عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-12, 01:58 AM   رقم المشاركة : 6
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


بعد أن عرضنا النصوص والآثار في المسألة
بقي أن نعرِّج إلى فوائد سؤال الله - تعالى -

ومفاسد سؤال الخلق التي بها نؤكد صدق تلك القاعدة السابقة،
وموافقتها لما جاء عن الشرع.



إن الذي يعتاد سؤال الله - تعالى - وحده ينعم بنعمتين كبيرتين:

ـ الأولى: لذة المناجاة.

ـ والثانية: محبة الله.



أما عن لذة المناجـاة: فالإنسـان لـه حوائج لا تنتهي، ومسائل لا تنـقضي،
فـإذا كان لا يسأل إلا الله - تعالى -، فإنه يكون دائم الصلة به،
وذلك يفتح له باب معرفة الله - تعالى -.


هذه المعرفة وتلك الصلة من خلال التضرع والسؤال الملحّ
تفتح على الإنسان من أبواب الرحمة والإيمان ما لم يكن يعلم؛
فيجد لذة الإيمان ولذة المناجاة؛
فالقرب من الرحيم الكريم العظيم يورث النفس طمأنينة وسعادة؛
بخلاف الذي لا يسأل الله - تعالى - فإنه يفقد الصلة به،


وإذا لم يتصل بالله اتصل بغيره من المخلوقين،
والاتصال بالمخلوقين وذكرهم بلية وداء،

كما يذكر عن عبد الله بن عون قوله:
«ذكر الناس داء، وذكر الله دواء».



فهـذا التـوجه إلـى الـله - تعالى - يعـود بالأثـر الطيــب عـلى النفـس.
كمـا يـذكـر عـن بعضـهم قـولـه:


«إنـه ليــكون لـي إلى الله حاجـة، فأدعـوه،
فيفتـح لـي مـن لذيـذ معـرفته، وحـلاوة منـاجاته،
مـا لا أحـب معـه أن يعـجل قضـاء حاجتـي،
خـشيـة أن تنـصرف نـفـسي عـن ذلـك؛
لأن النـفس لا تـريـد إلا حـظها، فإذا قضت انصرفت»،


وصدق الله - تعالى - حين قال:
{ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
[النساء: 19].



وأما عن محبة الله - تعالى -:

فإن الإنسان إذا كان لا يسأل إلا الله،
عرف الله - تعالى - حق المعرفة من إجابته له؛
فما يسأل الإنسان ربه شيئاً من الخير إلا أعطاه،
فإذا جرب سؤاله على الدوام، رأى كيف يكون إكرام الله له،
من حيث الإجابة، أو صرف السوء، أو ادخار الحسنات له،


كما جاء في الحديث أن الداعي له إحدى ثلاث:


ـ إما أن يعجل له بالإجابة،
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها،
وإما أن يدخر له.


وهذا مما يولد في قلبه المحبة لله تعالى؛
حيث يراه محسناً رحيماً به، رؤوفاً كريماً جواداً،
عفواً غفوراً تواباً براً رزاقاً؛

فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها،
والذي يعتاد سؤال الله
يعرف مدى إحسان الله - تعالى - إليه في قضاء حوائجه كلها.






من مواضيعي في المنتدى
»» عاشق الصوفية..عبد المنعم الجداوي
»» أسئلة عن التوحيد والشرك الأكبر والتمائم / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين
»» كتب عن الإباضية هداهم الله تعالى
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام