عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-07, 11:37 PM   رقم المشاركة : 10
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
لا إله إلا الله





رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ غير متصل

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ is on a distinguished road





ارتكب الباطنيون الروافض الشيعة في أهالي الشمال الإفريقي من أهل السنة ما تشيب منه الولدان ولا تصدقه العقول, وأنزلوا غضبهم وصبوا سخطهم على العلماء خاصة:

1- فعندما ادعى عبيد الله الرسالة أحضر فقيهين من فقهاء القيروان وهو جالس على كرسي ملكه وأوعز إلى أحد خدمه, فقال للشيخين: « أتشهدان أن هذا رسول الله ؟

فقالا بلفظ واحد: والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان: إنه رسول الله, ما قلنا ذلك. فأمر بذبحهم ا»( )
و الشيخان المغربيان هما: ابن هذيل وابن البردون.

قال الذهبي عن ابن بردون:

«هو الإمام الشهيد المفتي, أبو إسحاق, إبراهيم بن البردون الضبي مولاهم الإفريقي المالكي, تلميذ أبي عثمان الحداد»( ).
وطلب منه لما جرد للقتل: أترجع عن مذهبك؟ قال: أعن الإسلام أرجع؟ وقيل: في سنة تسع وتسعين ومائتين( ) إن عبيد الله المهدي الزنديق لم يدع الرسالة فحسب, بل سمح لأتباعه أن يغرقوا في كفرهم حتى ألهوه فقد كانت أيمانهم المغلظة: «وحق عالم الغيب والشهادة, مولانا الذي برقادة». ومن أهم ما ادعى معرفة الغيب, والغيب لا يعلمه إلا الله, وهذا الأمر من خصوصيات الألوهية, فمن ادعاه لغير الله يقع في الشرك والكفر العظيم, قال تعالى: +وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" [الأنعام: 59].
+قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ"
[النمل: 65].
كما أن الحلف لا يكون بمخلوق وإنما يكون بالخالق, قال رسول الله ×: «من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت...» وجاءت الأحاديث في النهي عن الحلف بالآباء( ).

2- لقد كان شعراء الدولة العبيدية يمدحون خلفاءهم إلى درجة الكفر البواح وينشرونها بين الناس, وقد ظهر ذلك في شعر ابن هانئ الأندلسي في مدحه للمعز وكان أحد شعرائهم, مدح عبيد الله فقال:

حل برقادة المسيح
حل بها آدم ونوح

حل بها الله ذو المعالي
فكل شيء سواه رايح ( )

كما شبه شعراؤهم المهدية بمكة المكرمة وقصر المهدي بالكعبة.
هي المهدية الحرم الموقى
كما بتهامة البلد الحرام

وإن لثم الحجيج الركن أضحى
لنا بعراص قصركم التثام ( )

3- شنوا حربًا نفسية على أهل السنة وذلك بتعليق رؤوس الأكباش والحمير على أبواب الحوانيت والدواب,

وكتبوا عليها أسماء الصحابة رضي الله عنهم, (لعنهم الله أنى يؤفكون), وأظهروا سب الصحابة رضي الله عنهم, وطعنوا فيهم وزعموا أنهم ارتدوا بعد النبي × وخصصوا دعاة للنداء بذلك في الأسواق.
ومن ذكر الصحابة بخير أو فضل بعضهم على علي  قتل أو سجن( ).
4-

عمل العبيديون على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين؛ ولذلك أصدر عبيد الله أمرًا بإزالة أسماء الحكام الذين بنوا الحصون والمساجد, وجعل اسمه بديلاً منهم, واستولى هذا الرافضي الخبيث على أموال الأحباس وسلاح الحصون, وطرد العباد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله
مخزنًا للسلاح( ).

5- حرص العبيديون على منع التجمعات خوفًا من الثورة والخروج عليهم ؛ ولذلك جعلوا بوقًا يضربونه في أول الليل, فمن وجد بعد ذلك ضرب عنقه , كما أنهم كانوا يفرقون الناس الذين يجتمعون على جنازة من يموت من العلماء ( ).


6- أتلفوا مصنفات أهل السنة, ومنعوا الناس من تداولها كما فعلوا بكتب أبي محمد بن أبي هاشم التجيبي (ت 346هـ) الذي توفي وترك سبعة قناطير كتب, كلها بخط يده, فرفعت إلى سلطان بني عبيد فأخذها «ومنع الناس منها كيدًا للإسلام وبغضًا فيه»( ).

