ثانياً : " إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ"
زعم بعض من جعل عداء أصحاب محمد دينا أن وصف الصديق بأنه صاحب لمحمد ليس فضيلة له
و سنراجع سويا صحة هذا الإدعاء الجائر على الله عز وجل قبل أن يكون علىعبده الصديق
نقول
لم يصف الله بنفسه أحدا بأنهصاحب لأحد في القرآن الكريم إلا في حالتين وفي كلتيهمافضل للصديق
1- الحالةالأولى : عندما يكون الصاحب من نفس جنس صاحبه من ناحية الإيمان والكفر وذلك كقوله تعالى
" فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ " (القمر:29 )
فهو كافر وهم كفار ومن وصفه بأنه صاحبلهم هو الله تعالى
2-الحالةالثانية : هي تزكية من وصفه الله بأنه صاحب لغيره وذلك كقوله تعالى
" أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَابِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ " (لأعراف:184 )
فقد وصف الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه صاحب للكفار
وقوله تعالى
" وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَمَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً " (الكهف:34 )
في الآية السابقة نجد أن المؤمن هو الصاحب المخاطب
وفي الآية التالية نجد أن المؤمن هو الصاحب المتحدث
" قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْتُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً " (الكهف:37 )
فنجد في القرآن الكريم أن الله تعالى يصف المؤمن بأنه صاحب للكافر لأن المؤمن ناصح يريد الخيرللكافر
ولكنه أبدا لم يصف الكافر بأنه صاحب للمؤمن لأن الكافر لايكون إلا عدوا للمؤمن يبغضه ولا يريد له الخير
وهنا أتحدى أي كان ممن فتن الله تعالى بالعداء لإصحاب محمد عليه الصلاة والسلام
أن يأتيني بآية من كتاب الله تعالى يصف الله ( بنفسه وبقوله ) فيها أحد بالصحبة لأحد خارج هذين المعنيين
فإذا لم يجدفقد ثبت لطالبي الحق أن وصف الله تعالى للصديق بانه صاحب للنبي من أعظم الفضائل