عواقب التعاون مع أهل البدع في المعارك
الخوارج ما زال ديدنهم على مر العصور والدهور هو تكفير مخالفيهم ومحاولة البطش بهم متى ما سنحت الفرصة لهم , ومن ذلك ما قاله الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (15\152-153) في غدرأبو زيد مخلد بن كيداد البربري الخارجي بأهل القيروان الذين خرجوا في مناصرته لحربه للعبيديين الروافض –بعد أن تيقن من نصره - : "ذكر القاضي عبد الجبار المتكلم، أن القائم {العبيدي الرافضي} أظهر سب الانبياء , وكان مناديه يصيح: العنوا الغار وما حوى , وأباد عدة من العلماء.
وكان يراسل قرامطة البحرين، ويأمرهم بإحراق المساجد والمصاحف.
فتجمعت الاباضية والبربر على مخلد، وأقبل، وكان ناسكا قصير الدلق ، يركب حمارا ، لكنهم خوارج، وقام معه خلق من السنة والصلحاء، وكاد أن يتملك العالم >
وركزت بنودهم عند جامع القيروان فيها: لا إله إلا الله، لا حكم إلا لله.
وبندان أصفران فيهما: نصر من الله وفتح قريب.
وبند لمخلد فيه: اللهم انصر وليك على من سب نبيك .
وخطبهم أحمد بن أبي الوليد , فحض على الجهاد، ثم ساروا، ونازلوا المهدية.
ولما التقوا وأيقن مخلد بالنصر، تحركت نفسه الخارجية، وقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان، حتى ينال منهم عدوهم، ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسة وثمانون نفسا من العلماء والزهاد" إ.هـ .