عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-05, 07:05 PM   رقم المشاركة : 6
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


الأحلام الفارسية .. والأحقاد الباطنية


كانت الدولة الفارسية قوة عظمى كبيرة، تقاسمت الدنيا مع الدولة الرومانية، وجاءت الدعوة الإسلامية المباركة فقهرتها، وأورث الله المؤمنين أرضهم وديارهم، وانتهى حكم الأكاسرة على يد جند الإسلام. ولقد كانت الدولة الفارسية، ولقربها من أرض العرب، وخضوع أجزاء من بلادهم تحت سيطرتها، تنظر للعرب نظرة احتقار وازدراء، وكان مما وصف به «يزدجرد» العرب أن قال: إني لا أعلم أمة كانت أشقى ولا أقل عدداً ولا أسوأ ذات بيّن منكم، وقد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم(1).
وعندما أرسل رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (برسالته إلى كسرى وقرأها مزقها وقال في غطرسة: عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبل اسمي!! ثم أرسل إلي عامله على اليمن أن أبعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز برجلين من عندك، فليأتياني به!!(2). وبعد أن زال ملكهم على يد المسلمين زاد حنقهم وكراهيتهم، فاستفرغوا وسعهم للكيد للإسلام وأهله، فكادوا له من داخله، بانتسابهم لآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ، مدعين أنهم شيعته وهم منهم براء(ü).

ولا زالت عقيدة الانتقام والثأر تسيطر على عقولهم، أملاً في عودة إمبراطوريتهم الفارسية للسيطرة على العالم مرة أخرى. ولقد كان القتل والتصفية الجسدية وسيلتهم التي تشفي صدورهم من حقدهم على العالم كله بصفة عامة، ثم على العرب ـ جنس العرب ـ بصفة خاصة، ثم على عامة أهل السنة بشكل أخص، ولعلنا نستعرض من كتبهم المعتمدة ما يدلل ويبرهن على هذه العقيدة الانتقامية. هذه العقيدة هي التي يثيرها الغرب فيهم لتحقيق الغرض ذاته بأيدي من ينتسبون إلى الإسلام. أولاً: الإثخان في القتل والاستئصال الشامل للبشرية. مهدي الروافض الذي تحلم بمجيئه وتتوقع خروجه، والذي يتولى شيوخ الروافض بحكم مذهبهم في ولاية الفقيه القيام بالنيابة عنه، وأداء أعماله وتحقيق أهدافه. هذا الموعود (أو نائبه العام) سيقوم بعملية قتل شامل، وإفناء كامل للناس لا يسلم منه إلا القليل وهم الرافضة، تقول بروتكولاتهم: ـ «لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس»(1).
قال آيتهم محمد باقر الصدر: «أقول والمراد من هذا الأمر: ظهور المهدي (ع)»(2).

ـ وقال جعفرهم: «لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس». فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال: (ع) أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي»(1).

يقول آيتهم الصدر «وهذا القتل الشامل للبشرية كلها.. يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير»(2). وتختلف نصوصهم في تحديد النسبة الباقية، يقول شيخهم الصدر في توجيه ذلك: «واختلاف هذه النسب المذكورة في الأخبار لقلة الناس دال على كونها على وجه التقريب لا التحديد. على أنه يمكن الأخذ بأكبر نسبة وهو تسعة أعشار لأن الإخبار بذهاب الأقل لا ينافي الإخبار عن ذهاب الأكثر»(3).

وهناك تعاليم يومية مستمرة، للأتباع تحثهم وتدعوهم لطلب الثأر والانتقام وذلك عبر أدعية الزيارات ومناسك المشاهد، وهذا القتل الشامل لاينجو منه إلا الرافضة، ومهما أعلن غيرهم التوبة والرجوع فلا يقبل منهم توبة ولا رجوع، يقول الصدر: «إن الإمام المهدي (ع) سوف يضع السيف في كل المنحرفين الفاشلين في التمحيص، ضمن التخطيط السابق على الظهور فيستأصلهم جميعاً، وإن بلغوا الآلاف ولا يقبل إعلانهم التوبة والإخلاص»(4).

وهذه السيرة ليست من الإسلام في شيء وهم يعترفون أنها شرعة جديدة مخالفة لنهج رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (وأمير المؤمنين علي الذي يزعمون التشيع له، تقول نصوصهم إن «القائم أُمر أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً»(1)، بل إنه يقتل من لا ذنب له، تقول رواياتهم «إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها»(2).

