عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-12, 04:13 PM   رقم المشاركة : 2
مطيري
عضو فعال






مطيري غير متصل

مطيري is on a distinguished road


مقال جميل جدا للاستاذ عبدالله الكعبي ...يوم القدس العربي...

احتشاد أكثر من أربعين ألفا من اليهود المتطرفين في شوارع القدس القديمة احتفالاً بيوم القدس كان تعبيراً عن السياسة الإسرائيلية التي لا يمكن فصل الرسمية منها عن الشعبية بحكم أن ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخراً عن القدس عند زيارته للكونغرس تم التعبير عنه بهذه الصورة السيئة من قبل المستوطنين الذين استنكروا وبشدة بقاء القدس مقسمة بين شرقية وغربية بالرغم من مرور 44 عاماً على انتزاعها من العرب والمسلمين بعد ما عرف عربياً بالنكسة في يونيو 1967م.

يوم القدس اليهودي ذكرني بيوم القدس الإيراني الذي تحتفل به إيران في آخر كل جمعة من رمضان ، والربط بالمناسبة لم يأت من فراغ وإنما على خلفية التعاون التجاري والاقتصادي وربما العسكري بين إسرائيل وإيران والذي كشفت بعض حقائقه في الآونة الأخيرة حين اضطرت إسرائيل وليست إيران لتبرير رسو سفنها في الموانئ الإيرانية على أنه نتيجة ذلك الخطأ الموجود في السجلات الإسرائيلية الذي لا يزال يتعامل مع إيران على نفس التصنيف عندما كان الشاه إمبراطوراً لها ولم يفكر أحد في تغيير وضعية إيران بعد وصول الملالي لسدة الحكم فيها ونقلهم إلى خانة الدول المعادية !؟!؟

اثنان وثلاثون سنة مرت على إيران الجديدة ولم يتنبه اليهود لهذا الخطأ ! بالرغم من إنهم يصفوننا بأننا أمة لا تقرأ ولا تراجع سجلاتها ولا تعرف الفرق بين العدو والحبيب ، ويقومون دائماً وفي كل مناسبة بالتهديد بقصف إيران وتدمير برنامجها النووي الذي يصفونه تارة بالخطر وأخرى بالطموح ، وترد عليهم إيران بالتهديد بإحراقهم وإرسالهم إلى مزبلة التاريخ وفي النهاية اتضح أن سجلات الطرفين لم تراجع منذ سنة 1979 ! عموماً جل من لا يسهوا والأمور يجب أن تؤخذ على حسن نية وليس على سوئها وعلينا أن نتقبل الأمر برحابة صدر حتى لا نؤكد ونبصم على ما يشاع عنا بأننا ننسب كل شيء إلى نظرية المؤامرة لتبرير عجزنا وضعفنا عن فهم تلك السياسات المتمرسة التي لا يمكن أن يتعامل معها إلا الدول الكبرى التي في حجم إيران وإسرائيل.

عموماً ما قام به غلاة اليهود في يوم قدسهم لا يمكن فصله عن ما يجري في يوم القدس الذي تحتفل به إيران في الجمعة الأخيرة من رمضان من كل عام. فاليهود جعلوا من يومهم يوم عمل حينما طافوا بجميع الأحياء القديمة المتبقية وأرسلوا رسالة واضحة للعالم الذي يساندهم بأن 44 سنة مدة طويلة ومهلة ليست بالقصيرة للعرب الذين لا يزالون يسكنون المدينة التي من المفترض أن تكون خالصة لليهود بعيداً عن حل الدولتين وطاولة المفاوضات وكل المعاهدات التي تعتبر بالنسبة لإسرائيل لاغية.

أما في الجانب الآخر فإن يوم القدس عند إيران هو مجرد استفتاء على الشارع المناسب الذي يمكن أن تمر منه جيوشهم لتحرير القدس حيث لا يزالون مختلفين منذ إعلان ذلك اليوم في عام 1979. ففي كل سنة يتم اختيار عاصمة عربية لتكون الطريق الأنسب إلى هناك في إشارة إلى العقبات الكبرى التي تواجه جيش التحرير الذي عليه أن يتخلص أولاً من كل من يقف في طريقه سواء كانت تلك المعوقات جيوشا رسمية أو جماعات مقاومة أو أناسا عاديين أو حكومات في الوقت الذي لا يتم الحديث بتاتاً عن خطوات عملية لمواجهة ذلك التهويد المتعمد الذي ابتلع القدس بكاملها عبر السنوات الأربع والأربعين الماضية.

هذه باختصار قصة أيام القدس والفرق بين اليوم الإسرائيلي واليوم الإيراني ، فهما بالرغم من اختلافهما في الظاهر إلا أنهما يؤديان نفس الغرض في ظل غياب يوم عربي مماثل لم يتم التفكير فيه بعد وإن تم ذلك فإني لا استبعد أن يكون شبيهاً لليومين السابقين أو أسوأ منهما لأنه سيكون مطالباً بمواجهة اليومين معاً وليس كما هو الحال مع اليوم اليهودي الذي يعمل بفاعلية على الأرض أو الإيراني الذي لا هدف لها سوى البحث عن أنسب الطرق وتذليل العقبات التي سيضاف إليها عقبة جديدة اسمها يوم القدس العربي.