عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-12, 01:56 AM   رقم المشاركة : 4
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


نعم! قد كان بعض الصحابة الذين لم يلازموا رسول الله الملازمة الكاملة
يسألونه شيئاً من أمور الدنيا؛
فما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يترفق بهم،
ويربيهم، ويدلهم على الأحسن والأفضل.



ـ عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
«ادع الله أن يعافيني! قال: إن شئت دعوت لك،
وإن شئت صبرت فهو خير لك»؛


فخيّره بين أمرين ورغّبه في الصبر،
ووصف ذلك بأنه خير له من دعائه له،



لكنه قال: ادعه! فأمره أن يتوضأ، فيحسن الوضوء، فيصلي ركعتين،
ويدعو بهذا الدعاء:


«اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة،
يا محمد! إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، لتقضى لي، اللهم فشفعه فيَّ».



رغبه في دعاء الله والالتجاء إليه وحده،
لكن لما أصر على دعائه له علمه شيئاً فيه خير له،
فأمره بالدعاء مع دعاء النبي له، وهذا فيه غاية النصح؛
حيث علمه أن يرغب إلى الله، ولا يكتفي بدعاء أحد له،
ولو كان هذا الداعي هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.



ـ ومثل هذا أن امرأة كانت تصرع فسألت النبي أن يدعو لها،


فقال لها: «إن شئت صبرتِ ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»،


وهذا أيضاً في نفس المعنى، إذ خيَّرها بين الدعاء وبين الصبر،
وجعل صبرها ورغبتها إلى الله - تعالى - خيراً من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها.
ومثل هذا كثير.


في كل ذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
يحرص على تعليق قلوب الصحابة بالله - تعالى - بالسؤال والرغبة،


ويصرفهم عن سؤال غيره مهما كان شأنه،
ولولا أنه من أصول الإيمان والدين لما اعتنى به هذه العناية.






من مواضيعي في المنتدى
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» فضائل وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
»» جواب الشيخ سفر الحوالي عن سؤال : الغلو أخطر أم الإرجاء ؟