عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-15, 10:59 PM   رقم المشاركة : 2
فتى الشرقيه
عضو ماسي






فتى الشرقيه غير متصل

فتى الشرقيه is on a distinguished road


ولا ينبغي أن يكون الداعي متكبرًا، فإن ذلك مما ينفّر الناس عنه463، بل ينبغي أن يكون متواضعًا. قال. النبي صلى الله عليه وعلى آله: ”ما من عبد يتواضع لله إلا رفعه الله“، وقال النبي صلوات الله عليه: ”الكبر رداء الله فمن نازعه فيه قصمه“464، وقال الله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)465.
وينبغي للداعي أن يكون عارفًا بمنازل الناس وترتيبهم في المخاطبة والجواب وتقريب الناس وتبعيدهم فيخاطب كل واحد منهم بما يجب لمثله وما اعتاده، ولا يخاطب غير المستحق بزيادة مخاطبة، ولا ينقص عن الواجب466 لمثله، فإنّ ذلك مما يورث في القلوب الضغينة والحقد، ويقع في القلوب أنّه لعله جرى منه خطأ أو ذنب أوجب ذلك، وكذلك في إجلاسهم في المجلس يحفظ موضع كل واحد ممن يجب أن يحفظ هو منزلته467، والباقون يحفظ مجلس [١٩٩] صاحبه468، ويعترف بدخولهم وسلامهم469ويجلسهم في مواضعهم، ويطيّب قلوبهم في الدخول والانصراف.
وينبغي أن يقضي الداعي حوائج المؤمنين وينصفهم، وينتصف لهم ممن يظلمهم، ويتوسّط في ما يحتاجون فيه إلى التوسّط ويستعين بالسلطان في أمور دنياهم، فإنّ أمور دنياهم متصلة بأمور الدين، وإن وقع بين المؤمنين خصومة، توسّط في ما بينهم، ويجبرهم470 على الحق ولا يدعهم471 يتخاصمون أو472 يتحاكمون إلى غير داعيهم لأنّ أدب الدين قبل الدين، ولا يتجاوزوا إلى سلطان ولا قاض473، لأن داعيهم أولى بهم فمن لم يدخل تحت حكمه فقد ضل، ومن خالفه، غضب عليه، ومن غضب عليه، غضب جميع الأولياء عليه؛ فلا يرضون إلا برضائه؛ ويشد عليهم من المنازعة في ما بينهم، والخصومة واللجاج ويعملون474 بقول الله تعالى: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)475 وقوله476 تعالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)477. وينبغي للداعي أن يعظ أهل مجلسه في جميع الأوقات، ويحملهم على الشكر على ما هم فيه، ويذكرهم ما جرى في سائر الأوقات من المحن، وإن كان الوقت وقت فترة ومحنة، فيسلّيهم ويحملهم على الصبر، ويبشّرهم بالفرج وبالثواب478 بما هم فيه يصيرون؛ وإذا أصاب [٢٠٠] مؤمنًا محنة أو خسران، سمع كلامه وشكايته ويغتمّ له ويرثي له، ويبشّره بالأجر والثواب، ويعاونه بما يقدر عليه، فإن عجز عن معاونته، بيّن عذره وشرح الحال والوقت، وأنّ الوقت لم يساعده وأنّ الفرج قريب، حتى لا يخرج من عنده إلا وهو طيّب النفس والقلب، ولا يزيد غمّه بقلة مبالاته وغلظة كلامه وانتهاره له؛ وإذا كان لواحد من أهل مجلسه مأتم أو جنازة، يشيّعها ويقضي حقه أو ينفذ إليه من أصحابه وأهل مجلسه إذا لم يخرج، ويحثّ المؤمنين على قضاء حقه، وكذلك إذا مرض واحد من أهل مجلسه، فيعوده بنفسه أو ينفذ إليه من أصحابه وأهل مجلسه من يعز عليه، ويسأل عن حاله في المجلس ويغتمّ له، ويدعو له بالعافية؛ وإذا غاب واحد من أهل مجلسه479، يتفقّد أهله480؛ وإذا كان لواحد481 منهم482 ملاك483 أو رجوع من سفر484، فيقوم بحقه؛ فإنّ هذه كلها مما يوجب للأخ على الأخ المؤمن، ومما يسرّ المؤمن به485 ويزيده رغبة في الدين. وروي أنّه سئل النبي486 صلى الله عليه وعلى آله: أي الأعمال أفضل بعد الصلاة؟ فقال عليه السلام: ”إدخال السرور على قلب المؤمن“ وفي ضمن الخبر أنّ شرّ الأعمال إدخال الحزن والغم في قلب المؤمن.
