نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم == نبذ المسافر فضلة الأكالِ
جعلوا السماع مطية لهواهم == وغلوا فقالوا فيه كل محالِ
هو طاعة هو قربة هو == سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلالِ
شيخ قديم صادهم بتحيل == حتى أجابوا دعوة المحتالِ
هجروا له القرآن والأخبار == والآثار إذ شهدت لهم بضلالِ
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى == من أوجه سبع لهم بتوالِ
تالله ما ظفر العدو بمثلها == من مثلهم واخيبةَ الآمالِ
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها == فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
فإذا بهم وسط العرين ممزقي == الأثواب والأديان والأحوالِ
لا يسمعون سوى الذي يهوونه == شغلا به عن سائر الأشغالِ
ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا == عنها وسار القوم ذات شمالِ
خروا على القرآن عند سماعه == صما وعميانا ذوي إهمالِ
وإذا تلا القارى عليهم سورة == فأطالها عدوه في الأثقالِ
ويقول قائلهم : أطلت وليس ذا == عشر فخفف أنت ذو إملالِ
هذا وكم لغو وكم صخب وكم == ضحك بلا أدب ولا إجمالِ
حتى إذا قام السماع لديهم == خشعت له الأصوات بالإجلالِ
وامتدت الأعناق تسمع وحيَ == ذاك الشيخ من مترنم قوالِ
وتحركت تلك الرءوس وهزها == طرب وأشواق لنيل وصالِ
فهنا لك الأشواق والأشجان == والأحوال لا أهلا بذي الأحوالِ
تالله لو كانوا صحاة أبصروا == ماذا دهاهم من قبيح فعالِ
لكنما سكر السماع أشد == من سكر المدام وذا بلا إشكالِ
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ مرة ==
نالت من الخسران كل منالِ