عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-14, 06:44 PM   رقم المشاركة : 6
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله ابن الفارض ( 1 ) *



يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت.
بصيرورة العبد رباً،
والمخلوق خلاقاً،
والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً،



وإذا شئت الحق في صريح من القول،
فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة،
تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها



بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله
في صور مادية، أو ذهنية،
فكان حيواناً

وجماداً
وإنساً
وجناً
وأصناماً
وأوثاناً.
وكان وهما

وظناً
وخيالاً،



وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله،
عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛



لأنها هيَ هوَ في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد،
وكل ما يقترفه البغاة من خطايا،
وما تنهش الضاريات من لحوم،
أو تعرق من عظام،
فهو فعل الرب الصوفي،
وخطيئته وجرمه!!




وإخالك الآن تود لو تُسَوَّى بي الأرض،
أو تدهمني – على غِرةٍ صاعقة،
إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة
وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!



وما عليَّ – برحمة الله – مما تود،

ولن يمنعني عجبك في ذهوله
من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له
وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته،
فلعل يزول عجبك،



جَلَتْ في تجلِّيها الوجودَ لناظري ** ففي كلِّ مَرْئِيٍّ أرآها برؤيةِ



يزعم أن الذات الإلهية هتكت عنه حُجَبَ الغيرية،
وجَلَتْ له الحق المُغَيَّب،

فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها
في كل مظاهر الوجود،

رأى هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه،
أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي،
ومغاوره المظلمة،
رآه هو عين الله وماهيته،
ورأى وجوده عين وجوده،



فما ثَمَّ من شيء عند ابن الفارض إلا وهو الله،
بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود
سوى وجود تلك الصور المادية،
أو الذهنية المنطبعة عن شيء متحقق، أو متَوهم، أو متخيل.



أما وقد نَعَق بهذا البهتان،



فليفترِ لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛
لهذا راح يزعم
أنه بذاته اتحد بذات ربه،
فكانت الثنائية في الاسم،
وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود،

وأنه في جَلْوَة تلك الوحدة
يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله
ذات الله وصفاته وأفعاله،

وعن هذا يعبر.




*******************

* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية باختصار


للعلامة عبد الرحمن الوكيل

رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين

( 1 ) ابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين
الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ،

ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً،
لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم،
أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته،
حتى لا يكون لهم رياء معذرة






من مواضيعي في المنتدى
»» مطويات ونشرات في التوحيد والعقيدة
»» حكم وفوائد وأمثال وشوارد
»» هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
»» موسوعة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
»» فتاوى أئمة الإسلام في ضلال الطرق الصوفية البدعية