وتصور بعض رواياتهم مبلغ ما يصل إليه من سفك دماء الناس (من غير طائفته) حتى تقول «لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس... حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم»(3). وهذا قول يدين القائم بالخروج عن سنن الرحمة والعدل التي عرف بها أهل البيت، بل إنه خرج عن سنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، وهذا ما يصرحون به فقد سئل الباقر ـ على حد زعمهم ـ أيسير القائم بسيرة محمد؟ فقال: هيهات! إن رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (سار في أمته باللين، وكان يتألف الناس، والقائم أُمر أن يسير بالقتل وألا يستتيب أحداً، فويل لمن ناوأه»(4).

فالرافضة تزعم أنه أُمر بسيرة تخالف سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وقد أجمع المسلمون أن كل ما خالف سيرته ) صلى الله عليه وسلم (فهو ليس من الإسلام، فهل بُعث برسالة غير رسالة الإسلام؟! وكيف يؤمر بخلاف سيرة رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (هل هو نبي أوحي إليه من جديد؟ ولا نبي بعد خاتم الأنبياء، ولا وحي بعد وفاته وكل من ادعى خلاف ذلك فهو مفتر دجال، لمعارضته للنصوص القطعية، وإجماع الأمة على ختم الوحي والنبوة بوفاة سيد المرسلين ( صلى الله عليه وسلم ) .

ولكن هذه الروايات تصور ما في قلوب واضعيها من حقد على الناس، ولا سيما أمة الإسلام التي تخالفهم في نهجهم، وأنهم يتمنون يوماً قريباً آتياً يحققون فيه هذه «الأحلام» التي تكشف حقيقتها هذه الروايات، ويترجمها واقع الشيعة في العهد الصفوي، وفي دولة الآيات القائمة، وفي منظماتهم في لبنان. ومعلوم أن أمير المؤمنين علياً الذي يزعمون التشيع له لم يكفر مخالفيه، ولم يقاتل إلا من بغى عليه، فقائمهم الذي يفعل هذه الأفاعيل ومن تبعه في نهجه، ليس من شيعة علي، وقد اعترفوا في روايتهم أن قائمهم لا يأخذ بسيرة علي، فقد سئل الصادق ـ كما يزعمون ـ «أيسير القائم بخلاف سيرة علي؟ فقال: نعم، وذاك أن علياً سار بالمن والكف لعلمه أن شيعته سيظهر عليهم من بعده، أما القائم فيسير بالسيف والسبي، لأنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً»(1).

وقال صادقهم يخاطب بعض الشيعة «كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال الجديد، على العرب شديد. قال (الراوي) قلت: جعلت فداك ما هو؟ قال: الذبح. قال: قلت بأي شيء يسير فيهم، بما سار علي بن أبي طالب في أهل السواد؟ قال: لا، إن علياً سار بما في الجفر الأبيض، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من بعده، وأن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح وهو يعلم أنه لا يظهر على شيعته(1). فالقتل صفة دائمة ملازمة له كما تقول نصوصهم: إن قائمهم «ليس شأنه إلا القتل فلا يستبقي أحداً»(2)، و «لا يستتيب أحداً»(3). ثانياً: تخصيص العرب بالقتل. يقولون بأن منتظرهم (أو من يقوم مقامه من آياتهم) يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم(4).

وكثير من نصوصهم تعِد العرب بملحمة على يد غائبهم لا تبقي على رجل أو امرأة ولا صغير ولا كبير بل تأخذهم جميعاً فلا تغادر منهم أحداً، حتى قالت بروتكولاتهم «ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح»(5).

ويلاحظ أن هذا الاستئصال العام الشامل للجنس العربي لا يفرق بين شعيي وسني مع أن من العرب من يشايع هذه الزمرة، ولكن أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع أحد من العرب حين قيام دولة منتظرهم ولهذا تحذر من الاغترار بهم، وإن تشيعوا فتقول: «اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد»(1).

ومع أنَّ في الشيعة من العرب كثير إلا أنهم يقولون بأنهم سيمحصون فلا يبقى منهم إلا النزر اليسير(2). ولا يخفى أن تخصيص العرب بالقتل يدل على تغلغل الاتجاه الشعوبي لدى واضعي هذه الروايات، وهي تبين مدى العداوة للجنس العربي لدى مؤسسي الرافضة، والرغبة في التشفي منهم بقتلهم وذلك ـ في حقيقة الأمر ـ لا يعود لجنسهم، بل للدين الذي يحملونه(ü).
ثالثاً: قتل أهل السنة. يسمى الروافض المسلم السني «بالناصب»، فيقول شيخهم حسين البحراني الشيعي: بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو من يقال له عندهم سنياً، ويقول: ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن(3).

إباحة دماء وأموال وأعراض أهل السنة والجماعة عند الرافضة: ـ روى شيخهم القمي الملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه «علل الشرائع» عن داود بن فرقد قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكن اتقي عليه، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه»(1). ـ وروى الطوسي في «تهذيب الأحكام» عن أبي عبد الله عليه السلام: «خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس»(2).

ويقول الخميني في «تحرير الوسيلة»: «والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان، ووجوب إخراج الخمس»(3)(ü). ـ عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أهل الشام شر أم أهل الروم، فقال: إن الروم كفروا ولم يعادونا وإن أهل الشام كفروا وعادونا(4). ـ

عن أبي بكر الحضرمي قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فقال له حكم السرّاج: ما ترى فيمن يحمل السرّوج إلى الشام وأداتها؟ فقال: لا بأس أنتم اليوم بمنزلة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، إنكم في هدنة فإذا كانت المباينة حرم عليكم أن تحملوا إليهم السروج والسلاح(1)(ü). ـ الخطة السرية لآيات قم: ثم نختم ما ننقله من كلامهم بالوثيقة الحديثة التي أشرت إليها في البداية والتي تبين بجلاء خططهم ومكرهم وحقدهم على أهل السنة. «إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا. وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثنى عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن - وبناءاً علي إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين - نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات. لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية - كما اصطلح على تسميتها - لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.

ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً، لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب، لأن هؤلاء (الوهابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين، حتى إنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستوراً للبلد أمراً مخالفاً للشرع والعرف، وهم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين. بناء على هذا : يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا و (الحسينيات)، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنة حتى يتم ترحيل أعدد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة، ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن تجعل هؤلاء المستوطنين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة - والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة - خلافاً لرأي كثير من أهل النظر، ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأموال التي ستنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد. طرق تثبيت أركان الدولة : نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة: الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة. الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين. الثالث : الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال. إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم نكون بلا ريب قد حققنا نجاحاً باهراً وملفتاً للنظر؛ لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة. وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80% من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى؛ ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة. ولاعتلاء أي سطح فإنه لا بد من صعود الدرجة الأولى إليه. وجيراننا من أهل السنة والوهابية هم : تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل (الخليج الفارسي)! التي تبدو دولاً متحدة في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة.

ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواءً في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة. فئات شعوب المنطقة : وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات : الفئة الأولى: هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين. الفئة الثانية: هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي، واستمرت في عهد نادر شاه افشار وكريم خان زند وملوك القاجار وأسرة البهلوي، وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية. والفئة الثالثة: هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية. أما التجارة وشركات الاستيراد والتصدير والبناء فسيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط.


أما الفساد الاجتماعي والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام فهي واضحة للعيان، ومعظم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور!. وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان وإنجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم. إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم. أسلوب تنفيذ الخطة المعدة : ولإجراء هذ الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين، ذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد. وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول؛ ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.

لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو وكيل أو حاكم، حتى إن الفرق الوهابية والشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مراراً وتكراراً، صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام، لكن أجدادنا قد كانوا، وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعيهم وربما لن نكون نحن أنفسنا في المستقبل لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان.

ولا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلاً عن خمسين سنة؛ فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلماً بـ(علي وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيُّع كوارث أصيل للإسلام.

مراحل مهمة في طريقنا :

أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا - العملاء - المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:

1 - شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان. 2 - العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية. 3 - هناك في بعض هذ الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم.

ثانياً : يجب حث الناس (الشيعة) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية - وبكل تواضع - وبناء المساجد والحسينيات؛ لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية. ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية. وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب - بطريقة سرية وغير مباشرة - استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً.

ثالثاً : وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعه عن حكام هذه البلاد وخاصة في المواسم المذهبية، ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل. وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار، ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح والأمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وعندما نجعل الآخرين أحراراً في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا فإن بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار.

رابعاً : وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة؛ وفي وسط هذه المعمعة فإن عملائنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيّقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة؛ وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا. ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان: أولاً : إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل. ثانياً : إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكم، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.