وينبغي إذا ورد رسول من جزيرة أو زائر أو مهاجر أن يتفقّده على مقدار منزلته ويطيّب قلبه، ويقوّيه، ويجزيه خيرًا، فإنّ الله لا يضيع أجره ولا يخيّبه؛ ولا يقول: بم جئتم؟ ومن دعاكم؟ ولم يكن من سبيلكم أن تجيئوا والوقت487 صعب فاسد، وليس في الحضرة مال يعطونكم وأنّ الإمام عليه السلام أعرض عن هذه الطائفة وأنّ أمير المؤمنين سلام الله عليه غضب [٢٠١] عليكم وسئم منكم وأقبل بوجهه إلى غيركم، فإنّه تنكسر قلوبهم وتضعف نياتهم، وييأسوا من كل خير؛ بل الواجب عليه أن يطيّب قلوبهم ويؤمّلهم488 ويعدهم من رحمة أمير المؤمنين سلام الله عليه ورأفته، وإذا أنفذ إلى جزيرة أو بلد رسولاً، يختاره للرسالة بالكفاية والأمانة، والعدل والديانة، وأنّ رسول الحضرة يسأل عن مسائل من أمور الحضرة، فينبغي أن يذكر ما ينفع ولا يضرّ، ويقوم بحجج ما يسأل، وإذا رجع يصدّق ما يرى ويسمع.
ولا يختار الداعي أصحابه لأجل المنفعة أو صديقه أو من يشفع في بابه، أو من يحتشم منه، أو من يخاف منه، فإنّ أكثر ما وقع من الفساد في الدعوة وقع من جهة الرسل وخيانتهم وكذبهم، ومدحهم من أخذوا منه البرطيل، وذمّهم لمن لم يف لطمعهم.
وينبغي للداعي أن يمدح الدين أبدًا، ويمدح أهله ويظهر منافعه ومعجزاته وبراهينه، ويحسّن الدين489في أعين الناس، ويذمّ كل من يخالف أهل الدين إذا خاطبهم490، ويظهر عيوبهم وعيوب مذاهبهم فإنّ الداعي إذا ذمّ الدين وأهله، فإنّه يبعدهم وينفّرهم عن الدين، وليس491 يدعوهم إلى الدين.
وينبغي للداعي أن يقوم بأشغال492 [٢٠٢] الدعوة وتدبيرها ويحمل ذلك عن الحضرة، فإنّ الإمام سلام الله عليه إنما نصبه لتدبير الدعوة، وليصلح493 أمور الجزيرة، فإذا دبّر الأمور وسواها، لا يبرمها إلا بأمر الحضرة، فإنّ الأمر لله تعالى ولوليه سلام الله عليه494وليس لأحد أن يغتابه.
وينبغي للداعي495 أن496 ينفق من خاص ماله الذي أنعم به عليه أمير المؤمنين عليه السلام في وجوه مصالح الدعوة الذي لا بدّ منه، ولا يمكن منه في مثله الإنهاء إلى الحضرة والسؤال منها497، فإنّ تركه498يقع فيه الخلل؛ ومثل الداعي في الدين مع أهل الدعوة مثل الأم، يطرح الرجل نطفته إليها، وهي تحفظها، وتقبلها، وتصوّرها وتدبّرها، إلى أن يتمّ الجنين، ثم تربي الولد وتحفظه من الماء والنار، ثم تقوم بغذائه ومصالحه وتربيته، وعلى الرجل أن يمدّها بالنفقة، فكذلك على الداعي أن يقوم بجميع أشغال499 الدعوة وتدبيرها وتدبير الجزيرة500 وترتيب الدعوة، وعلى الإمام أن يمده بالعلم والمال، فكل ما يقع في الدعوة والجزائر501 من فساد أو بلاء، أو انفساد عقيدة أو شك في الدين، أو ضلالة، أو تمرّد أو عصيان، فعلى الداعي استدراكه وإصلاحه، فإنّ ترك ذلك عمدًا أو تقصيرًا منه أو تغافلاً أو استراحة [٢٠٣] أو عجزًا منه، فعليه وزرها ووبالها؛ وإذا سأل الله تعالى الإمام عليه السلام عن شيء من أمور أمته وحفظهم ورعايتهم، كان الإمام يسأله، فإنّه جعل ذلك في عنقه، وقد ضمن منه، وعليه أن يقوم بذلك، فإن عجز، فعليه أن يظهر عجزه للإمام عليه السلام ويستغفر من ذلك حتى يولي من يقوم به، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله: ”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته“502 وقال الله تعالى: (لِيَسْئَلَ503 الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ)504 وقال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)505.
