يقول الحر العاملي
لمستفاد - من تصفح كتب علمائنا ، المؤلفة في السير والجرح والتعديل - أن أصحابنا الإمامية كان اجتنابهم - لمن كان من الشيعة على الحق أولا ، ثم أنكر إمامة بعض الأئمة عليهم السلام - في أقصى المراتب ، بل كانوا يحترزون عن مجالستهم ، والتكلم معهم فضلا عن أخذ الحديث عنهم . بل كان تظاهرهم بالعداوة لهم أشد من تظاهرهم بها للعامة ، فإنهم كانوا يتاقون العامة ، ويجالسونهم وينقلون عنهم ، ويظهرون لهم أنهم منهم ، خوفا من شوكتهم ، لأن حكام الضلال منهم . وأما هؤلاء المخذولون : فلم يكن لأصحابنا الإمامية ضرورة داعية إلى أن يسلكوا معهم على ذلك المنوال ، وخصوصا : الواقفة ، فإن الإمامية كانوا في غاية الاجتناب لهم ، والتباعد عنهم ، حتى أنهم كانوا يسمونهم ( الممطورة ) أي الكلاب التي أصابها المطر . وأئمتنا عليهم السلام كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم ، ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلاة ، ويقولون : إنهم كفار ، مشركون ، زنادقة ، وأنهم شر من النواصب وأن من خالطهم فهو منهم .
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 30