ماذا يريد العراقيون من قمة سرت؟
لا شك أن العرب اليوم أدركوا ويدركون حجم الخلل الذي أصاب منظومة الأمن القومي العربي بخسارة العراق كحجر زاوية في معادلة توازن القوة في المنطقة.
وقد أغرى ذلك الواقع الكثير من القوى الإقليمية الطامعة لمد نفوذها أبعد من العراق، ويجعل من استمرار حالة التغافل واللامبالاة جراء ما يجري في العراق وما ستؤول إليه الأمور، أشبه بالانتحار البطيء الذي سيطرق أبواب الكثير من العواصم العربية، ما لم يتناد العرب اليوم في قمتهم إلى وضع حد لهذا التداعي، والعمل الجاد والواضح على إعادة العراق إلى رحمه العربي ليكون عراقا عربيا مستقلا قويا، ويقوم بوظيفته التاريخية كمانع ديمغرافي وسياسي وعسكري ضد الأطماع والاندفاعات الإقليمية إلى العمق العربي، وليكون ذخرا ماديا وبشريا لإخوته في الملمات.
لقد ورد في البيان الختامي لقمة الدوحة الحادية والعشرين في مارس/آذار 2009 النص التالي بخصوص العراق: "نجدد التزامنا باحترام وحدة العراق وسيادته واستقلاله وهويته العربية والإسلامية، ودعمنا للمسار السياسي الذي يرتكز على المشاركة الكاملة لمختلف مكونات الشعب العراقي...".