عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-09, 09:10 PM   رقم المشاركة : 4
عقلي نعمة
مشترك جديد







عقلي نعمة غير متصل

عقلي نعمة is on a distinguished road


.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مَثَلٌ ضربه الله تعالى لكل من اِتَّخَذَ من دون الله وليًا معتمدًا ، يلجأ إليه ، ويحتمي بحماه ، وهو لا يجلب له نفعًا ، ولا يدفع عنه ضرًّا, قال الله تعالى:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (العنكبوت:41).

لقد بدأت النواةَ الأولى لفكرة ولاية الفقيه ، من رجلٍ صوفيٍ، هو الشاه إسماعيل مؤسس الدولة الصفوية ,
وإليكم نبذة مختصرة عنه :
يُنسب الصفويون - كما تؤكِّد المصادر التاريخية - إلى الشيخ إسحاق صفي الدين بن جبرائيل الأردبيلي (650- 735هـ/ 1252- 1334م)، وهو الجد الأعلىلإسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية، ويزعم مؤرخو الدولة الصفوية أن صفي الدين هذا من أحفاد الإمام موسى الكاظم - رضي الله عنه - شأنهم في ذلك شأن كل المتصوفة، الذين يستغلُّون هذه الصلة؛ لتسهيل نشر أفكارهم ومعتقداتهم، مستغلين بذلك تعاطُفَ الناس وانجذابهم لكل ما يمت للنبي - عليه الصلاة والسلام - بصلة.

لقد نشأ يتيمَ الأب، فقد قُتل أبوه وعمرُه سنة واحدة، ولا يخفى على أحد أن لوالدته مارتا بنت حسن الطويل، وأمها النصرانية كاترينا - دورًا مهمًّا في تربيته بعد وفاة أبيه المبكرة.
وضع تاج أبيه الديباجي على رأسه، واستطاع خلال سنوات من توسيع حدود دولته، وأصبحتْ عاصمتها أصفهان، حيث ضم إليها ما وراء النهر وقفقاسيا والعراق.
وتذكر كتب التاريخ الشيعي " أنه أخذ إجازة من المهدي المنتظر في الثورة والخروج على أمراء التركمان، الذين كانوا يحكمون إيران، وأنه كان مرة في رحلة صيد، فدخل كهفًا وخرج، فادَّعى أنه الْتقى بالمهدي، وأنه حثَّه على إعلان الدولة الصفوية، وقد ادَّعى بعد ذلك أنه رأى الإمامَ عليًّا في المنام".

استطاع أن يفرض المذهب الشيعيَّ على أتباعه وجنوده أولاً؛ بغية التمايز المذهبي، ثم عمد إلى نشره بين الإيرانيين بالقوة، واستخدم لذلك كلَّ الوسائل المتاحة، سواء ما كان منها يعتمد على القوة والسلاح والقهر، أو تلك التي تعتمد على الإيحاء والمكر، والتأثير النفسي، ودغدغة مشاعر العوام، وتهييج عواطفهم بشتى الوسائل، من الناس الذين يسير بعضُهم خلف كلِّ ناعق وصاحب سلطان، وكانت جلُّ دعوته تركز على إظهار السبِّ واللعن للخلفاء الراشدين الثلاثة، وقد قام بامتحان الإيرانيين بذلك، وأمر بأن يعلن السبّ في الشوارع، وعلى المنابر، وفي الأسواق. ( بدل التكبير ) لاحظ الفرق!.

يقول عنه قطب الدين الحنفي - وكما جاء في كتاب "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" -: "إنه قتل زيادة على ألف ألف نفس، بحيث لا يعهد في الجاهلية، ولا في الإسلام، ولا في الأمم السابقة من قبل في قتل النفوس ما قتل إسماعيلُ الصفوي، وقتل عدة من أعظم العلماء، بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحدٌ من بلاد العجم، وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم، وكان شديد الرفض، بخلاف آبائه".
وتؤكِّد المصادر أيضًا أنه لما دخل بغداد سنة 1508م، أعلن سبَّ الخلفاء، وقَتَلَ الكثير من أهل السنة، ونبش قبر الإمام أبي حنيفة - رضي الله تبارك وتعالى عنه.
ومن هنا كانت هاتان الدعوتان مسوغًا كافيًا لإعلان دعوته، وإنشاء دولته، وبتعبير الأستاذ أحمد الكاتب - الكاتب الشيعي المعتدل المعروف -: فإن هاتين الدعوتين أتاحتا للحركة الصفوية أن تتحرَّر من فكرة انتظار الإمام وتأسيس الدولة الاثني عشرية؛ وبناءً على ذلك فقد كان الشاه يعتبر نفسه نائبًا عن الله، وخليفة رسول الله والأئمة المعصومين، وممثل الإمام المهدي في غيبته، وكان جنوده يعتبرونه تجسيدًا لروح الله.

يقول الدكتور مصطفى الشيبي: لقد كان إسماعيل رجلاً صوفيًّا، ومن شأن الصوفية أن تؤمن بالكشف؛ أي: الإلهام الغيبي، وقد كان يعلن لمريديه أنه لا تحرُّك إلا بمقتضى أوامر الأئمة الاثني عشر، وأنه معصوم، وليس بينه وبين المهدي فاصل.

ولا يخفى على أحد أن هذه الأفكار هي التي شكلت النواةَ الأولى لفكرة ولاية الفقيه، التي أقام الخميني قائد الثورة الإيرانية على أساسها دولتَه عام 1979م، وما زالت حتى الآن.

أردت الإختصار , ولكن كل فقرة من المشاركة في نظري أهم من الأخرى , والله أعلم
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .