عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-04, 04:55 PM   رقم المشاركة : 6
الجمال
عضو ماسي








الجمال غير متصل

الجمال is on a distinguished road


ثالثا :
لم ترد عبارة " يريد الله " في القرآن الكريم الا لتوضح علاقة سببية بين ماقبلها وما بعدها

قال تعالى :
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " 33 الأحزاب
فسبب الأوامر والنواهي الموجهة لأمهات المؤمنين هو أن الله تعالى يريد إذهاب الرجس عنهن

" فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 55
" وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 85

وفي الآيتين السابقتين
سبب اعطاء الأموال والأولاد للمنافقين هو أن الله تعالى يريد أن يعذبهم بها بجمعها وحراستها وفتنتهم بها وأن ما يظنون أنه من منافع الدنيا فهو في الحقيقة سببب لعذابهم وبلائهم وتشديد المحنة عليهم
ويلاحظ أن الآية الأولى منهما تتشابه تشابها شديدا مع شطر آية التطهير ففيها "إنما يريد الله " مع لام التعليل المرتبطة بالفعل المضارع " ليذهب " و " ليعذبهم "

" وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " آل عمران 176

وفي هذه الآية
فإن سبب مسارعة المنافقين في الكفر مع عدم انتفاعهم به هو أن الله تعالى يريد ان لا يجعل لهم حظا في الآخرة ويريد أن يعذبهم لهذا استدرجهم الى المسارعة في الكفر

" وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " المائدة 49
وفي الآية السابقة
فإن سبب توليهم واعرضهم عن حكم الله هو ارادة الله تعالى أن يصيبهم بهذا الذنب و أن يصرفهم عن الهدى لما لهم من الذنوب السالفة التي اقتضت إضلالهم ونكالهم
أو أن يقال إن اعراضهم عن حكم الله تعالى سبب لا صابتهم وتعذيبهم به

" وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ " الأنفال 7
وفي هذه الاية
فإن سبب ملا قاتكم للطائفة ذات السلاح وهم مقاتلي قريش في بدر هو أن الله تعالى يريد أن يحق الحق بقطع دابر الكافرين وقتلهم على أيديكم

" فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " المائدة 6
في الآية
سبب تشريع التيمم هو أن الله تعالى يريد التسهيل على المؤمنين وإبعاد الحرج عنهم عندما لايجدوا الماء ويريد أن يطهرهم به

وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " البقرة 185
في الآية
سبب تشريع قضاء الصيام في أيام أخر غير رمضان هو أن الله تعالى يريد التيسير على المؤمنين

" وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " النساء 25-28
وأخيرا في الآية السابقة نجد أن
سبب إيضاح الأحكام في ألاية الأولى هو أن الله تعالى يريد أن يبين للمؤمنين الأحكام الصحيحة
وسبب التبيين لهم وهدايتهم هو أنه يريد أن يتوب عليهم وأن لايتبعوا الشهوات
وسبب السماح بنكاح الإماء هو للتخفيف عن المؤمنين الذين لايستطيعون نكاح المحصنات

فلا نجد في كتاب الله عبارة " يريد الله "
الا ونجدها دالة على علاقة سببية بين ماقبلها وما بعدها

وآية تطهير نساء النبي تتبع نفس القاعدة
فلم يأمرهن وينهاهن سبحانه وتعالى في الآية نفسها وفي الآيات السابقة عبثا وحاشاه أن يفعل
إنما أمرهن ونهاهن رضي الله عنهن ليذهب عنهن الرجس ويطهرهن تطهيرا

يتبع



اللهم اهدنا واهد بنا






التوقيع :
بارك الله فيمن وجد فيما أكتبه باطلا فرده علي أو وجد حقا فنشره
من مواضيعي في المنتدى
»» عفوا ياأخوة كثرت المواضيع عن المتعة .. كلمة حق في المتعة
»» الزميل الغرندل كيف تجرأتم على اضافة سياق لقوله تعالى { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
»» أخي العزيز المرسال أرجو المساعدة
»» شبهة تعلم سيدنا عمر بن الخطاب سورة البقرة في إثني عشرة سنة
»» الرافضة تروي عن الملائكة واللوح والقلم بعد عفير