السلام عليكم /
اسعد الله اوقاتكم بكل خير....
الاخوة والاخوات الكرام ، الجميع يعلم ان الاختلافات بين البشر هي اختلافات طبيعية ومتنوعة ، فهم يختلفون في اللغة وفي الشكل واللون والعادات والتقاليد وكذلك المعتقدات ، وهذه الاختلافات يتقبلها الجميع بشكل طبيعي باستثناء الاخيرة ، وهي الاختلاف في المعتقدات ، وبالاخص المعتقدات الدينية والمذهبية ...
لا ادري الى متى تستمر العنصرية المذهبية البغيضة في مجتمعنا ، وهل هي تفيدنا بشيء ام انها سبب في التفرق واثارة المشاكل والعدواة والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد ...
لا يخفى على احد التناحر بين السنة والشيعة عموما ، فها موجود على ارض الواقع ، واصبح يتداول في الفضائيات ومنتديات الانترنت ، وكلا يشتم الاخر ويضلله ، بل يعتقد انه هو العدو الاكبر !
اخوان واخواتي الكرام /
يجب ان نفهم جيدا ان الاختلاف في المعتقدات هو اختلاف طبيعي جدا كما يختلف الناس في لغتهم والوانهم وثقافاتهم ، وبالتالي فعلينا ان نحترم كل معتقد وان كان يخالفنا جذريا، ولا يحق لاحد ان يتدخل في معتقد احد...
يجب ان نفهم ان الاختلافات الدينية قد اخبر عنها الله عز وجل في كتابه واخبرنا بها رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ اكثر من 1400 عام !
قال تعالى : ِلكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً....
قال تعالى : {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل93
قال تعالى : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }هود118
قال تعالى : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105
قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159
قال تعالى : لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ...
قال رسول الامة عليه الصلاة والسلام : افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة...
اذن وفقا للادلة القرآنية والنبوية اعلاه ، فالفرق والمذاهب المختلفة سواء كانت على حق ام باطل ، فهي موجودة وستبقى لكي يتحقق ما اخبر الله به ورسوله ، وعندما يحاول البعض من النيل والطعن في فرقة ما ويسعى الى محاربتها والقضاء عليها فانما يحاول مخالفة السنن الالهية والكونية !
فعلينا اذن ان نعترف بالمذهب السني والشيعي والصوفي والاباظي ، وما تفرق منهم من فرق ومذاهب ، وغيرهم ، ويحق لكل شخص ان يعتقد ما يراه حقا ، ومن يحاسب ويعاقب على الاعتقادات هو الله عز وجل وحده وليس فلان او علان !
هناك امر آخر اريد ان اشير عليه /
التعامل والاخلاق هي الاساس المؤثر بين الناس ، وقد قيل الدين المعاملة ، وقال الرسول الاكرم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،
واغلب الاديان السماوية وغيرها ، وما ينتمي اليها من مذاهب وفرق ، تكاد تكون متفقة على تحليل كل امور الخير وتحريم كل امور الشر ،
فالعدل والصدق والوفاء والاحسان والبر والاحترام وغيرها امور تحض عليها كافة الاديان...
والاعتداء على النفس وايذاء الاخرين والقتل والسرقة وغيرها من امور الشر كلها تحرمها كافة الاديان والمذاهب ...
وهذا يعني ان هناك رابط متفق عليه ، بالامكان ان يستفيد منه جميع من يختلفون في معتقداتهم...
اخيرا : اريد ان اسال كل سني وشيعي :
لو انت سني وكنت تعمل في شركة وكان هناك رئيسان احدهم سوف يكون رئيسك ،
رئيس سني ولكنه ظالم وتعامله سيء ولا يحترم احد ، ورئيس شيعي ولكنه منصف ومحترم ويعطي كل ذي حق حقه ، فماذا سوف تفضل وتختار؟!
بالتأكيد انك سوف تختار الرئيس الشيعي فانت يهمك مستقبلك وحياتك العملية وان تكون مرتاحا ولا يهم اي مذهب يعتنقه رئيسك طالما ان حقوقك محفوظة...
والعكس كذلك صحيح /
اذن فلم لا يكون هكذا تعاملنا مع الجميع ؟!
الاندية الرياضية تتعاقد مع المئات من المحترفين في كرة القدم سنويا ، واغلبهم غير مسلمين وبل وربما في عقائدهم يعادون المسلمون ، ويصرف لهم مبالغ خيالية ويتم تشجيعهم وعشقهم من قبل الملايين من ابناء هذا الوطن ، وبالطبع لم يفكر احد في ديانة او معتقد هؤلاء ، ولو سالت احد سيقول لا يهمني ذلك ، المهم ان الللاعب يخدم فريقه ، وان يستمتع الجمهور بلعبه ، اليس كذلك !
لكن العجيب الغريب ان شخصا يتلكم بلغتنا ويعيش معنا ويعتنق الاسلام دينا ومع ذلك نجد من يتعامله معه بعنصرية بغيضة ويعاديه لاتفه الامور !