خامساً : وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على: الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة عى الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها. وفي هذه سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد؛ ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس؛ وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدمَة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة دماء. وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا - الشيعية - هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم - فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود» ا هـ(1).
ويل للعرب من الذبح: ثم إن هناك من النصوص الشرعية لدينا ما يستوقفنا متسائلين عن مدى تطابقها مع الواقع، وحيث إن من اعتقادنا أن لا ننزل الأمور الغيبية على وقائع محددة بعينها، فسوف نورد هذه الأحاديث من باب التنبيه والاستشراف لا الجزم. فقد أخبر النبي ) صلى الله عليه وسلم (أن عدد العرب سيكون قليلاً في عهد المهدي عليه السلام كما في حديث أبي أمامة الباهلي، قال عليه الصلاة والسلام: «... فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ـ يعني الدجال ـ فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك بنت أبى العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم..» الحديث(1). فالعرب الذين يزيد عددهم على المئتي مليون اليوم، سيكونون قلة!! وأغلبهم في بيت المقدس فكم هو العدد الذي يكون في مدينة واحدة من مدن المسلمين، وكم من القتل سيقع للعرب؟ وكما جاء في الحديث الآخر: «إن من اقتراب الساعة هلاك العرب»(2).
وفي حديث أبي هريرة أن النبي ) صلى الله عليه وسلم (قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، ينقص العلم ويكثر الهرج، قلت يا رسول الله: وما الهرج؟ قال القتل(1). ولقد أشار حديث آخر إلى أنه قد يكون للفرس دخل في هذه المقتلة الكبيرة للعرب، حين قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لعن الله كسرى!! إن أول الناس هلاكاً العرب، ثم أهل فارس»(2). فيا لله كم من التآمر الذي يحدث للمسلمين وهم غافلون، فالروافض تعد إمامها لقتل المسلمين، واليهود ينتظرون دجالهم لقتل المسلمين، والنصارى تنتظر مخلصها وملحمتها لقتل المسلمين!!! فاللهم نسألك السلامة والمعافاة، ونجاة عبادك المؤمنين، وأن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ترد كيد الأعداء في نحورهم.


________________

(1) البداية والنهاية، ج7/42. (2) البداية والنهاية، ج/4/268. (ü) لا شك أن هناك عدداً كبير من أهل فارس أسلموا وحسن إسلامهم، والمقصود بحديثنا هنا، رافضة أهل فارس (إيران) الذين يزعمون الإسلام وهم ألد أعداءه. (1) الغيبة للنعماني، ص 146. (2) تاريخ ما بعد الظهور، ص 482. (1) بحار الأنوار، ج13، ص 156، ط الحجر. (2 ، 3) تاريخ الظهور، ص 483. (4) تاريخ ما بعد الظهور، ص 558. (1) الغيبة للنعماني، ص153، بحار الأنوار، 52/353. (2) علل الشرائع، ص 299، عيون أخبار الرضا، 1/273، بحار الأنوار، 52/313. (3) الغيبة للنعماني، ص 154، بحار الأنوار، 52/354. (4) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) بحار الأنوار، 52/318، وهذه الرواية في بصائر الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي. (2) بحار الأنوار، 52/231. (3) بحار الأنوار، 52/349. (4) بحار الأنوار، 52/313، 318. (5) الغيبة للنعماني، ص 155، بحار الأنوار، 52/349.
(1) الغيبة للطوسي، ص 284، بحار الأنوار، 52/333. (2) الغيبة للنعماني، ص 137، بحار الأنوار، 52/114. (ü) انظر: د. عبد الله الغفاري، برتوكولات آيات قم، 79 ـ 88. (3) المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية/147. (1) انظر: علل الشرائع، ص 601، ط. نجف، وانظر: وسائل الشيعة، ج18، ص 463، والأنوار النعمانية، ج2، ص 308. (2) تهذيب الأحكام، ج4، ص 122، ط. طهران، والفيض الكاشاني في الوافي، ج6، ص 43، ط. طهران. (3) تحري الوسيلة، ج1، ص 352. (ü) انظر: مجدي محمد علي، انتصار الحق، دار طيبة، ط1/1418هـ، 156 ـ 163. (4) الكافي رقم (5)، ج3/410. (1) الكافي رقم (1)، ص 112. (ü) انظر: عبد الكريم محمد عبد الرؤوف، النصوص الفاضحة لعقائد الشيعة الاثنى عشرية، 191 ـ 194. (1) د. عبد الحليم البلوشي، رئيس رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن - نشرت هذه الوثيقة، مجلة البيان اللندنية، العدد (123) 11/1418هـ - 3/1998م. (1) رواه ابن ماجه في الفتن، ح./4077، وأبو داود في الملاحم، ح./4321. (2) رواه الترمذي في المناقب، ح./3929.
(1) البخاري في العلم، ح./85، ومسلم في الفتن، ح./157، وأبو داود في الفتن والملاحم، ح./4249، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ح./10543 واللفظ له. (2) رواه أحمد، ح./10277.


إنتهى .







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» لقاء الدكتور عبد الله النفيسي مع قناة وصال حول إيران الصفوية والخليج / فيديو
»» كتب قيمة عن الصوفية / للتحميل
»» محاضرات شيخنا ممدوح الحربي
»» فاطمة رضي الله عنها .. والرافضة
»» وصف الجنة من نونية ابن القيم بأعذب الأصوات مع الشرح