عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-09, 03:46 AM   رقم المشاركة : 5
الراضي
موقوف لتطاوله على المشرفين والأعضاء






الراضي غير متصل

الراضي is on a distinguished road


السلام عليكم :

في بكاء النبي صلى الله عليه واله وسلم على الحسين عليه السلام
وأن البكاء والرقة من شأن المعصوم

العجب كل العجب ممن يزعم أن المعصوم عليه السلام لا يبكي ,
أو أن البكاء لا يليق له وليس من شأنه ,
فاذا خطر مثل هذا في البال فهو وهم صرف , إذ أن البكاء والرقة من صفات المعصوم عليه السلام

, كما أن الرحمة والرقة مودوعة في قلب كل نبي و كل معصوم , بل وكل مؤمن فضلا عن النبي و المعصوم

, انظر الى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد دلت الأخبار المتواترة أنه صلى الله عليه واله وسلم

بكى في مواطن كثيرة, كان أولها «يوم احد» , وذلك لما رأى عمه الحمزة عليه السلام قتيلا
ورأى ما مثل به شهق (1) .
. ذكر ابن أبي الحديد : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يومئذ إذا بكت عمته صفية يبكي ,
وإذا انشجت ينشج , وكذلك لما رأى ابنته فاطمة عليها السلام تبكي على عمها بكى(2) .
. وذكر أحمد ابن حنبل :
أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لما رجع من «احد» فجعلت نساء الأنصار

يبكين على من قتل من أزواجهن , فقال صلى الله عليه واله وسلم : «ولكن عمي حمزة لا بواكي له» , ثم نام وانتبه وهن يبكين :قال : «فهن اليوم اذا بكن يندبن بحمزه» (1).

(1) المستدرك الحاكم :3/195 , وانظر أيضا : المحب الطبري في ذخائر العقبى : 180 ,
والهيثمي في مجمع الزوائد : 6/118 ـ باب مقتل حمزه عليه السلام .
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 15/17 ـ الباب (19) .

. ومنها: بكى على جعفر بن أبي طالب عليه السلام يوم «مؤتة» لما قتل (2)، ومنها
لما اصيب زيد ابن حارثة انطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى منزله

فلما رأته إبنته زيد أجهشت بالبكاء، فسالت دمعته (3).
ومنها : عند موت ولده إبراهيم بكى , فقيل له : أتبكي وأنت رسول الله ؟
فقال صلى الله عليه واله وسلم :
«إنما أنا بشر مثلكم , تدمع العين ويحزن القلب , ولا أقول ما يغضب الرب ,
وأنا بفراقك يا إبراهيم لمحزون» . ذكره البخاري في «صحيحه في الجزء الأول منه» (4) .
ومنها : يوم ماتت إحدى بناته جلس على قبرها وعيناه تدمعان ,
هكذا ذكر البخاري ايضا (5) .
ومنها : يوم مات صبي لأحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ فقال له سعد :
ما هذا يا رسول الله ؟! قال : «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ,
وإنما يرحم من عباده الرحماء» . هكذا في الصحيحين ايضا (6) .
وأخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس ـ في الجزء الأول من مسنده ـ

من جملة حديث ذكر فيه موت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,

وبكاء النساء عليها ,

(1) مسند أحمد ابن حنبل : 7/98 ـ الحديث (4984) .
(2) تاريخ الإسلام للذهبي : 2/488 و884 ,
وانظر ايضا : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : 6/73 و12/73 .
(3) تاريخ الإسلام للذهبي : 2/496 .
(4) صحيح البخاري (بشرح الكرماني) : 7 : 96/1228 .
(5) صحيح البخاري (بشرح الكرماني) : 7 : 81/1213 .
(6) صحيح مسلم : 2 : 635 / , وصحيح البخاري (بشرح الكرماني) :7 : 80/1212.

والسلام عليكم ،،