عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-13, 10:59 PM   رقم المشاركة : 1
اف 16
عضو ذهبي






اف 16 غير متصل

اف 16 is on a distinguished road


إيران الصفويه بعيون عربية مهم جداااا

بقلم: علي حسين باكير- باحث أردني في العلاقات الدولية

(النص الأصلي باللغة التركية نشر في مجلة أناليست التركية)

خاص بالراصد

يعتبر الموضوع الإيراني واحدا من أكثر المواضيع إثارة للجدل في العالم العربي على مختلف المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية والبحثية. ويعود ذلك بطبيعة الحال إلى عاملين أساسيين يتمثّلان بالطريقة التي تقدّم فيها طهران نفسها للمنطقة من جهة، والطريقة التي ينظر فيها العرب إلى إيران انطلاقا من هذه المعطيات من جهة أخرى. ويستطيع المتابع لتوجهات الرأي العام العربي تجاه إيران أن يدرك أنّ النظرة إلى طهران ليست موحدة، فهي مختلفة ومتنوعة ومتعددة على مختلف المستويات الآنفة الذكر وفي داخل كل منها وتختلف من بلد إلى آخر أيضا.

تقليديا، غالبا ما تنقسم نظرة الشعب العربي لإيران إلى قسمين أساسيين: قسم ينظر إليها نظرة سلبية تقوم على أنها مصدر رئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وأنها تشكل خطرا على الأمن القومي لأنها دولة تسعى إلى أن تفرض هيمنتها بالقوة على دول المنطقة وبطرق غير مشروعة.

أمّا القسم الآخر فهو ينظر إلى إيران نظرة إيجابية انطلاقا من كونها دولة إسلامية تدافع عن المستضعفين والمظلومين وتنصر القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي دولة معادية لإسرائيل وتتحدى أمريكا والغرب.

ومن الملاحظ أنّ للعامل الجغرافي أهمية كبرى في التأثير أيضا في تحديد النظرة إلى إيران. فكلما كانت الدول العربية قريبة من إيران كلما كانت نظرة العرب اليها أكثر سلبية (دول الخليج العربي على سبيل المثال)، وكلما كانت الدول العربية بعيدة عن إيران، كلما كانت النظرة إلى طهران أكثر إيجابية (دول المغرب العربي على سبيل المثال) أو أقل سلبية على أقل تقدير. ويعود السبب في ذلك إلى عدد من العوامل لعل أهمها:

تحد إيران سبع دول عربية، خمساً منها صغيرة بالمقارنة بها، كما أنّ عدد سكّانها قليل جدا، ولذلك فمن الطبيعي أن تشعر هذه الدول بخوف دائم وتهديد من الجار الإيراني لا سيما مع انتهاج طهران سياسات عدائية تجاهها (فهي تحتل مثلا الجزر الإماراتية الثلاث وترفض حتى مبدأ التحكيم، كما أنها تطالب بين فترة وأخرى بضم البحرين، وتتدخل في الكويت). (انظر الجدول أدناه).

في المقابل، فإن الدول العربية الكبيرة والقريبة ليس لديها هذا الخوف، لكن لديها حساسية تجاه إيران لعلمها بمدى حجم وقوة التدخلات الإيرانية في محيطها الإقليمي. أمّا الدول العربية البعيدة نسبيا فإن مثل هذه المقاربات عن إيران غالبا ما تكون ضعيفة لديها.


تعتبر الدول العربية القريبة جغرافيا من طهران أكثر احتكاكا ومعرفة بالسياسات والأجندات الإيرانية في المنطقة من الدول البعيدة والتي غالبا ما تكون معرفتها بإيران والسياسات الإيرانية سطحية وبسيطة، وهو ما ينعكس في الغالب أيضا على طريقة نظر الشعوب العربية في هذه البلدان إلى طهران. فالرأي العام العربي في الدول القريبة من إيران ينظر إليها في الغالب على أنها جار سيء خاصّة أنّ سلوكياتها تغذي مثل هذه الصورة السلبية ولا تساعد على تجاوزها. أمّا الرأي العام العربي في البلدان البعيدة فهو لا ينظر إلى إيران بمثل هذه السلبية.

تضم الدول العربية القريبة من إيران نسبة أكبر من الشيعة من الدول العربية الأخرى البعيدة، وهذا يؤثر بطبيعة الحال على نظرة العرب تجاه طهران، إذ غالبا ما يكون المزاج الشعبي العام من إيران في هذه الدول التي تضم أقليّة شيعية سلبيا أكثر من غيره، بسبب حجم التدخل الإيراني في هذه الدول، واستخدام طهران للأقليات الشيعية كقاعدة لدعم سياساتها الخارجية، وبسبب تعزيزها أيضا للبعد الطائفي في هذه المجتمعات وهو ما يؤدي إلى شرخ اجتماعي.

