أسمع ألى هذه الخزعبلات تلقى في آذان الشيعة ولا حول ولا قوة ألا بالله
يذكر المرحوم الميرزا القمّي صاحب كتاب ( القوانين ) انّه كان زميلا للعلاّمة السيد مهدي بحر العـلوم فـي درس اسـتـاذهـمـا العـلاّمـة بـاقـر البهبهانىٍّّ ، وانه كان يشاركه في المباحثة ، وانّه غالبًا ما كان يقرّر الدروس للسيد بحر العلوم .
يقول الميرزا القمّي :
وحدث بعدها ان سافرت الى ايران واستوطنت فيها . وبعد مُضىٍّّ زمن على هذا . . كنت اسمع اسم السيّد بحر العلوم يُتَداوَل بين علماء الشيعة ، مقرونًا بالتعظيم والا قرار بمنزلته العلميّة الرفيعة .
ادهـشـنـي هـذا ، وقـلت فـي نـفـسـي :
لم اعـهـد للسـيـد بـحـر العـلوم مثل هذه المؤ هّلات . . فكيف بلغ هذه الدرجة الرفيعة وهذه العظمة ؟! ولمـّا حـالفـنـي التـوفـيـق لزيـارة العـتـبات المقدّسة في العراق . . التقيت في النجف الاشرف بـالسـيـد بـحـر العـلوم . فـكـان ان طـَرَح بـعـضـهـم في مجلس اللقاء هذا مساءلة على السيّد ، فوجدت السيد - وهو يجيب عن المساءلة - بحرًا زاخرًا موّاجًا . . يليق به حقًّا ان يُلقّب ب " بحر العلوم " .
واخـتـليـت بـه يـومـًا لاسـاءله :
لقـد كـنّا زملاء في الدراسة ، ولم تكن لكم في ذلكم الوقت هذه الدرجة من القدرة العلميّة . . بل ربّما كنتم تستفيدون منّي في الدروس . والا ن اراكم - بحمد اللّه - على مستوى من العلم غير عادىٍّّ .
فـقـال :
جـواب سؤ الكم يا ميرزا ابا القاسم من الاسرار . لكنّي اخبرك . . وارجو الاّ تبوح به لاحد مادمت حيًّا .
قبلت ما اراد ، فقال - في اوّل الامر - على سبيل الاجمال :
كيف لا . . وقد ضمّني الامام ولىٍّّ العصر ( ارواحنا فداه ) ليلةً في مسجد الكوفة الى صدره ؟! قلت :
وكيف التقيتم به ( عليه السّلام ) ؟ فقال :
ذهبت ليلة الى مسجد الكوفة ، فرايت الا مام ولىٍّّ العصر ( عليه السّلام ) يتعبّد . فوقفت ثـمّ سـلّمت عليه ، فردّ السلام ، وامرني ان اتقدم اليه . فتقدّمت قليلا ولم ازِدْ في التقدّم ؛ ادبًا معه .
فقال :
تقدّمْ .
فتقدمت بضع خطوات .
فقال لي مرّة اخرى :
تقدّمْ .
فـاقـتربت منه ( عليه السّلام ) . . ففتح ذراعية بمودّة ، واحتضنني وضمّني الى صدره المبارك .
وهنا لك . . تدفّق على صدري وقلبي ماشاء اللّه ان يتدفّق .
منقول من كتاب اللقاء بالإمام صاحب الزمان عليه السلام للأبطحي