ولا ينبغي للداعي أن يبخل على مال الإمام عليه السلام إذا أنفقه بالمعروف، فإنّ الأئمة سلام الله عليهم يريدون المال والملك لأجل الدين وإقامته، وأبدًا يكون المال حارسًا للدين؛ وإذا بخل الداعي في إنفاق شيء بالمعروف في الدين، ينتهي ذلك إلى خلل عظيم في الدعوة؛ وإذا لم يقم الداعي بواجب الدين والدعوة، فتكون عقوبته أشدّ من عقوبة غيره، قال الله تبارك506 وتعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ)507 الآية، ونساء النبي هن حججه في الدين، وكذلك حجج الإمام هم دعاته وقد وعد الله تعالى لهم بالثواب مرتين وبالعذاب ضعفين.
وكذلك ينبغي للداعي أن يجمع [٢٠٤] بين قلوب المؤمنين، ويؤلف بينهم، ويجمع شملهم، ويحملهم على التناصر والتوادد والتعاون508 بعضهم لبعض ويحذّرهم من الحسد والتباغض والحقد والغيبة والمعاداة، وأنّ ما لا يرضاه لنفسه لا يرضاه لأخيه المؤمن؛ فإذا ظهر من الواحد البغي على أخيه المؤمن، يمنعه ويوبّخه، وإن لم ينته يشهر أمره بين المؤمنين، ويخرجه من الدعوة والمجلس ويتبرّأ منه حتى يعتبر به غيره.
وينبغي للداعي أن يحثّ المؤمنين أبدًا على طاعة الإمام ومحبّته والنصيحة له، وبذل الأموال509 والأنفس له، في رضاه وطاعته، وفي الجهاد بين يديه إذا أمرهم ويبيّن لهم أن رضا الله تعالى في رضاه وطاعته في طاعته ونجاتهم في طاعته ورضاه ويبيّن لهم أنّه510 لا يجب على الإمام عليه السلام لأحد شيء، وأنّ ما يمنّ به على الخلق من أعراض الدنيا ومن العلم فهو تفضّله ومنّته وما يمسك فبالعدل منه.
وينبغي للداعي أن يؤدّب المؤمنين حتى لا يثقلوا على حضرة أمير المؤمنين بحوائجهم إلا إذا اضطرّوا، ثم يطلبوا511 من وجهه على لسان الوسائط، وفي وقت يجوز، وفي وجه يوجب، وبمقدار الحاجة، ولا يغتنموا512 [٢٠٥] مال الإمام، ولا يطلبوا الزيادة، وإذا طلبوا شيئًا ولو يوجب الوقت قضاء حاجتهم ولم يقع في قلوبهم شك ولا مرض، كما حكى الله تعالى بقوله: (فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)513 ويحملهم الداعي على الرضى والتسليم لأفعال الإمام عليه السلام وأوامره ونواهيه وأحكامه، وألا يعترضوا الشيء من ذلك، بل يعلموا أن جميع ذلك بحكمة بالغة وإن لم يعلموا في الوقت، فسوف يعلمون بعد ذلك الحكمة فيه، فإنّهم إذا علموا أن الإمام عليه السلام هو514 حكيم الزمان، فينبغي أن يعلموا أنّ جميع ما يفعله فهو بحكمة، وإن لم يدركوا وجه الحكمة، فكذلك أفعال الإمام عليه السلام.
وينبغي للداعي أن يهذّب المؤمنين ويعظهم؛ وإذا515 استخدم واحدًا منهم في خدمة أو رسالة في الدين والدولة، يحثّهم على أداء الأمانة، وبذل النصيحة والشفقة، ويحذّرهم من الخيانة والتضييع والكسل والفشل، وأنّ الواحد منهم إن فعل من ذلك شيئًا فقد خرج عن الدين ونقض العهد ويلحقه العار والفضيحة في الدنيا والآخرة والندامة والملامة وانقطاع النفع والمادّة، وإذا ظهر من واحد ممن استخدمه في شيء [٢٠٦] من الخدمة خيانة أو غشّ، فيؤدّبه وينكّل به ويسقطه عن تلك الدرجة ليعتبر به غيره، وإذا رأى من واحد حسن أمانة أو كفاية، يمدحه ويرقّيه إلى فوق درجته.
وينبغي للداعي أن يحمل المؤمنين على أنّهم إن رأوا من واحد خيانة للإمام في الدين أو في الدولة أو في السياسة يمنعوه إن قدروا على ذلك، فإن لم يقدروا ينهون ذلك إلى الحضرة، لأنّه ربما يزيد الخلل فينتهي إلى ما لا يمكن استدراكه. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله: ”إنما الدين النصيحة“516 وقال الله تعالى: (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)517.
