عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-07, 07:28 PM   رقم المشاركة : 3
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



التعقيب على مقال الشيخ عبد الحليم محمود

قال الشيخ : (( نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع . وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود . والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة ... الخ )) .

قلت : نلاحظ هنا منذ بداية كلام الشيخ أنه فرق بين الوجود والموجود فهو في هذه الحالة يثبت وجودين أو ذاتين ، حيث قال : (( وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود )) وهذا يخالف ما عليه أهل الوحدة كما مر ؛ فأهل الوحدة عند الوجود واحد وليس وجودين قال القاشاني : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، أما الشيخ هنا فقد قسم إلى وجود ، موجود فلذلك قال الشيخ : (( والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة )) وهذا الذي يعبر عنه القاشاني بـ (( الممكن )) ، وعلى هذا الأساس الخاطئ بنا الشيخ عبد الحليم مفهوم وحدة الوجود .

قال الشيخ : (( ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود . )) .

قلت : بل صرح ابن عربي والحلاج بذلك فضلا عن غيرهما ، فإذا كان الشيخ عبد الحليم محمود لا يعلم بذلك ؛ فعدم علمه ليس حجة على من علم كما هو معروف عند أهل العلم فمن أقوال ابن عربي قوله : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، وقوله :

الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكـل

[ المعرفة ص 87 ] .

فهذا تصريح من ابن عربي بوحدة الموجود كما يسميها الشيخ عبد الحليم وتجد هذا المعنى ظاهرا في قول ابن عربي :

فـلا فـرق بيـن وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ

أما عن الحلاج فقد صرح هو أيضا بهذه العقيدة في كتبه فقال في كتاب الطواسين : (( فالحقيقة ، والحقيقة حقيقة ، دع الخليقة لتكون أنت هو ، أو هو أنت من حيث الحقيقة )) . [ طاسين الصفاء ص 172 ] . فيسرح هنا الحلاج أن الحقيقة لا خليقة حيث بل أنت هو أو هو أنت وإن كان هذا كلام غير محقق على طريقتهم لأنه فصل بين الضميرين .

وقال أيضا :

رأيت ربـي بعـين قلبـي ** فقلت من أنت ؟ قال أنت
فليس للأين منــك أيـن ** وليـس أينٌ بحـيث أنت
أنت الذي حزت كـل أين ** بنحو " لا أين " فأين أنت
وليس للوهـم منـك وهم ** فيعلم الأيـن أيـن أنت
[ طاسين النقطة ص 180 ] .

وهذه مناجاة للحلاج يصرح بها أنه عين ربه ، وهل بعد هذه النقول من كتبهم نقول أنهم لم يقولوا بوحدة الموجود ؟؟!!

قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وقد تتساءل : من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس . من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود ؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه : إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة ، يقولون بوحدة الموجود . بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد ))

قلت : هذه ليست فكرة خاطئة بل هذا ما صرح أساطين التصوف كما مر ، وما نقلناه من نقول على سبيل المثال لا الحصر ولو شئنا الحصر طال بنا المقام ، وقد مر في المقدمة كلام القاشاني وهو أجد أئمة التصوف في تعريفه لوحدة الوجود عند الصوفية حيث أنه يختلف عن مفهوم الوجود عند أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ... الخ )) ، فهذا تصريح من القاشاني أن الوجود لا ينقسم إلى واجب (( الله )) وممكن (( المخلوق )) ، فالذي قاله الشيخ في الكلام المذكور آنفا ليس دقيقا وأن الذي رمى به قدماء الفلاسفة ما هو يقول به أساطين التصوف . وأضف إلى ذلك أن أحد أئمة المتصوف هو عبد الكريم الجيلي قد أثنى على أرسطو وسماه بالعارف حيث قال في كتابه الإنسان الكامل : (( ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافرا فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نورا وبهجة ، ورأيت له مكانة لم أرها إلا لآحاد الأولياء فقلت له : من أنت ؟ قال : قطب الزمان وواحد الأوان )) [ ص 185 ] .

قال الشيخ عبد الحليم محمود بعد أن سرد أقوال بعض الفلاسفة : (( ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان )) .

