السابعة : ( الإمام موشيه الصدر)
… و يشكل المسلمون في لبنان النسبة الأكبر من عدد السكان ، و هذا بالطبع لم يكن ليروق لإسرائيل و لا للدول الغربية المسيحية التي لها مصالح لا تعد هناك ، فأخذوا يبحثون منذ زمن عن طريقة تجعل المسلمين هناك أقلية فلم يجدوا غير الدخول عن طريق طائفة الشيعة المسلمة ، حيث السهولة في الاختراق ، فدفعوا قبل عقدين إلى لبنان بشخص مجهول يدعى (موسى الصدر) و في جعبته مخطط ذكي ينتهي بشطر المسلمين في لبنان الى نصفين ، مما يجعلهم أقلية في بلد يشكلون فيه أغلبية ، فدخل إلى لبنان و كان يحمل الجنسية الإيرانية ، و الحقيقة أن دوائر المخابرات في إسرائيل و الغرب لا تجهل من هو (موسى) هذا ، فهم لا يُخفون أنه شخص يهودي الديانة ذو أصول عراقية ، و أن اسمه (موشيه) ، كان يقيم في إسرائيل و دخل إلى لبنان بجواز سفر إيراني مزيف ، و سرعان ما حصل على الجنسية اللبنانية رغم أن لبنان يعد من أكثر الدول تشدداً في مجال منح الجنسية !!! ، و على الفور باشر (موشيه) الذي بات يعرف بـ (الإمام موسى الصدر) مهمته التي كانت تستهدف شق الصف الإسلامي في لبنان على حد تعبير بعض قادة الحركات الإسلامية في المنطقة ، و لمن يجهل واقع لبنان قبل مجيء (موشيه) يقال : أنه لم يكن للشيعة هناك أي كيان مستقل عن أهل السنة ، بل كانوا ذائبين في المجتمع السني ، حتى أن الناظر لا يقدر على التفريق بين السني و الشيعي على العموم باستثناء بعض المظاهر القليلة ، و كان الجميع عبارة عن كتلة واحدة في وجه كل المخططات التي كانت تستهدف الإسلام في ذلك البلد ، و المقصود أن (موشيه) باشر المهمة التي جاء لأجلها ، فقام بتأسيس (المجلس الشيعي الأعلى) الذي استطاع من خلاله نشر كل ما من شأنه العمل على تكريس الفرقة بين السنة و الشيعة ، و تمييز الشيعة بعباداتهم و معابدهم الخاصة لإبعادهم عن الوسط السني ، ثم أتبع ذلك بتأسيس حركة (أمل) ذات الطابع العسكري ، و الهدف من وراء ذلك واضح لأدنى الناس فهماً ، و هو سلخ عدد كبير من المسلمين عن الجسد الإسلامي ، مما يعمل على تقليل عدد المسلمين و تكثير عدد الطوائف ، و هذا يسهل بكل بساطة سيطرة المسيحيين (الموارنة) الذين يقومون بخدمة الدولة العبرية و السهر على أمنها على مقاليد الأمور في لبنان ، فلما أنهى (موشيه) مهمته بنجاح في مطلع العام (1978م) اختفى من الوجود فجأة !!! بطريقة تذكر بقصص الجاسوسية السينمائية ، و لم تفلح جميع المحاولات التي جرت في الاهتداء إليه ، و أشاع الشيعة في لبنان و العراق و إيران عند ذلك بأنه غادر لبنان إلى ليبيا بناءً على دعوة وجهت إليه من الرئيس معمر القذافي ، و أن (قائد ثورة الفاتح) ! يتحمل مسؤولية اختفائه ، لكن سرعان ما تكشفت الأمور على حقيقتها ، فقد تبين أن (الإمام موسى الصدر) قد عاد إلى نقطة الانطلاق ، عاد إلى إسرائيل بعد إنهاء المهمة التي أوكلت إليه ...