[شهد الشام]

عن ظاهرة أحمد الأسير في لبنان :

كتب سليمان الأسعد :

- بغض النظر عن رأيك في أحمد الأسير ومنطلقاته الأيديولوجية ودوافعه، فإن مطلبه العام مدني ومتحضر: "انزعوا السلاح من الجميع، ولنرضخ لسلطة الدولة"، ومن التجني أن نقول إن الأسير يعبر عن "مطلب سني"، فاستقواء طائفة معينة (حزب الله مثلاً) بالسلاح خطر يهدد الوطن كله، ونزعه مطلب للأحرار من كافة الطوائف.

- وإذا أردنا أن نناقش الحالة بلغة طائفية، لماذا تظهر مصطلحات "سيادة القانون وهيبة الدولة ومكانة الجيش" فقط حين يحاول السنة أن يعبروا عن وجودهم ويدافعوا عن هويتهم في وجه من يحاول إبادتهم؟ هل كتب على السنة في كل مكان أن يدفعوا ثمن الاصطفافات الطائفية، وأن يكون تمردهم عليها "فتنة طائفية"، وأن يكون أي وجود مسلح لهم خطرا على الوحدة الوطنية؟

- وفي عودة سريعة للتاريخ القريب، فإن السنة منذ الاستقلال لم يطالبوا بالتسلح، والحرب الأهلية انتهت دون أن ينشئوا تشكيلا عسكريا كما فعل الآخرون، وهم اليوم يطالبون بعودة الدولة فقط. التشكيل الوحيد الذي انضم إليه بعض أبناء السنة في الحرب الأهلية كان عروبياً علمانياً دون هوية طائفية، فلا التاريخ ولا الحاضر يشي بنوايا عدوانية من منطلق "طائفي تطهيري".
- وإذا أردنا أن نكون صريحين أكثر، فالشيعة في لبنان لديهم وجود مسلح تدعمه دول، والمسيحيون يحميهم الجيش نفسه والغرب الذي يحرك الأساطيل من أجلهم، والدروز يخفون سلاحهم كما يشاع، وفي ظل غياب الدولة، من يحمي السنة الذين أصبح شعارهم في كل أرض: "ما لنا غيرك يا الله".