الموضوع: مجلة قِطاف
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-09, 06:55 PM   رقم المشاركة : 9
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road







التهنئة ببداية عام جديد او تخصيص آخر العام بعبادة من البدع

السؤال نحن في مطلع العام الهجري الجديد، ويتبادل بعض الناس التهنئة بالعام الهجري الجديد، قائلين: (كل عام وأنتم بخير)، فما حكم الشرع في هذه التهنئة؟

الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها، لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنت كذلك إذا قال لك كل عام وأنت بخير أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت كذلك نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.

فتاوى نور على الدرب
المفتي : سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله








؛ أما بعد:
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
وثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) أخرجه أبو خيثمة في "العلم (54)"، ووكيع في "الزهد (315)" وغيرهما.
وقال ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) أخرجه اللالكائي(126) بسند صحيح ، وقال حسان بن عطية ــ رحمه الله ـ: (ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله عنهم من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة) أخرجه الدارمي(99) بسند صحيح.
وقال مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ: (من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً) أخرجه ابن حزم في الإحكام 6/225.
وقال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). [الفتاوى 20/103]
من هذه النقول وغيرها تتضح لنا خطورة البدع، لاسيما وأنها تشتمل على شيء من الخير في ظاهرها، لذا يسارع قليلو العلم إليها ويسهل انتشارها بينهم كما قرره الإمام ابن تيمية [الفتاوى 4/51 ، الاستقامة 1/455].
وصدق الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي ــ رحمه الله ــ حين قال: (ما أسرع الناس إلى البدع!!). [سؤالات البرذعي ص562،تاريخ بغداد 8/215،ميزان الاعتدال 1/431].
والقاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع.
ومن البدع التي انتشرت في هذه الأزمان المتأخرة تَقَصُّدُ بعض الناس وتخصيصُهم آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات كالصيام والدعاء والاستغفار، وربما أوصى بعضهم بعضاً بذلك في المجالس أو عن طريق رسائل الجوال أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من




جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة لأسباب منها:
1-أن العبادة إذا ورد الأمر بها مطلقاً دون تحديد لوقتها،فإن تقصد تخصيص وقت لها بلا دليل يعتبر من البدع. أفاده الأئمة ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والألباني وابن عثيمين ــ رحمهم الله ـ

[الفتاوى20/196،إعلام الموقعين 3/157 الاعتصام 1/486،318،أحكام الجنائز صـ242،الشرح الممتع 4/56-57 ،البدع والمحدثات ص40]، وهذا هو الحاصل تماماًً في ختم آخر السنة بتلك العبادات، فما دليل مشروعية تخصيصها في هذا الوقت؟

2-أن هذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه والتابعين وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!!

ومعلوم أن (العبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع) [الفتاوى 22/510.]
وما من أحد يخصص زماناً أو مكاناً يفعل فيه عبادة من العبادات إلا لاعتقاد في قلبه، ثم هذا الاعتقاد قد يكون لدليل ثابت في الشرع، وقد يكون من الأمور المبتدعة كما أفاده ابن تيمية [الاقتضاء 2/603، 610]، ومسألتنا من النوع الثاني بلا ريب .

وكن على تنبه من أن البدعة المحدثة محرمة ولو لم يعتقد صاحبها أنها سنة، بل لو اعتقد ذلك وقع في تحليل المحرم بل استحبابه!!!

3- القول بأن صحائف العام تطوى في آخره، دعوى تحتاج إلى بينة وبرهان إذ هو أمر غيبي يحتاج إلى دليل وأنّى لمدعيه ذلك؟؟

4- لو ثبت أن الصحائف تطوى آخر السنة فهذا لا يجيز بحال تقصد ختمها بعمل صالح؛ إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فكيف وهو لم يثبت ولم يصح.
5- المقرر عند أهل العلم أن صحائف الأعمال إنما تطوى بالموت، وبين ذلك جمع من المفسرين عند تفسير قوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت}[سورة التكوير الآية رقم10]

[تفسير الطبري 30/73،البيضاوي 5/457،العز بن عبدالسلام3/424، أبي السعود9/116، النسفي4/319، القرطبي19/234،ابن كثير4/505،الشوكاني5/389] وانظر: مدارج السالكين للإمام ابن القيم 1/450، 3/121}



6-من المعلوم أن التاريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم وآخره شهر ذي الحجة... فيا ترى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري؟؟!!

7-أن التقدير السنوي الذي يفصل ويميز من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة وفيه جميع ما يكون في السنة من الآجال والأرزاق وغيرها إنما يكون في ليلة القدر كما جاء ذلك عن غير واحد من السلف، وذكره المفسرون عند تفسير قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}، وانظر:[شفاء العليل للإمام ابن القيم 1/109] .


وبهذا يتبين لنا أن تقَصُّد المسلم ختم العام الهجري بعبادة من صيام أو دعاء أو استغفار أو غير ذلك هو من الأمور المنكرة والبدع المحدثة في دين الله تعالى.



وبذلك أفتى جمع من أهل العلم المعاصرين ومنهم:

(1) فضيلة العلامة الفقيه الشيخ: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض دروسه العلمية.

(2) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ ونشرت فتواه في جريدة الجزيرة العدد [11122] بتاريخ 9/1/1424هـ .

(3) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن محمد اللحيدان ــ حفظه الله تعالى ـ في برنامج [نور على الدرب].

(4) فضيلة الشيخ المحقق: بكر بن عبد الله أبوزيد ـ حفظه الله تعالى ـ كما في كتابه [تصحيح الدعاء ص 107-108]

(5) فضيلة الشيخ المحدث: عبد المحسن بن حمد العباد ــ حفظه الله تعالى ــ .

(6) فضيلة الشيخ الفقيه: محمد بن حسن آل الشيخ ــ حفظه الله تعالى ــ















التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» شذوذ الخميني أصل الصلاة ركعة واحدة
»» انطلاق قناة صدام الفضائية
»» فضائل شهر رجب وبدعة
»» أبو بكر الصديق رضى الله عنه قصص وعبر
»» الثلوج تحصد 300 رأس من الأغنام وتسقط أعمدة الكهرباء في رنية