بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل:
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿101﴾ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}﴿الأنعام﴾
يخبر الله عباده أن من أبدع وخلق السماوات والأرض على غير مثال سابق هو المذكور في قوله تعالى في سورة الإخلاص
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾}
وأنه هو العليم بكل شيء ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء
وأن هذا الفعل والقدرة التامة لا تكون ولا يتصف ويوصف بها غير الله جل في علاه وأنه الخالق لكل شيء ,وأن الأشياء كلها موكولة إليه فهو القائم بحفظها ولا يحتاج معين لكمال قدرته وعلمه ولذلك هو المستحق للعبادة وعدم وجود الوسطاء بينه وبين خلقه في توجههم اِليه
فقال الباطنية لإتباعهم إبطالاً لنبوة محمد بن عبدالله وهدماً لدين الله رب البرية
المذكور في آية سورة الإنعام ليس هو الله بل العقل الأول والعقل الأول مخلوق وإذا أطعتم الرسول في ما تخيل وألف من الكلام الذي نسبه كذباً وزوراً لله في التوجه له وإفراده بالعبادة فأنتم مشركون مستوجبون للنار
ثم ذهبوا لأخر سورة الإخلاص وأبطلوها بقولهم أن الخالق البارئ المصور له مثيل مشترك معه في الخلق للكون
فهدموا آية سورة الأنعام وابطلوها وأبطلوا سورة الإخلاص بإبطال أخرها بجعل كفواً وشريكً للخالق البارئ المصور الذي هو الله بنص كتاب الله في قوله :
{هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}﴿الحشر: 24﴾
فأفسدوا عليهم دينهم من كل طريق بإبطال النبوة وهدم دين الله رب البرية