عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-09, 11:07 PM   رقم المشاركة : 6
muhtaj
اثني عشري






muhtaj غير متصل

muhtaj is on a distinguished road


عصام تليمة : بتاريخ 26 - 7 - 2006

إي والله، إنه سؤال بلغة التعجب أراه يردده ويثيره في كل مكان من لا يفرقون بين لغة التوحد والتشرذم، بين لا يفقهون فقه الواقع، وفقه مآلات الأفعال، قائلين: إننا ينبغي علينا ألا ننصر أو نؤيد حزب الله في حربه مع إسرائيل بدعوى أنه حزب شيعي، وأن النصر لن يأتي على يديه!! وأنا أفهم أن تخرج هذه التصريحات من ساسة ضعاف لا يملكون قرارا لتأييد أمتهم، فهو مقبول، أو أن يخرج من فم علماء السلطة، ودعاة الشرطة، ضعاف القلوب والعقول والألسنة، فهو أكثر قبولا، أما أن يخرج من فم متدينين يتحدثون باسم الإسلام، فلا. وهذا أخطر وأشد أثرا، وأفتك فعلا، إنه يوهن قوى الأمة وعزيمتها، وهذا تخطيط خطير من أعدائها، ينبغي علينا أن ننتبه له جيدا. فهذا خطل وهراء لا يصدر إلا عن إنسان يجهل دينه، ويعمى عن واقعه.

إن تأييد حزب الله واجب علينا بحكم الشرع والواقع، بحكم الشرع لأن الإسلام دين ينشد من بنيه بناء دولة، من أولى أهداف هذه الدولة: إقامة الحريات، وحماية المستضعفين، ولم تكن فتوحات المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين إلا رفعا للظلم الواقع على كاهل الشعوب، من استعباد الرومان وغيرهم للناس، ولذا لم نرهم يجبروا أحدا على الإسلام، وهذا ما شرحه ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس حين قال: "لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور (ظلم) الأديان إلى عدل الإسلام". وهل هناك ظالم أكبر وأطغى من أمريكا وإسرائيل، نقف بجوار من ظلمتهم؟!
ولنتأمل معا : لقد قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) ، ومع ذلك خفقت قلوب المؤمنين ـ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وتطلعت أفئدتهم وأبصارهم لتحقيق بشرى القرآن بنصرهم على الفرس عباد النار، (ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)، فما بالنا بمن تجمعنا بهم وحدة القبلة، ووحدة الكتاب، ووحدات أخرى، ليس المقام مقام تذكير بها، ثم إن حزب الله ما قام بما قام به إلا تأييدا لموقف إخواننا الفلسطينيين من أهل السنة، بعد ما عجزت حكومات العرب والمسلمين من نصرتهم، بل كانوا أداة تخذيل وتثبيط.

وهو واجب يفرضه الواقع المعيش، فالوقت ليس وقت تنظير لأفكار، وتصنيف لفئات، الوقت وقت رص الصفوف، والتحام القوى، (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) الصف: 4. بعد أن تنتهي الأزمة لنجلس على موائد البحث العلمي ونتناقش ونتباحث فيما نختلف فيه علميا.

هب أن إنسانا يغرق في عُرض البحر، وفي أصبعه خاتم من الذهب، أتقف على الشاطئ تزجره وتنهاه، وتقول له: يا عدو الله الذهب حرام، يا من تتشبه بالنساء، يا من لا تتقي الله، يا من لا تخشى يوم لقائه، يا من لا تخاف من سعير نيرانه، يا كذا يا كذا... اخلع خاتمك الذهبي قبل أن تلقى ربك بهذا الإثم المبين؟! أم الأولى بك أولا أن تنقذه من الغرق، أو تنادي على من ينقذه إن كنت جاهلا ضعيفا بالسباحة، ثم بعد نجاته من الغرق، وتهدأ نفسه، تبدأ في مناصحته؟!

إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذين يشقشقون ببعض كلامه، ولا يتبعون منهجه، كان فقهه غير فقههم في مثل هذه القضايا المهمة، وقد مر معه تلميذه ابن القيم وبعض تلامذته على التتار في أول إسلامهم، وقد كانوا يمشون في الطرقات ويقتلون الناس، وينهبون أموالهم، فمر عليهم وهم يشربون الخمر، إلى درجة السكر الشديد، فأراد بعض تلامذته أن ينكروا عليهم شربهم للخمر، وينهونهم عن ذلك، فقال لهم ابن تيمية: دعوهم، فإن في شربهم للخمر رحمة للمسلمين من سفك الدماء، ونهب الأموال، وإذا أفاقوا فعلوا ذلك، فدعوهم وخمرهم، فسكرهم يمنعهم من العدوان، وسكرهم معصية في أنفسهم وحدهم ولا يتعدى للغير!! بهذا الفقه للواقع، فهم ابن تيمية وأراد أن يفهم تلامذته، ماذا يقدم المسلم وماذا يؤخر من الأعمال، ومن الفهم للأمور.

وأنا أعلم أن الشيطان يسول لنفوسكم أن هذا السكوت عنهم يعد كتمانا للعلم، لا يا سادة هذا ليس كتمانا للعلم، هذا ما سماه علماؤنا: تأخير البيان، أي ليس كل وقت يصلح لأن تقول ما تحب، وتغير ما تريد، وهذا ما فعله خير البشر، وسيد الرسل محمد صلى الله عليه وسلم: حين رأى بناء الكعبة على بناء الجاهلية، وأراد أن يغيره، ولكنه خشي من عدم استيعاب الناس لذلك، والوقت لا يساعده في ذلك، فقال لعائشة رضي الله عنها: "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لبنيت لهم الكعبة على بناء إبراهيم" وهو ما فهمه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وقد غير ما استطاع من تغيير من ظلم مارسه بعض حكام بني أمية، وأشاع العدل، ولكنه أخر شيئا مهما، ولم يفلح في تغييره، وهو أن يرجع نظام الحكم شورى بين الناس مرة ثانية، كما كان على عهد الخلفاء الراشدين، لأن عند الرجل سلم أولويات، ولم يسعفه القدر لفعل ذلك.

أفيجتمع العالم غير المسلم كله على كلمة واحدة، ويتحدون تحت راية واحدة، ولا يجتمع المسلمون على اختلاف مذاهبهم، وقد جاء الإسلام بكلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، إن هذا لهو عين الخطأ وعدم الفهم لما يراد بأمة الإسلام من تمزيقها شر ممزق!
وهذا ـ للأسف ـ ديدنهم فهم يملأون الدنيا صياحا وعويلا في أمور لا تحتاج إلى الصياح والعويل، بينما لا ينطقون بكلمة واحدة في أمور أحوج ما تكون للكلام والإنكار! يقول أحد الحكماء: إن ضعفاء العقول كالنظارات المكبرة تضخم الأشياء الصغيرة ولا ترى الأشياء الكبيرة.

ورحم الله شيخنا الغزالي حينما اشتبك أحدهم معه في قضية لا تحتاج إلى هذه المعركة التي أدار رحاها، وشهر لها سيفه، فرد عليه الشيخ الغزالي طيب الله ثراه قائلا:
إن غول الاستبداد السياسي استهلك شعوبنا من أمد بعيد، ولم نسمع لهؤلاء نواحا على حرية موءودة، ولا بكاء على شورى مفقودة، إن صمتهم حيث يجب الصياح، وصياحهم حيث يجب الصمت: يجعلني أزهد في رؤيتهم، والاستماع إليهم، ويجعلني أدعو الله أن يريح الإسلام من علومهم ودعاواهم







التوقيع :
لا تدع الآخرين يفكرون عنك إسمع ما يقولون ولكن لا تستسلم لنتيجتهم فلتكن لك نتيجتك حكم عقلك ولا تحكم عقول الآخرين لأن الله خلق لكل إنسان عقل لكي يفكر هو بنفسه لا أن يفكر عنه الآخرون
من مواضيعي في المنتدى
»» إمام وخطيب مسجد قبا يتشافى بفضل الصلاة على محمد وآل محمد
»» رسول الله ‏علي ‏مني وأنا من ‏‏علي ‏ولا يؤدي عني إلا أنا أو ‏ ‏علي
»» سؤال لأسد تكريت هل أسد تكريت يتلقى أوامر من جهة معينة للكتابة أو للتوقف؟
»» مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
»» الله يخيسك ياجيفة ياحمار هل هكذا يدعوا أهل السنة