وينبغي أن يعلم الداعي أن المُلك حارس الدين، وأنّ ملك الأئمة عليهم السلام بني على الدين، فإذا استوى أمر الدين والدعوة واستقام، يستقيم أمر الملك ولا يوجد في شيء منه خلل، وجميع الرعية يصيرون عبيد الإمام عليه السلام في حضرته وفي518 الجزائر ويصيرون519 جندًا له وأعوانًا ونصحاء لا يقدر واحد على أن يخون الإمام عليه السلام أو يعصيه، فإنّ الناس كلهم يصيرون خصماءه وأعداءه ومحاربيه ومخاصميه520 وإذا كان في الدين الخلل والداعي يكون عاجزًا ومقصّرًا لا يقوم [٢٠٧] بسياسة الدين وتدبيره، ولا يكون عالمًا ورعًا، ولا يكون فيه كفاية ولا نصيحة ولا أمانة فإنّه يفسد521 عقائد المؤمنين، ويرتدّون522 فيرجعون القهقري، ويقعون في رأي الدهرية وأهل التعطيل والإباحة، ويشكّون في الدين وتمرض قلوبهم، ويقع الخلاف والمنازعة والمحاربة والتفرّق، وتكثر الخيانة والكذب523 والطمع والاستحلال ووقوع524 بعضهم في بعض، ويدخل الخلل في الدين والملك، وتخرب الجزائر، ويصير الناس بعضهم لبعض عدوًا، وتفقد الأمانة والعفة والورع والحياء والكرم والمروة، ويرجع الناس إلى طبع الحيوان وطبع السباع، ويقع بعضهم في بعض مكررة، ويشتغل قلب الإمام عليه السلام ويملّ ويسأم من أمته، ومن الدين وأهله، ويعرض عنهم525 ويغضب عليهم، ويلحقهم شؤم العصيان وأثر غضب الإمام عليه السلام وتبعد عنهم الرحمة فيزدادون526 كل يوم في الفساد وتزداد عليهم العقوبة كما صار الآن الفساد الذي نحن فيه، نسأل الله الرؤوف الرحيم أن يرزقنا التوبة والرجوع إلى طاعة الله وطاعة وليه عليه السلام والانتهاء عن مثل هذه الأفعال والندم على ما تقدّم منّا وإصلاح النية والعزم والرجوع إلى الطاعة527، لعل الله تعالى يعطف قلب الإمام سلام الله عليه على عبيده بالنظر إليهم، وإحيائهم والترحّم عليهم بكل داع يقوم بشرائط الدعوة الهادية [٢٠٨]سلام الله على أربابها وأن يعفو عنا بما تقدّم منّا من موجب هذه العقوبة بإغلاق باب التوبة، ويستغفر لنا حتى يغفر الله تعالى لنا، كما قال الله528 تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً).529
وقد أديتُ ما يجب عليّ أداؤه في ما يجب على كل محدود لحدّه من الباب إلى المكاسر، لأنّ هذه الشروط لازمة لكل من تولى هداية قوم أو530 أقيم فيهم، فهو قائم فيهم مقام من هو عال عليه، فليعمل بذلك من أحبّ النجاة، وكان من أولياء الله وأهل طاعته، ولا يأخذه في دين الله الكبر والترفّع والتعاطي، ويضع نفسه حيث وضعه مالكه ومولاه، وينفي عنه الكبر والحسد فمن حملها ماثل من قال: ”أنا خير منه“531، ومن رفضهما كان ممن عناه الله تعالى532 بقوله: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)533.

ولو استقصيت في كل فصل من فصول هذه الرسالة ما يجب على الداعي والحجة والمدعوين لطالت الرسالة وخرجت عن حدها ولكني اختصرت في كل فصل بنكت مخافة التطويل،
ولو أردت أن أختصرها لاختصرت، على أن أقول: إنّ534 الدعوة مبنية على العلم والتقوى والسياسة، فإنّ هذه كلمات تجمع جميع الشروط، فما ذكرت فيها من صواب فهو بتوفيق [٢٠٩] الله535 وحسن مادّة ولي الزمان سلام الله عليه لعبيده، وما فيها من التقصير والخطأ فمن عجزي وتقصيري ونقصان علمي، والحق قصدت536والخير أردت، وعلى مقدار علمي وطاقتي جمعت وألّفت، وعلى الله في جميع أموري توكلت.
تمت الرسالة الموجزة الكافية في شروط الدعوة الهادية.

101 فقدت هذه الرسالة اليوم ولا نعرفها إلا بفضل الداعي حاتم الحامدي الذي نقلها بتمامها وحفظها في كتابه تحفة القلوب وفرجة المكروب .






التوقيع :
فتى الشرقيه / هو فتى الإسلام
من مواضيعي في المنتدى
»» ضلال الإسماعيليه يثبتونها بأنفسهم في منتدى أساتذة ومثقفي نجران
»» خطيب المنبر الحسيني مولها ومشعللها
»» الشيعي الأمم أخلاق / اليوم الجمعه هل صلاة الجمعه واجبه في دينكم أم مستحبه
»» فراس الشمري / أسألك بالله أن تجيبنا بوضوح حفاظا على الدين الإسلامي
»» الأشتر النخعي : يكذب مقولتهم [[ الإسلام حسيني البقاء ]]