واحتل على مال اليتيم فإنه == رزق هني من ضعيف الحالِ
لا سوطه تخشى ولا من سيفه == والقول قولك في نفاد المالِ
واحتل على أكل الوقوف فإنها == مثل السوائب ربة الإهمالِ
فأبو حنيفة عنده هي باطل == في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه == هلكوا فخذ منه بلا مكيال
وإذا تصح بحكم قاض عادل == فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا == مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا == فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق == العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا == وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه == ناسٍ لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال : ذكرتها == يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم : أخوض النار في == نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض == للمنكبين أجر بالأغلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم == ما قد سمعت فلا تَفُهْ بمقال
ماذا تقول لمن يقول : حكمتُ أنت == فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي == قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول : قط فتعارضا == ويكون قول الجلد ذا إعمال