عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-07, 07:29 PM   رقم المشاركة : 5
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


قال الشيخ : (( ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد : أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون :
" أفرأيتم ما تمنون ؟ . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟! " " أفرأيتم ما تحرثون ؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟! " " أفرأيتم النار التي تورون ؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ؟ وعلى العكس من ذلك : لو شاء الله لما خلق هذا الفرد ، ولجعل الزرع حطاما
... الخ )) .

قلت : هذا المقام الذي يتكلم عنه الشيخ عبد الحليم هو المرتبة الثالث من مراتب التوحيد عند الصوفية ، وهي أن يشهد الله عز وجل في كل شيء أو أنه لا يرى فاعلا إلا الله تعالى كما هو مبثوث في كتب الصوفية .

ونلاحظ هنا كيف أن الشيخ عبد الحليم خلط بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد المذكورين في المقدمة ، ولا أعلم هل الشيخ عبد الحليم لم يبلغ المرتبة الرابعة فجهلها أم أنه يتعمد الخلط ليبري أئمة الصوفية من القول بوحدة الوجود بمعنى (( الله عين كل شيء )) مستغلا عدم معرفة غالب الناس بمراتب التوحيد عند الصوفية ؟؟

وبمناسبة ذكر هذه الأدلة ، فأهل وحدة الوجود يستدلون بهذه الآيات على عقيدة في وحدة الوجود ، ويدعون أنها تشير إلى عقيدة وحدة الواجد ، وهذا تجده مبثوثا في كتبهم التي تناولت تأصيل هذه العقيدة .

قال الشيخ : (( لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم ))

قلت : ويشير المؤلف هنا إلى أن للصوفية عقيدة باطنية لا يطلعون الناس عليه ، وفي الحقيقة قد صرح بعضهم بهذه العقيدة وبعضهم يعتبر التصريح بهذه العقيدة كفر قال الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين : (( فإن قلت : كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة : فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات . وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب ، فقد قال العارفون : إن إفشاء سر الربوبية كفر )) . [ ص 353/4] .

فهذا الذي ذكره الغزالي من المعاني التي يقولها كبار الصوفية وبعضهم يعتبر إفشاءها كفر كما حكى الغزالي ، فذلك قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( معاني لا يتطلع إليها غيرهم )) ، وهذه المعاني إذا اعتقدها العامي ويعنون بالعامي علماء الظاهر يكون ملحد ، فلذلك قال ابن عربي : (( ومن وحد فقد ألحد )) ، وجاء تفسيرها في كتاب جواهر المعاني قال علي حرازم عن خاتم الأولياء أحمد التجاني : (( وسألته رضي الله عنه – يعني أحمد التجاني – عن معنى قول الشيخ الأكبر : من وحد فقد ألحد ، فأجاب رضي الله عنه بقوله معنى الالحاد هو الخروج عن الجادة المستقيمة فإن العارف إذا وحد بتوحيد العامة فقد ألحد ، والعامي إذا وحد بتوحيد العارف فقد ألحد يعني كفر )) [ جواهر المعاني ص 211 / 2 ] .

قال الشيخ : (( وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم ، وبدأوا يحطمون الشرك . يحطمون أصنامه وأوهامه . ومن النفس والهوى والشيطان ، ومن الغرائز الحيوانية ، والغرائز الإنسانية . وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح ، وانهار الشرك الخفي . وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تولوا فثم وجه الله " ))

نلاحظ من كلام الشيخ السابق أن للصوفية معنى خاص للشرك انفردوا به ، وهو القول بالوجودين وقد فسر ابن عربي ماذا يقصدون من تفسير الآية التي استدل بها الشيخ فقال : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .

ونستشعر من كلام الشيخ عبد الحليم محمود السابق أنه يريد كتم هذه العقيدة فيلمح دون التصريح ، وكفى بها قدحا أن لا يصرح بها معتقديه ، فلا خير بدين يكتمه أهله وهم في عز التمكين .

قال الشيخ : (( وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد . وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم . انه بغمر كيانهم ، فلا يرون غيره سبحانه ، لا يرون غير قيوم السموات والأرض ، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها ، ولا يرون غيره مالكا للملك . " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء " ))

قلت : ويعدون الشيخ هنا إلى المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد لينزلها على المعنى الرابع الذي هو محل الخلاف والمتهم به الصوفية ، فالشيخ كتب مقالته هذه ليدافع عن الصوفية ، فنجده يترك محل الخلاف ويتكلم في موضوع آخر ، فلم يتهم الصوفية بأنهم يشهدون الله عز وجل في كل شي ، بل لأنهم يقولون : (( الله عين كل شيء )) ، فهذا الخلط أما متعمد للتلبيس على الناس أم أن الشيخ لا يعرف الفرق بين المرتبتين !!

قال الشيخ : (( وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله ))

قلت : وهذه النظر المتصوف إلى مخالفيهم بأنهم قطيع ، وهذا يدل على حقيقة أخلاق المتصوف فقائل هذا القول ليس أحد عوام الصوفية بل هو الإمام الأكبر وشيخ الأزهر ، والله المستعان .

قال الشيخ : (( وكانت تعبيراتهم متذوقين ، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة ، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود ))

قلت : قد مر معنى وحدة الوجود عند كبار الصوفية ، وهو غير المعنى الذي يحكيه الشيخ .

قال الشيخ : (( ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناس أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " ))

قلت : وقد فسرها ابن عربي بأن الله عين كل شيء بناء على المفهوم الصوفية فقال : (( وبالفيض المقدس تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . وذلك الطلب مستند أولاً إلى الاسم الأول والباطن ثم بهما إلى الاسم الآخر والظاهر ، لأن الأولية والباطنية ثابتة الوجود العلمي . والآخرية والظاهرية ثابتة الوجود العيني . وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } .

فكونه عين كل شيء فبظهوره في ملابس أسمائه وصفاته في عالمي علمه وعينه وكونه غيرها ، فباحتفائه في ذاته ، واستعلائه بصفاته عن مشابهة خلقه . وتنزهه عن الحصر والتعيين ، وإيجاده للأشياء ، واختفائه فيها مع إظهاره إياها
)) [ المعرفة ص 91 ] .

فهذه الآية التي ذكرها الشيخ يستدل بها أهل الوحدة على أن الله تعالى عين كل شيء ، والعياذ بالله !!

وفي نهاية هذا التعليق نعم جيدا أن المعنى الذي يقصد الشيخ عير المعنى الذي قاله أئمة الصوفية ، ولا أخاله يخفى قول كبار الصوفية على مثل الإمام الأكبر ، ولكن شناعة هذا قول تجعل متأخري الصوفية من أمثال الشيخ عبد الحليم يهربون منه ويأولونه ، ولا يقولون الواقع ، ولا خير في دينه يكتمه أهله وهم في هذا التمكين .

واعتذر للقاري الكريم إن آذيته بمثل هذا الكلام ، ولكن هذه حقيقة عقيدة وحدة الوجود التي يحاول إخفاها متأخري الصوفية .

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجهم وسلم .

[CENTER]============

أبو عثمان

المصدر التصوف العالم المجهول

/CENTER]








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على بن عربي
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» سلسلة أعلام التصوف 1 الحسين بن منصور الحلاج
»» هؤلاء تركوا التصوف / الإمام ابن عقيل الحنبلي
»» مواضيع ومقالات البرقعي