السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل الاشبيلي :
.......................... هدية العيد للروافض الامام جعفر الصادق يعلم 70 الف لغة
الجواب :
........... أنا لا أريد أن أتكلم عن الحديث و عن صحته أو عدم صحته ، لأن الموضوع حسب العنوان هو عن معرفة الإمام بهذا العدد الكبير من اللغات و هو الموجود في هذا الشطر من الحديث :
[ وفي كل مدينة سبعون ألف لسان مختلفات اللغات، وأنا أعرف جميع تلك اللغات، وما فيهما ، وما بينهما، وكذلك كان آبائي، وكذا يكون أبنائي ] .
فأقول و الله المستعان :
............. 1 – الحديث يتكلم عن سبعون ألف لسان ، و اللسان يعني اللغة أو المنطق و هو يشمل الإنسان و غير الإنسان قال تعالى { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }
يعني أن الله تعالى قد انطق كل شيء و ليس فقط الإنسان أو الجان أو الحيوان ، بل حتى الذي نسميه جمادا فإن الله قد جعل له منطقا كما قال تعالى { الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }.
............. 2 – في لغة العرب كلمة " سبعون " تستعمل للكثرة قال تعالى { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } فهذا لا يعني العدد سبعين و إنما الكثرة . و نحن أيضاً نقول مثلاً : لقد حذرته مائة مرة ، و هذا فقط للكثرة .
............. 3 – يوجد فرق يمييز الشيعة عن بقية فرق المسلمين و هو اعتقادهم بأن الإمام مثل النبي لا يختاره الناس ، بل أن الله تعالى هو الذي يختاره و يصطفيه من بين الناس ، فلا يختار الله كل أحد بل يختار أصحاب النفوس الكبيرة و الأخلاق العالية ، و من أهم الصفات التي يتمييز بها النبي أو الإمام هي صفة الصبر و صفة اليقين قال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }
إذاً الاختيار تم لماذا ، الجواب { لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }.
............. 4 – النتيجة ، فإذا كان الله تعالى هو الذي يختار الإمام ، فإنه تعالى لا يتركه طرفة عين بل يزوده بروح القدس التي لا تفارقه طرفة عين ، و عن طريق هذه الروح يزوده الله بكل ما يريد .
فالإمام مثل النبي يعرف منطق كل البشر و منطق كل مخلوق آخر قال تعالى { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }
فليس فقط منطق الطير بل { وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ } فكل شيء يعرفه النبي يعرفه الإمام إذا كان الإمام خليفة لنبي ، فكل شيء يجمعه الله في الإمام قال تعالى { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } و المبين هو الذي عنده القدرة على التبيين .
في الميزان في تفسير القرآن تحت البحث الروائي :
و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: « و كل شيء أحصيناه في إمام مبين » أي في كتاب مبين و هو محكم، و ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا و الله الإمام المبين أبين الحق من الباطل ورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).