ا ( القصة الثالثة ) الراعي واللصوص !!!!! :D
من طريف القصص ما اشتهر بين العراقيين من أن راعياً كان يرعى للناس الغنم مقابل أجر في بعض ضواحي إحدى مدن جنوبي العراق ، كان ليلة - كعادته في كل ليلة - يسهر بالقرب من الغنم ليحرسها من عدوان ذئب أو كلب أو لص ، و بعد انتصاف الليل بقليل شاهد من بعيد فارساً قد أقبل نحوه ، يمتطي صهوة حصان أبيض ، و يرتدي ملابس بيضاً من رأسه إلى قدميه ! ، و يحمل بيده سيفاً يلوح به ذات اليمين و ذات الشمال !! .
خاف الراعي المسكين أول الأمر ، لكن الفارس ناداه بصوت جهوري : لا تخف ! فأنا الإمام المهدي المنتظر !!! .
فغر الراعي فاه متعجباً و قال في ذهول : ألـ ... ألـ ... المهدي ؟؟؟ ، فأجاب الفارس بسرعة ، و بنفس الصوت الجهوري : نعم ، أنا الإمام الحجة ، و لأنك تحب آل محمد فقد جئتك بهدية من عند جدي الإمام الحسين عليه السلام !!
قال الراعي في ارتباك ، و هو بين مصدق و غير مصدق : أين الهدية ؟ أين هي ؟ بسرعة !
فقال الفارس بزجر : و فيم الاستعجال ؟ ! ، أليس لك من هم إلا الهدية ؟
سكت الراعي ، فناوله الفارس بيده شيئاً و قال : هذه ثلاث تمرات ، بعثها إليك جدي الإمام الحسين ! ، و هو يهدي إليك السلام و يقول لك : كُل هذه التمرات و تمنّ مع كل واحدة تأكلها أمنية سوف تتحقق لك في الحال !! .
أخذ الراعي المسكين التمرات و راح يأكلها واحدة بعد الأخرى ، و هو يتمنى مع كل تمرة أمنية من أعز أمانيه ! و ما هي إلا لحظات و إذا بالراعي يغط في نوم عميق ! إذ كانت التمرات تحوي مادة شديدة التخدير !! ، و عندها وضع (الإمام الحجة) ! أصابعه في فمه وأطلق (صافرة) مدوية ! فإذا بسيارة الحمل تتحرك لتقوم العصابة بعدها بتحميل أغنام الراعي المسكين الذي لست أدري إن كان مذنباً فيما جرى أم لا ؟
و فيم العجلة و القصة لم تنتهي بعد ؟! ، و إليك تمامها :ــ
الزمان : أحد أيام الجمعة من شهر شعبان عام 1419هـ
المكان : مسجد الكوفة في منطقة (النجف) في العراق
خطيب الجمعة : (سماحة السيد محمد الصدر)
أثناء الصلاة شاهد المصلون ، و كانوا يقدرون بالآلاف ، شاهدوا (سماحة السيد) يتأخر إلى الوراء و يشير بيده (كهيئة مَن يشير إلى ضيف بالجلوس) في حركة غريبة لم يفهموها ! ، و بعد انتهاء الصلاة أقبل المصلون على (إمامهم) ليسألوه عن سر حركته الغريبة تلك ، و قبل أن يبادروه بالسؤال بادرهم هو بالإجابة قائلاً : جئتم تسألوني عن سر حركتي ، أليس كذلك ؟ ! ، قالوا : بلى .
فقال (السيد الصدر) : لقد حضر الإمام الحجة الغائب الصلاة معنا ! و كنت أفسح له المجال و أرحب به !!!!! ، فارتفعت عند ذلك الأصوات بالصياح و الهتاف ...
و الآن قل لي : هل لا زلت تعتقد أن الراعي مذنب في ضياع الغنم ؟!! .
نعم ، أحسنت ، الراعي هو المذنب ! ، حسبتك تقول أن (السيد الصدر) هو المذنب !!!!!
أبو الفداء
القلب النابض بحبكم