[محب السعاده]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله فاطر السماوات والارض وما بينها ومما تحت الثرى والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه اجمعين إلى يوم الدين

يقول أبن سينا عن العالم:
{ممكن بنفسه واجب بغيرة}

فقوله ممكن بنفسه معناها {مخلوق بنفسه}فالعالم خلق نفسه بنفسه فكل ما يخلق في هذا العالم هو خالق لنفسه بنفسه والعياذ بالله ..وكذلك ان من خلق العالم هو نفس العالم ... وكذلك ان الله هو نفس العالم وكذلك ان العالم هو نفس الله ولذلك يقول شيخ الاسلام بان العالم له صفة العقل الاول عندهم ...الذي ينصون على انه منتهى دعوتهم وغايتهم في العبادة وانه الموصوف بجميع الصفات الثابتة في الكتاب والسنة لله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ...والعياذ بالله من الكفر بعد الاسلام

ثم قال واجب بغيره ومعناها اي ان الله خلق له مثيل100% لدرجة انه يستوي فيه القول بان الله خلقه او انه خلق الله ولتقريب العبارة اكثر اي انه الله جل جلاله وهذا من معارضته لعنه الله
لانبياء الله ورسله عليهم السلام فكلهم يقول كما اخبرنا الله عنهم {افي الله شك فاطر السماوات والارض}اي افي الله شك في استحقاقه العبادة وحده وهو الخالق لكل مخلوق ....فهذا الزنديق الباطني يقول بان الله المستحق للعبادة هو الطبيعة الخالقة لنفسها فانها عنده في معتقده هي نفس الله يستوي فيها القول بان الله خلقها او انها خلقت الله وهذا يأكده ما في صحيفة الصلاة من مناجاتهم ودعائهم لكل مخلوق بعد كل صلاة ونصهم انها الله ...وكذلك في دعائهم المشهور الذي ينصون فيه على ان الكواكب بمن فيها بمجموعها حتى الارض هي الله ثم يتوسلون بها للعقل العاشر وبقية العقول ثم يرجعون التوسل من العقول إلى الكواكب والعالم ولكل مخلوق فهيا اي الطبيعة من جلت قدرته وعظمت مشيئته عندهم فهيا معبودهم الذي يدورون حوله ولا يتجاوزون عبادة الطبيعة لانها عندهم لها صفة الله بل هي نفس الله 100% عندهم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ....

وسأبين لك معاني الصفات عند الزنديق الاسماعيلي الباطني ابن سينا كما في صحيفة الصلاة ومن يقول بقدم العالم على وجه يفهمه العامي قبل العالم... في هذا الموضوع ان شاء الله وبقي في العمر بقية