عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-11, 11:35 AM   رقم المشاركة : 1
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


Lightbulb إيران الخاسرة.... والقطيف !!

أبو لـُجين إبراهيم

إيران الخاسرة.... والقطيف (1ـ2)





خسارة إيران في الربيع العربي :

إذا كان الربيع العربي قد عصف بحكام وقضّ مضاجع آخرين ولا يزال .. فإن ثمة ربيعا آخر في حالة سُبات تعيشه الدولة الجعفرية الإثناعشرية : إيران!

في الحقيقة لقد دقّت نواقيس ربيعها قبل فصل الربيع بفترة طويلة .. وتحديدا عند الانتخابات الرئاسية التي شهدت انتفاضة جماهيرية عارمة ثار فيها الإيرانيون ضد النظام وملاليه وضد نجاد وخامنئي بل والخميني في قبره أيضا!! ومقارنة بتلك الانتفاضة فإن شرارة ميدان التحرير الأولى لم تصل لربع ما عرفته شوارع طهران آنذاك .. لكن عصا البطش التي حملها الباسيج الإيراني وكل قوى الأمن ـ وشهد عليها العالم ـ قمعت الاحتجاجات وفرضت على إيران فترة رئاسية أخرى لنجاد قد تبقى جاثمة على صدره دورة إضافية .. إن لم تتغير موازين القوى في الداخل الإيراني!

ما يجري في إيران ، وما سيجري ، ليس هو ما سأتحدث عنه في هذا المقال وإنما جعلت هذا المشهد مدخلا للتذكير بأن إيران ليست أبدا بمنأى عن ثورة شعبية قد تنفجر في أي لحظة ! ليكن هذا المدخل مقدّمة لتوصيف مشهد الخسارة الإيرانية في الربيع العربي .. وكيف سيؤدي بها ذلك إلى محاولة خلط الأوراق بتوظيف عملائها هنا في القطيف ـ شرق السعودية ـ أو في أي مكان آخر في الخليج العربي.

ومقارنة بكل من تحتمل في حقه الخسارة فيما يجري في العالم العربي هذه الأيام تُعدّ إيران الخاسر الأول ، نعم لقد هدّد الربيع العربي المصالح الأمريكية والإسرائيلية على السواء .. وأنظمة كان لها تحالفات استراتيجية مع هذا النظام أو ذاك .. لكن مع ذلك لا تزال صورة التهديد ضبابية ما لم يستتب الوضع نهائيا على صورة يمكن من خلالها تقييم الخسائر .. أما بالنسبة لإيران فالخسارة التي مُنيت بها تتسم بالشمول على كل صعيد وهو ما لم يحدث لأي خاسر آخر !.

فعلى الصعيد الداخلي هناك ربيع إيراني والذي يمثّله التيار الإصلاحي بكل أطيافه بمن فيهم رؤساء سابقين .. وعلى الصعيد الدولي هناك عقوبات اقتصادية تُفرض .. و وضع سياسي متأزم .. وطبول حرب تُدق بوتيرة متزايدة يوما بعد يوم .. وعلى الصعيد الإقليمي هناك أنظمة تربطها علاقة استراتيجية بإيران والمقصود هنا سوريا أصبحت في مهبّ ريح الربيع العربي!


وللخروج من هذه الخسارة أو على الأقلّ التخفيف من ويلاتها .. قامت طهران بإنجاز وعيدها في البحرين مستغلّة أجواء الربيع الهائجة .. لكن العبور الكبير لدرع الجزيرة وأد الفتنة في مهدها وانقلب السحر على الساحر فأصبحت إيران والحالة هذه في غاية الخسارة !.

هذا الوضع الذي أصبحت عليه إيران جعلها في حالة تخبّط سياسي غير مسبوق وهي الدولة التي كانت طيلة أعوام تطمح لتحقيق خططها للسيطرة على العالم العربي بمشروعها الشيعي (تصدير الثورة) .. حتى أقضّت مضاجع علماء السنّة فتنادوا للتحذير من خطر المدّ الشيعي لا سيما بُعيد حرب حزب الله ـ إسرائيل سنة 2006 م .

لطالما كانت البحرين المنطقة الرخوة التي تتصارع فيها إيران و السعودية ، مثل لبنان ! لكن هذه المرة خسرت إيران أمام الدبلوماسية السعودية في أكثر من منطقة وعلى أكثر من صعيد .. ففي البحرين نجحت السعودية في حسم الصراع وأعادت الأمور إلى نصابها فخسرت إيران! وفي سوريا استطاعت أن توظّف دبلوماسيتها في حصار النظام العلوي والتمهيد بذلك تلقائيا لسقوطه فخسرت إيران أيضا المعركة ! ودوليا جعلت من قضية مؤامرة اغتيال الجبير ورقة تُدين السلوك السياسي الإيراني وهو ما زاد من عزلتها !

هذا الوضع البائس الذي تعيشه إيران على مستوى سياستها الخارجية هو ما جعلها تختار اللعب بورقتها الأخيرة في السعودية ! بتحريض عملائها على إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في جرأة غير مسبوقة ، لا سيما وهي تعتقد أن الحرب إن وقعت ضدها من قبل الغرب فإن السعودية منذ البداية كانت شديدة الحرص على وقوعها إذا صحّ ما أظهرته وثائق ويكيليكس .

ومن عادة إيران بحسب الاستقراء التاريخي ـ ألاّ تستعمل عملاءها من أفراد الطائفة الشيعية إلا في ثلاث حالات فقط وهي :

أولا : تنفيذ مشروعها التوسعي (تصدير الثورة)

الثاني : تصفية حسابات .. كما هو الحال في (تفجيرات الخُبر على يد حزب الله الحجاز)

الثالث : كورقة ضغط وقت الشدة.

وفي هذا التوقيت لإيران الخاسرة حسابات .. وهي كذلك تمرُّ بأيام عصيبة لم تر أشد من شدتها من قبل!

فما الذي يربطها بشيعة القطيف والشرقية .. وكيف نقرأ أحداث العوّامية والقطيف في هذا المناخ والسياق؟

يتبع الجزء الثاني .







التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» أقوى خطبة عن الجهاد في سوريا ومن داخل سوريا
»» تعلم الفوتوشوب بالصوت والصورة من البداية حتى الإحتراف بعون الله
»» فيلم ( مجزرة القبير جرحٌ جديد ) مؤسسة الوليد
»» حوار ابوالوليد مع شيعي .. حول ( الخمس ) !
»» قراءة هادئة في أحداث العامية ( إنتاج بسيط جد) ارجو ان ينال اعجابكم