وروى عمدتهم في الجرح والتعديل (أبو عمرو الكشي) بسنده عن الإمام الصادق قال : (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع) ( ) .
وكانت مصيبة جعفر - كما تقول كتب الشيعة - أن (اكتنفه قوم جهال يدخلون عليه , ويخرجون من عنده , ويقولون : حدثنا جعفر بن مُحَمّد , ويحدثون بأحاديث كلها منكرات , كذب , موضوعة على جعفر يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم) ( ) (وكانوا يستقبلون بعض الوفود القادمة من أصقاع العالم الإسلامي, ويأكلون أموالهم باسم الأئمة , ويقدمون لهم تواقيع مزورة باستلامهم, ويحدثون عنهم بما لم يقولوا) ( ) .
(وإذا كذّب الأئمة أقوالهم قالوا : أن هذا التكذيب منهم تقية) ( ) .
واستمع إلى شريك بن عبدالله القاضي (ت177 أو 178ه) يصف الأقوام الذين التصقوا بجعفر, وادعوا الرواية عنه ـ كما تنقل ذلك كتب الشيعة نفسها ـ (قال أبو عمرو الكشي : قال يحيى بن عبدالحميد الحمّاني - في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين رضي الله عنه ـ : قلت لشريك إن أقواماً يزعمون أن جعفر بن مُحَمّد ضعيف الحديث ، فقال : أخبرك القصة ، كان جعفر بن مُحَمّد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه , ويخرجون من عنده , ويقولون : حدثنا جعفر بن مُحَمّد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ، يستأكلون الناس بذلك ، ويأخذون منهم الدراهم ، كانوا يأتون من ذلك بكل منكر ، فسمعت العوام بذلك فمنهم من هلك , ومنهم من أنكر)
( ) المصدر السابق 4/366 .
( ) المصدر السابق 4/391 , بحار الأنوار 25/302 .
( ) التحفة الاثنا عشرية (مخطوط) ورقه 92 .
( ) انظر ميزان الاعتدال ترجمة زرارة 2/69 .