إن لله وإن إليه راجعون
يقول المؤرخ بن الأثير حول موضوع هجمة المغول وسقوط بغداد، قال تحت عنوان :"ذكر خروج التتر إلى بلاد المسلمين" وذلك بعد عام النكبة 656 هجرية:
"لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها...فياليت أمي لم تلدني، وياليتني مت قبل حدوثها، وكنت نسيا منسيا!... وهؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة، فانا لله واليه راجعون...فان قوما خرجوا من أطراف الصين، فقصدوا بلاد تركستان ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر مثل سرقند وبخارى وغيرهما، فيملكونها، ويفعلون بأهلها ما نذكره ... ثم لما فرغوا من أذربيجان وأرنيه ساروا إلى دريند شروان فملكوا مدنه، ولم يسلم غير القلعة التى بها ملكهم (ثم ذكر مدن كثيرة)... فان الاسكندر الذي اتفق المؤرخون على أنه ملك الدنيا، لم يملكها بهذه السرعة، وانما ملكها في عشر سنين... لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم، منها هؤلاء التتر قبحهم الله ...ومنها خروج الفرنج، لعنهم الله من المغرب إلى الشام، وقصدهم ديار مصر، وملكهم ثغر دمياط منها، وأشرفت ديار مصر والشام وغيرها على أن يملكونها، لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم... ومنها أن الذي سلم من هاتين الطائفتين فالسيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة على ساق....فانا لله وانا إليه راجعون".
منقول