عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-08, 04:29 PM   رقم المشاركة : 8
عابرسبيل
موقوف





عابرسبيل غير متصل

عابرسبيل is on a distinguished road


كان الأجدر أن تبرز قوله (فهذه العقيدة وإن كانت باطلة ). ويفهم منها ان المراد ب(وقد تحقّق هذا في علي (عليه السلام)), انها سرد لما يقوله المبطلون, وليس قوله. فهو يقول (باطله).
يقول:

اقتباس:
ولو اعتقدوا انّ العبد قد يفنى في الله فناء الظلّ في ذي الظل بحيث تزول الاثنينية وتجيء الوحدة
وقد تحقّق هذا في علي (عليه السلام) فهذه العقيدة وإن كانت باطلة إلاّ انّها لا توجب الكفر والنجاسة.

أما انها لا توجب الكفر والنجاسة, لأنه لا تعني الاتحاد والحلول (أنظر الفقرة الثالثة), ولكنها من أفكار بعض الصوفية التي هي ليست اتحادا وحلول بل منزلة فسرت الحديث القدسي التالي بما ليس منه. فهي عقيدة باطلة يحاسب عليها, وهي كمن يقول أن الله له حيز من المكان في السماء, وهو موجود في هذا المكان بالتحديد والإشارة إستنادا لبعض الآيات وينسى الآيات الأخرى الدالة على غير ذلك. فهذه عقائد باطلة.

والامر في الأئمة والصالحين لا يتعدى ما أشار إليه الحديث القدسي:
[ إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ] . ( صحيح )

وما فوق ذلك فهو كفر أو شرك أو باطل يحاسب عليه.

والمذكور في الحديث هو شرح لمعنى العصمة للانبياء والأئمة والصالحين.
فالنبي والإمام يجب ان يكون على درجة عالية من التوفيق لنعمة (لا يكله الله إلى نفسه)
ليبلغ النبي رسالة ربه دون أن يلقي الشيطان في أمنيته. وليفسر الإمام كتاب الله ويعي علم النبي كما أراد الله سبحانه. فهذا كلام الله, لا يكون أهلا له ولمعرفته, إلا من كان قريبا من الله لم تنجسه الجاهلية بأنجاسها, ولم يعبد صنما.
وكلنا يدعوا أن لا يكله الله إلى نفسه, فيعطي الله كل حسب قربه لله سبحانه.