الخامسة: قالوا و قلنا ..
قالوا : لا بد للناس من إمام .
قلنا : لا بد ...
قالوا : لا بد أن يكون الإمام من أهل البيت .
قلنا : ليته يكون .
قالوا : لا بد أن يكون الإمام معصوماً .
قلنا : و لمَ ؟ !
قالوا : لكي لا يقع الخلاف بين الناس فيتفرقون إلى مذاهب ، بل يصيرون على مذهب واحد !
قلنا : إن الخلاف واقع حتى فيما يخص ذات المعصوم !
قالوا : ماذا تقصدون ؟
قلنا : في كل مرة كان يموت فيها (معصوم) كان الشيعة يختلفون حول مَن يخلفه ! ، و كانوا ينقسمون إلى طوائف لكل واحدة منها (معصومها) الخاص بها ، أوليس هذا خلافاً ؟!
قالوا : نقصد أن لا يقع الخلاف في العقائد و الأحكام .
قلنا : أنتم أكثر أهل الأرض اختلافاً ، فما معنى وجود (المجتهدين) ؟!! ، و ما الخوئي و السبزواري و البروجردي و الغروي و بحر العلوم و السيستاني و الصدر و الخميني و الخامنئي و المنتظري ، و … و …. الخ ، بل إن تولد المذاهب مستمر عندكم بغير انقطاع ، فما هؤلاء إن لم يكونوا أصحاب مذاهب ، هذا مع كونهم مختلفون اختلافاً شديداً في الأحكام و في العقائد أيضاً ، يصل في بعض الأحيان إلى أن يكفر بعضهم بعضاً ، بل يصل إلى التصفيات الجسدية !! ، و ما قصة (محمد صادق الصدر) الذي تمت تصفيته في العراق مؤخراً بأيدي مخالفيه من أتباع غيره من (المجتهدين) ! عنا ببعيدة ، بل و ما قصة حرب الإخباريين و الأصوليين عنا ببعيدة ! ، و انظروا على سبيل المثال ما أثير من لغط حول صلاة الجمعة ، و هل تقام أم لا تقام !!!! مع وجود نص قرآني جلي يخصها ، و كذا ما أثير حول إقامة ما يسمى (الجمهورية الإسلامية) ، و ما جرى حول ذلك من مساجلات (أذكر على الأخص ما جرى بين الهالكين محمد جواد مغنية و الخميني) .
قالوا : ليس الذنب ذنب المعصوم ، بل ذنب هؤلاء الذين اختلفوا !
قلنا : و ما سبب الاختلاف ؟
قالوا : خفاء مراد المعصوم من كلامه !!!! ، لقد اختلفوا في فهم كلام المعصوم !!!!!!
قلنا : فما فائدة وجود المعصوم إذاً ؟!!!
قالوا : لكي لا يقع الخلاف !!!!!
قلنا : و لكنه وقع في وجوده !!!
قالوا : ...
قلنا : قال تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) .
أخوكم أبو الفداء