7- حرموا على الفقهاء الفتوى بمذهب الإمام مالك,

واعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها بالضرب والسجن أو القتل أحيانًا, ويعقب ذلك نوع من الإرهاب النفسي, حيث يدار بالمقتول في أسواق القيروان وينادي عليه: «هذا جزاء من يذهب مذهب مالك», ولم يبيحوا الفتوى إلا لمن كان على مذهبهم كما فعلوا بالفقيه المعروف بالهزلي «أبو عبد الله محمد بن العباس بن الوليد» المتوفي عام تسع وعشرين وثلاثمائة( ).

8- منعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد, ونشر العلم, والاجتماع بالطلاب, فكانت كتب السنة لا تقرأ إلا في البيوت خوفًا من بني عبيد, فكان
أبو محمد بن أبي زيد, وأبو محمد بن التبان وغيرهما, يأتيان إلى أبي بكر بن اللباد, شيخ السنة بالقيروان في خفية, ويجعلان الكتب في أوساطهما حتى تبتل بالعرق خوفًا من بني عبيد»( ).



أجبروا الناس على الدخول في دعوتهم فمن أجاب تركوه, وربما ولوه بعض المناصب, ومن رفض قُتل,
كما فعلوا عقب أول جمعة خطبها عبيد الله بالقيروان, وقعت بين الدولة العبيدية وأهل القيروان مقتلة عظيمة, فأمر الشيعي بالكف عن العوام, وافتعل مناظرات صورية, فدارت على علماء

السنة محن عظيمة, وقتل منهم عدة آلاف بسبب تمسكهم بإسلامهم ودفاعهم المستميت عن السنة ,

قال القابسي:

«إن الذين ماتوا في دار البحر -سجن العبيديين- بالمهدية من حين دخل عبيد الله إلى الآن أربعة آلاف رجل في العذاب, ما بين عالم وعابد ورجل صالح »( ), هذا عدا من كانوا يقتلون دون سجن ويمثل بهم في شوارع القيروان , فأثر ذلك على سير الحياة العلمية , وقد خمل ذكر كثير من العلماء
الذي آثروا اعتزال الفتنة , مثل أبي محمد الورداني( ),

ومع ذلك فإن هذه المحنة لم

تزد أهل الشمال الإفريقي إلا عزيمة وصبرًا واحتسابًا وتمسكًا بأصول أهل السنة والجماعة( ).

10- عطلوا الشرائع, وأسقطوا الفرائض
عمن تبع دعوتهم حيث يتم إدخالهم إلى داموس ويدخل عليهم عبيد الله لابسًا فروًا مقلوبًا, دابًا على يديه ورجليه, فيقول لهم: « بَحْ » ثم يخرجهم ويفسر لهم هذا العمل بقوله:

« فأما دخولي على يدي ورجلي فإنما أردت بذلك أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا شيء, لا وضوء, ولا صلاة, ولا زكاة, ولا أي فرض من الفروض, وسقط جميع ذلك عنكم, وأما لبس الفرو مقلوبًا فإنما أردت أن أعلمكم أنكم قلبتم الدين, وأما قولي لكم بَحْ, فإنما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم من الزنى وشراب الخمر....»

ويعجبني في هذا المقام ما قاله شاعر أهل السنة في الشمال الإفريقي أبو القاسم الفزاري في هجاء بني عبيد:
عبدوا ملوكهم وظنوا أنهم
نالوا لهم سبب النجاة عمومًا

وتمكن الشيطان من خطواتهم
فأراهم عوج الضلال قويمًا

رغبوا عن الصديق والفاروق
في أحكامهم لا سلموا تسليمًا

واستبدلوا بهما ابن أسود نابحًا
وأبا قدرة واللعين تميمًا

تبعوا كلاب جهنم وتأخروا
عمن أصارهم الإله نجومًا

ياليت شعري من هم إن جهلوا
دنيا, ومن هم إن عددت صميمًا

أمن اليهود؟ أم النصارى؟ أم هم
دهرية جعلوا الحديث قديمًا

أم هم من الصابين أم من عصبة
عبدوا النجوم وأكثروا التنجيما

أم هم زنادقة معطلة رأوا
أن لا عذاب غدًا ولا تنعيمًا؟

أم عصبة ثنوية قد عظموا
النورين عن ظلماتهم تعظيمًا؟

من كل مذهب فرقة معلومة
أخذوا بفرع وادعوه أروما ( )

11- زادوا في الأذان: « حي على خير العمل »,

وأسقطوا من أذان الفجر « الصلاة خير من النوم », ومنعوا الناس من قيام رمضان, وليس شيء أشد على بني عبيد من هذه الصلاة, ومنعوا صلاة الضحى, وقدموا صلاة الظهر لفتنة الناس, أما خطبة الجمعة فقد أظهروا فيها سب الصحابة وضروبًا من الكفر, فتركها الناس, وأقفرت المساجد في زمانهم, وكان بعض أئمتهم يصلون إلى رقادة, فلما انتقل
عبيد الله إلى المهدية صلوا إليها( ), وكثيرًا ما كانوا يجبرون الناس على الفطر قبل رؤية هلال شوال( ) بل قتلوا من أفتى بأن لا فطر إلا مع رؤية الهلال كما فعلوا بالفقيه محمد بن الحبلي قاضي مدينة برقة.
قال الذهبي رحمه الله في ترجمته: «الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة, محمد بن الحبلي. أتاه أمير برقة, فقال: غدًا العيد, قال: حتى نرى الهلال, ولا أفطر الناس, وأتقلد إثمهم, فقال: بهذا جاء كتاب المنصور, وكان هذا من رأي العبيدية يفطرون بالحساب, ولا يعتبرون رؤية فلم ير هلال, فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد, فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي, فأمر الأمير رجلاً خطب, وكتب بما جرى إلى المنصور, فطلب القاضي إليه, فأحضر, فقال له: تنصل, وأعفو عنك, فامتنع, فأمر, فعلق في الشمس إلى أن مات, وكان يستغيث من العطش, فلم يسق, ثم صلبوه على خشبة. فلعنة الله على الظالمين»( ).
12- من جرائم عبيد الله الكثيرة أن خيله دخلت المسجد, فقيل لأصحابها: كيف تدخلون المسجد؟ فقالوا: إن أرواثها وأبوالها طاهرة, لأنها خيل المهدي, فأنكر عليهم قيم المسجد, فذهبوا به إلى المهدي فقتله, يقول ابن عذارى: وامتحن عبيد الله في آخر حياته بعلة قبيحة: دود في آخر مخرجه يأكل أحشاءه فلم يزل به حتى هلك»( ).

إن أجيال المسلمين الذي يقرؤون تاريخ العبيديين لا يعلمون إلا ما كتب لهم عن التاريخ السياسي لهذه الدولة, ذهب فلان وخلفه فلان,

وأنها دولة تحب العلم وتنشره, والمقصود نشر كتب الفلاسفة ولكن لا أحد يذكر -عدا الذين ترجموا للعلماء- بطش هؤلاء الأوغاد الظلمة بالعلماء من أهل السنة, بل إن الطلبة الذين يدرسون التاريخ الإسلامي يذكرون معد بن إسماعيل الملقب بالمعز, يذكرونه وكأنه بطل من أبطال التاريخ( ).
وهذا كله نتيجة لغياب التفسير العقدي الإسلامي لتاريخنا, بل إن المؤرخين الذين كتبوا لنا التاريخ تأثروا بمدارس الاستشراق أو بالفكر الشيعي, أو بذلت لهم أموال لطمس الحقائق التي لابد من بيانها للأجيال الصاعدة لتعرف عدوها من صديقها, ولتعرف أن الأفكار لا تموت, وإنما تتغير الأشكال والوجوه والمسوح, وأن هؤلاء الملاعين من أعداء الإسلام لا يزالون يعملون سرًا وإعلانًا, ليلاً ونهارًا للقضاء على العقيدة البيضاء الناصعة التي تلقفتها جموع أهل السنة والجماعة من الحبيب المصطفى × وأصحابه الغر الميامين الطاهرين الطيبين رضي الله عنهم أجمعين.



منقول من كتاب على ملف وورد
هل تريدون المزيد













التوقيع :
من الأهل والمؤمنون في هذه الآية ؟
وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال

تدبر الآية
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة

قال الله عن دعاء الأموات
والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم

قال علي ع
بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور
وسائل الشيعة 2/870

قال صلى الله عليه وسلم :
( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )
صحيح الجامع 6606


من مواضيعي في المنتدى
»» هل للشيعة اسناد وأحاديث صحيحة ... أفيدونا مأجورين
»» قصيدة مبكية في قــمــر آل البيت رضي الله عنها ..
»» إعلان هام .. فَشَلُ شَيْخِ الرافضةِ المِقْدَادِ فِيْ جَوابِ سُؤَالِ الخُمُسِ
»» أقوال أئمة الإسلام في الرافضة بالإجماع كفروهم
»» حقيقة مصحف فاطمة يا موالين ..((أحاديث صحيحة))