاهبهم أحوال الرجال 79 ( 102 (أن الرواية التي جاءت من غير يا النداء أصح من هذه التي ورد فيها عدةعلل أهمها الجهاله والاضطراب ، وفيها من اختلف في توثيقه كالسبيعي ، فإننا لو سلمنافي توثيقه فلن نسلم في تصحيح سند تضمن الجهالة والاضطراب. فإضطراب أبي إسحاق السبيعي واضح جلي لا ينكر فتأمل.


قال علي بن المديني : شعبة أحفظ للمشايخ ، وسفيان أحفظ للأبو اب .
قال أبو داود : قال لي شعبة : في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير ، والله لا حدثت عنه . قال القطان : كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان . وأستغرب حقيقة من نقل الرافضي في ترجمة شعبة رحمه الله تعالى القليل , والإمام أمير المؤمنين في الحديث والرجال شعبه رحمه الله تعالى لا يخفى قدره ومكانته العلمية , وهو أكبرُ من أن يتكلم عليه جاهل في علم الحديث والله تعالى المستعان , نسأل الله العافية .






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» الزوجة من أهل البيت كما يقول الكافي ( يمنع دخول نساء السنة العفيفات )
»» القول المختار في ضعف روايات أحب الناس لرسول الله فاطمة الزهراء وزوجها
»» " الإباضية " وأصل عقيدة [ خلق القرآن ] ..!!
»» حديث صلاة أسامة بن زيد عند قبر النبي " في الميزان "
»» حديث وعلي سيد العرب في الميزان