قلت : لا فرق عند الصوفية بين المعنيين كما بينا وأكبر أنصار هذه الفكرة هم من ذكره الشيخ فضلا عن غيرهم من كبار المتصوفة .

قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما )) .

قلت : قد مر كلام القاشاني وبين أن مفهوم الوجود عند الفلاسفة وأهل النظر يختلف عن مفهوم الوجود عند الصوفية ، فالفلاسفة وأهل النظر يقسمون الوجود إلى واجب وممكن ، أما الصوفية فلا يقسمون هذا التقسيم الذي يقسمه الشيخ عبد الحليم ، فهو في هذه الناحية وافق أهل النظر والفلاسفة وخالف المتصوف القدامى فمن هنا يظهر لك الخطأ أو الأساس الذي بنا عليه الشيخ مفهومه لوحدة الوجود ، هو لا يشك يخالف ما قرر أئمة الصوفية ومنظريهم .

قال الشيخ عبد الحليم : (( ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم . والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون )) .

قلت : وهذا من التهويل العاطفي الذي يستخدمه المتصوف في الدفاع أو ترقيع ما يقرر أئمتهم ، فهذا كتبهم بين أيدينا ، وما كان العلماء الذين حكموا ببطلان وحدة الوجود بكذابين ولا مفترين ، وهم نقلة الدين ، فيكف يظن بهم أن يكذبون على المتصوف ويتهمونهم بما ليس فيهم ، نعم قد يكون هناك من لم يفهم مراد أئمة الصوفية ، وليس هذا بمبرر لاتهام علماء الأمة بهذه التهمة الشنيعة بأنهم يكذبون على الصوفية ، وقد نقلنا كلام أئمة الصوفية معزوا إلى الجزء والصفحة ، وهذه الكتب مطبوعة متداولة بين الناس ، لم نأتي بمخطوط في خبايا الزوايا ، وهل بعد الحق إلا الضلال ؟!

قال الشيخ عبد الحليم : (( وشيء آخر في غاية الأهمية ، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد ، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود . ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية . ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه . وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى )) .

قلت : وهنا يقحم الشيخ عبد الحليم كلام أبي الحسن الأشعري حتى يدافع عن وحدة الوجود وقد مر أن مصطلح أو ومعنى الوجود يختلف من الصوفية إلى غيرهم فاقحام كلام أبي الحسن هنا ليس له وجه إلا التشويش على القارئ حتى لا يحصل عنده التصور الكامل ، ثم ما الذي يختلف فيه مع أبي الحسن فكلام ينطبع على الموجودات المخلوقات فوجود المخلوق (( الموجود )) هو عين المخلوق (( الموجود )) نفسه فهل وجوده يختلف عنه ؟؟!!

نعم جاء اعتراض الشيخ على كلام أبي الحسن الأشعري لأنه انزل مصطلح الوجود الصوفي على مصطلح الوجود عند أبي الحسن فلذلك رفض الشيخ عبد الحليم محمود كلام أبي الحسن الأشعري فالوجود عند الصوفية هو الله وهو عين كل شيء – والعياذ بالله – وهذا لا يستقيم مع كلام أبي الحسن الأشعري لأنه جعل الوجود الذي هو عين كل شيء ؛ عين موجود واحد أي كل فرد من الأفراد موجود = الوجود ، وهذا يخالف فكرة وحدة الوجود أي الله عين كل شيء وليس عين دون عين – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فإذا تبين لك هذا المعنى عرفت لماذا أنكر الشيخ عبد الحليم محمود على كلام أبي الحسن !! ويتضح هذا المعنى الذي قلناه من كلام الشيخ عبد الحليم محمود التالي حيث قال : (( وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود . وأنه ما به يكون وجود الموجود )) .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» هل نصب الجفري نفسه مدافعا عن الشيعة ام أنه لا يعلم حقيقتهم ؟
»» ثلاثون آية لتحريم الاستغاثة بغير الله
»» نبشركم بعودة منتدى التصوف العالم المجهول
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة
»» الشبهة رقم 25 قصة العتبي