( جمال خاشقجي ومطالبته علماء الأمة تقبيل يد السستاني)
سأتـرك ماءكم من غيـر وردٍ
وذاك لكـثرة الـرُّواد فيــه
إذا سقط الذباب على طعــامٍ
رفعت يدي ونفسي تشتهيــه
وتجتنب الأســود ورود مـاءٍ
إذا كان الكــلاب ولغن فيـه
ويرتجـع الكريم خميــص بطــنٍ
ولا يـرضـى مساهمــة السفيـه
لكل مقامٍ مقال، ولكل زمانٍ رجال، ولكن عندما تنقلب المعادلة ويكون المقام لسيءِّ المقال، ويعتلى هذا المقام أشباه الرجال، فقل على الدنيا السلام، حيث يختلط الحابل بالنابل، ويجتمع الغثّ مع السمين، ويتكلم الرويبضة بلسان المسلمين، وعندما تكون الأمور في أيدي الزنادقة الرويبضة، ويعلنوا للعالم الإسلامي أنهم الأجدر للقيادة الفكرية المتفتّحة، فاعلم أن الدعوى باطلة، والحجة متضاربة، لأنّ من يُسلم عقله لغيره، لهو أحوج إلى العلاج النفسيّ من غيره! وأقرب مثالٍ على ذلك هو جمال خاشقجي رويبضة صحيفة الوطن، ومما قادني أن أكتب هذه المقالة ليست من أجل الانتصار للنفس، أو التباهي بالنصر، بقدر ما هو الانتصار للحق، وليعلم هذا المفلس ومن أخذ عنه، أو سار على النهج وتغذّى منه، أننا لا نسيّر بالمال ولا بالعصا كما يسيّر هو وقطيعه!، بل والله لترخص أنفسنا وأموالنا دفاعاً عن هذا الدين وحملته، وكتّابه المخلصين ونقلته، ولقد طرح هذا الرويبضة تساؤلاً خطيراً حيث قال ما نصه: ( أن الشخصالوحيد الذي بعث الهدوء في صفوف الشيعة هو سماحة آية الله السيد السيستاني، ولذلك ألا يجدر بأن يتوجه شيخ الأزهر ومفتي الديار العربية السعودية والشيخ القرضاوي والآخرين إلى النجف الأشرف لتقبيل أيدي سماحته )؟!.
إنّ من أضحوكة العصر، وعلامات عدم الإيمان بالنصر، أن يقوم مقام الجبال أقزامٌ لا رقاب لهم، وأن يعلنوا أنهم قادة الأقزام والزنادقة لكلا الفريقين، والزندقة اسمٌ فارسيٌّ معرّبٌ أصل لفظه ( زنده كرد ) الذى يرى الحياة المادية ولا يؤمن بالروحانيات ( أي الغيبيات )! وأرى موضع وصفها للمتبوع علي السستاني والتابع جمال خاشقجي! فلا يكاد يسقط زنديقٌ إلا ويقوم مقامه من هو أجهل منه، هل قلت أجهل منه؟! لأني لو وصفته بالجهل لأسقطّت عنه الحجة! لست أغضب من قوله لو وصف القول وأمر نفسه الأمارة بالسوء أن تقوم بهذا المقام! وهو تقبيل يدي سماحته القائد الهُمام! فله أن يقبّل يديه النجستين على كل كلمةٍ كتبها في حق الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين، وله أن يلعق قدميه القذرتين التي لطالما مشت للدعوة إلى قتال المسلمين، فالتقبيل للعبيد، واللعق للكلاب، فهل تقبل الأنفس الزكيّة هذا المنزلق؟!.
لقد طالب هذا المقبّل واللاعق يدي سماحته علماء الأمة أن يقوموا بما قام به! ونسي هذا المتزمّت أن الناس قد ولدوا أحرارا، وتجاهل بغبائه المنقطع النظير أن الأحرار ليسوا كالعبيد، وأن المسلمين ليسوا كالمجرمين ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ )، حيث جعل القضية باطنية المعنى، ظاهرية المغزى، حتى جعل التناقض سمةٌ من سماته! فهو أظهر وأبطن في آنٍ واحد، فعندما تلامس العلماء فهي قضيةٌ عقديةٌ بحته، والعكس كذلك لو لامست الساسة فهي قضيةٌ سياسيةٌ نجسه، فخطابه يدل دلالةً لا تخفي على ذي عقل أنها عقديةٌ يراد منها إذلال العلماء وتحقيرهم في أعين العامة! وإن كان غير ما ظننت به فكان لزاماً عليه أن يرفع الخطاب إلى الساسة دون اللجوء إلى طرفي النزاع العقائدي؟! ولقد تجاوز العقل والمنطق بهذه المطالبة، وصمتت الحكومة عنها وغضّت الطرف، وكأنه رأيٌ يجتهد فيه صاحبه، فلو كان رأياً لعذرناه، ولكنه يطالب والمطالب ينتظر الأمر، والأمر ينتظر التنفيذ، فعلام الصمت يا أولي الأمر؟!
لقد أتحد الكاتب الأمريكي اليهودي الشهير توماس فريدمان وجمال خاشقجي بالرأي لترشيح السستاني لنيل جائزة نوبل! فالأول يرى استحقاق مرجع الرافضة السستاني لجائزة نوبل، والآخر يؤكد الاستحقاق ويطالب بالتقبيل واللعق! وهل يتفق المسلم ممن كان في قلبه ذرة إيمان مع يهوديٍّ على رأيٍ واحد؟ ولكن من تربّى في أحضان الغرب ورضع من أثدائها ألا يكون عبداً يلعق ويقبّل السيّد حينما يأمره أسياده؟! بالنسبة لي سأقبّل من يريد الخاشقجي ولكن بشرط! أن يقبّل يديَّ ويلعق قدميَّ وبعدها يأتيه الجواب!!.
وكتبه
أخوكم ومحبكم
وليد الخالدي