أما في الدول التي لا تضم أقليات شيعية، فإن حجم التدخل الإيراني المباشر فيها أقل كما أنّ اطلاع الناس فيها على العامل الطائفي الشيعي يكاد يكون معدوما أو سطحيا وبالتالي فغالبا ما تكون النظرة إلى إيران في هذه الدول إما أقل سلبية أو إيجابية.

ومن هذا المنطلق، نستطيع أن نقول أنّ العرب على مختلف المستويات، وحتى فترة ما قبل الثورات العربية، لا ينظرون إلى إيران نظرة موحّدة، ولعل ذلك يعتمد بشكل أساسي على أربعة عناصر أساسية:

1- العامل القومي الفارسي: إذ يرى الإيرانيون أنّهم أصحاب حضارة تعود لآلاف السنين لما قبل الإسلام، وأنّهم كانوا أوّل من أسس الإمبراطوريات وحكم المنطقة، وأن هذا التاريخ يعطيهم الحق في أن يمارسوا تفوّقهم الذي يعتقدون به عبر الهيمنة على المستوى الإقليمي على الأقل.

ويعتقد العرب أنّ هذه الفكرة لم يتخلّ عنها حكّام إيران على اختلاف أنظمتهم مرورا بالشاه ووصولا إلى المرشد الأعلى، ولذلك فإن النظرة العربية لإيران من خلال هذا العامل سلبية عموما، ولا يمكن للرأي العام العربي أن يتقبّلها.

2- العامل الشيعي: يرى العرب عموما أنّ الهوية الإسلامية للنظام الإيراني ما هي إلا غطاء لنزعة إيران القومية التوسعية في المنطقة، وأنّ البعد الطائفي الشيعي ما هو إلا درع لحماية إيران من الاندماج بالمنطقة ولتعزيز تدخلها في الدول التي تضم أقليات شيعية. فعندما يتعلق الأمر بالمصلحة القومية الإيرانية، فإن الإسلام ليس عنصرا مهما في المعادلة وهذا ما تثبته الخبرة التاريخية القديمة والحديثة لإيران. لكنّ ذلك لا يتعارض أيضا مع قيام إيران باستغلال العنصر الطائفي في إطار أجندتها السياسية في المنطقة، فهي تحاول توظيف العنصر الشيعي قدر الإمكان. ونستطيع أن نلاحظ في هذا الإطار أنّ المزاج الشعبي العربي تجاه إيران من خلال هذا العامل سلبي عموما.

في المقابل، استطاعت إيران خلال السنوات الماضية الحدّ من صورتها السلبية لدى العرب والتي ترتكز على هذين العنصرين، عبر عدد من السياسات التي ترتبط بأجندتها في المنطقة، وأهمها:

أ- الخطاب الثوري المعادي لأمريكا والغرب: واستطاعت إيران من خلال هذا الخطاب أن تكسب قطاعات واسعة من الرأي العام العربي لصالحها. فهي تعلم مدى الحساسية الموجودة لدى الشارع العربي من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما، وقد استغلت هذه الحساسية ووظفتها في إطار سعيها للتمدد الإقليمي وتعزيز قوتها الناعمة في المنطقة العربية.


ب- الخطاب الديماغوجي المتعلق بإسرائيل: وتهدف من خلال هذا الخطاب إلى كسب قطاعات واسعة لدى الرأي العام العربي لصالحها، واستقطاب الشارع العربي وتوظيفه في أجندتها الإقليمية لخلق بيئة مهيّأة لتقبّل النفوذ الإيراني في العالم العربي تحت شعار مقاومة إسرائيل.

استطاع هذا الخطاب أن يؤثّر خلال السنوات الماضية في شرائح مختلفة من الشعب العربي ولا سيما لدى الإسلاميين عموما (خاصة الإخوان المسلمين)، واليساريين، وحتى القوميين العرب! ومع نهاية عام 2006، كان الرأي العام العربي متعاطفا جدا مع إيران ومؤيدا لها في كثير من الأحيان، واعتبر كثيرون أنّ أحمدي نجاد وحسن نصر الله هم الأكثر شعبية في العالم العربي وفق العديد من استطلاعات الرأي التي نُشرت آنذاك.

لكن بعد تلك الفترة، بدأت صورة إيران في العالم العربي تتدهور من جديد، وسرعان ما انحدرت بشكل شديد مع بداية العام 2011. فمع اندلاع الثورات العربية حصل تحول كبير، وأصبح من الواضح أنّ الغالبية العظمى من الرأي العام العربي باتت تلتقي على رؤية إيران من منظور سلبي، كما أنّ التناقض الذي كان يسود بين نظرة الشعب العربي إلى إيران وبين الموقف الرسمي العربي من إيران قد بدأ يتلاشى لصالح النظرة السلبية، ساهم في ذلك عدد من العوامل المتراكمة، من بينها:

3- سياسات إيران في العراق ولبنان: فقد ساهمت سياسات طهران في العراق ولبنان وأيضا في مناطق أخرى مثل اليمن والبحرين والكويت بانتشار الصورة السلبية لها كدولة تسعى إلى الهيمنة على الدول العربية وتوظيف هذه الدول في إطار أجندتها الإقليمية واستخدامها أيضا كساحة للمساومات مع الدول الكبرى والغرب، إضافة إلى دعم وتحريض بعض الفئات والأحزاب على شركائهم في الوطن.

4- الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009: وكان لها بالغ الأثر في تعزيز هذه الصورة السلبية لدى شريحة واسعة من عامة الناس وأيضا لدى النخبة المثقفة. إذ تعززت النظرة إلى إيران في الشارع العربي كدولة ثيوقراطية لا تحترم الحريات ولا تقيم وزنا للقانون وتقمع شعبها وتغرق في التزوير والفساد.






5- تناقض الأقوال والأفعال: فقد أدّت الصفقات السياسية التي عقدتها إيران مع الولايات المتّحدة في العراق وأفغانستان وحول عدد من المواضيع في المنطقة، إضافة إلى ظهور بعض الفضائح حول العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية السريّة مؤخرا وكان منها (قضية عوفر) إلى كشف التناقض بين أقوال طهران وأفعالها، وأدركت شريحة واسعة من العالم العربي ممن كانت تؤيد إيران سابقا أنّ هذا الخطاب هو مجرد وسيلة لتحقيق منافع ذاتية إيرانية.

6- موقف إيران من الثورات العربية (خصوصا في سوريا والبحرين): وهو موقف جرّد طهران من كامل مصداقيتها لدى الرأي العام العربي على مختلف أطيافه، خاصة لجهة التناقض بين الشعارات التي ترفعها حول وجوب نصرة المستضعفين والمظلومين في الأرض وحول الوحدة الإسلامية، في وقت تصر فيه على دعم نظام الأسد وعلى إثارة النزعة الطائفية في البحرين.

وما يدعم تحليلنا هذا، نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة زغبي إنترناشيونال لمصلحة المعهد العربي الأميركي خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي 2011، في كل من المغرب ومصر ولبنان والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وتظهر نتائج الاستطلاع انهيار مكانة إيران في العالم العربي مقارنة بما كانت عليه على سبيل المثال في عام 2006. ولوحظ من خلال الاستطلاع أنّ تراجع شعبية إيران في العالم العربي إنما يعود إلى وجود قلق متنامٍ لدى أغلب الدول العربية - باستثناء لبنان على خلفية تركيبته الطائفية والسياسية- من طهران وسياساتها الإقليمية وتطلعاتها النووية ناهيك عن طموحها للتحول إلى قوة مهيمنة في العالم العربي، وتدخلاتها في العراق والبحرين وغيرها من الدول العربية.



درامية النقص في التقييمات إيران المواتية منذ عام 2006([3])





ونستطيع أن نستنتج من خلال هذا الاستطلاع أنّ الشارع العربي لا ينظر إلى إيران اليوم من خلال الموقف من فلسطين أو من خلال معاداة الغرب، وإنما بشكل أساسي من خلال عناصر أخرى لعل أهمها معيار الحرية والديمقراطية والعدالة والشفافية والنزاهة والصدق في التعامل مع الآخر وهي قيم لا شك متناغمة مع جو الثورات في المنطقة العربية، لكن خطاب معاداة أمريكا والغرب والتلاعب بالقضية الفلسطينية سيبقى حتى وقت غير قليل ورقة مهمة في يد إيران خلال المرحلة المقبلة لمحاولة تغيير صورتها في المنطقة.







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» الاستخبارات الامريكيه تحذر حليفها حزب الشيطان من هجمات القاعده !!
»» تشابه جديد بين اليهود والشيعه !!!
»» دول خليجية نصحت "هنية" بعدم زيارة إيران
»» العريان: البرلمان هو صاحب التشريع والأزهر هيئة مستقلة والشعب مصدر السلطات
»» المليشيات الشيعية تقتل 90 مسلما سنيا أثناء الصلاة في مسجد بديالى